kayhan.ir

رمز الخبر: 17613
تأريخ النشر : 2015April13 - 20:28

لهذه الأسباب انسحب الجيش السوري من إدلب.. ودخلت “داعش” الى اليرموك

حسان الحسن

تأكيداً على توزيع الأدوار بين متفرعات تنظيم "القاعدة” من الرعاة الاقليميين والدوليين، لاسيما أدوار المجموعات المسلحة المنتشرة على الأراضي السورية، فقد تزامن الهجوم الذي نفذته "جبهة النصرة” و”الأخوان المسلمين” على مدينة "أدلب” في الشمال، مع محاولةٍ قام بها تنظيم "داعش” لقطع طريق "خناصر” التي تربط بين مدينتي "حماه” و "حلب”، وذلك بهدف عزل الشمال عن الوسط، وبالتالي محاولة عزل الأول عن العاصمة، فيما لو تمّكن المسلحون من قطع الطريق المذكور الذي يربط بين "حلب” و”حماه” ثم "حمص” ليؤدي الى دمشق، لذا آثر الجيش السوري تأمين هذا الطريق الحيوي كأولوية على التصدي للهجوم الكبير على "أدلب”، التي كانت مطوقةً بالمسلحين من مختلف الجهات، رغم ان الجيش استقدم تعزيزات عسكرية من منطقة "جسر الشغور” للدفاع عن "المدينة الخضراء” ولكن كانت غير كافية لصد الهجوم، ولم يكن بامكانه تحريك اي كتيبة من منطقة "الغاب الشرقي” لمؤازرة جنوده في "أدلب”، في الوقت التي تتصدى وحداته لهجوم "داعش” على منطقة "السلمية” في ريف "حماه” المطلة على "خناصر”، فاتخذت القيادة الميدانية قرار الانسحاب "المدينة الخضراء”، لتعزيز جبهة "الغاب”، وحضور القوات العسكرية المولوجة حماية الساحل من جهة ريف "اللاذقية”، دراءً لاي هجوم محتملٍ على الأخيرة و "حماه” بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية. وبذلك أفشل الجيش السوري المخطط الدولي الآيل الى تقطيع أوصال الشمال عن الوسط والعاصمة والساحل، رغم خسارته الجزئية في "أدلب” التي باتت شبه خاليةٍ من السكان.

ولاريب أن تفريغ المدن من سكانها، سيرتب مفاعيل سلبية على الأوضاع المالية والاجتماعية والأمنية، فأن منهج تفريغ الجغرافيا السورية، يتهدد الكتلة السكانية فيها، كذلك بتهدد الاوضاع الامنية والتركيبية الديموغرافية للدولة الجارة، لاسيما لبنان بعد نزوح نحو 7 ملايين مواطن بين الداخل والخارج، بحسب مصادر سياسية سورية. وتبدي تخوفها من توظيف بعض الجهات الاقليمية والدولية النزوح السوري في نزعات مذهبية، او لتهديد التركيبة الديموغرافية اللبنانية لاحقاً، من خلال استغلال الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها اللاجئون، على حد قولها.

وتشير المصادر الى أن أبرز المفاعيل السلبية لعملية "التفريغ” على الاصعدة المالية والاجتماعية والعسكرية، هي ثلاثة:

- أولاً: نزوح أعدأد كبيرة من موظفي الدولة الى خارج مناطقهم، وهم لايزالون يتقاضون رواتبهم، من دون أن يؤدوا وظائفهم، ما يرتب أعباءً ماليةً على الحكومة.

- ثانيا: نزوح عدد كبير من التلامذة وطلاب الجامعات الى خارج محافظاتهم ايضاً، والتحاقهم بعضهم في المراكز التربوية في المناطق الآمنة، ما أدى الى كثافة طلابية كبيرة في هذه المراكز، تتطلب فتح مدارس وجامعات إضافية لاستعابهم.

- ثالثا: أدت هجرة الشباب في الداخل والخارج الى صعوبة في عملية التحاقهم في معسكرات خدمة العلم والاحتياط، لاسيما الموجود منهم خارج البلاد.

بالانتقال الى آخر مستجدات الوضع الميداني، لاسيما في الجنوب والعاصمة، فتؤكد المصادر الميدانية ان الهجوم الذي شنه "داعش” من منطقة "الحجر الاسود” على مخيم "اليرموك” للاجئيين الفلسطنيين، انه تمدد لتنظيم "الدولة” على حساب "النصرة”، ويرمي الى توسيع الجيب المسلح، وتعزيز خط بين المنطقة المذكورة والمخيم المتاخميّن، أما ابرز اهدافه،فهي منع المصالحة في الأخير.

وعن تسليم السلطات الاردنية لمعبر "نصيب” الحدودي للمجموعات المسلحة، لعزل سورية في البر، تعتبر المصادر السياسية المذكورة آنفا أن ما أقدمت عليه هذه السلطات هو تنفيذ لاوامر سعودية، للضغط على محور المقاومة، بالتزامن مع العدوان السعودي على اليمن.