حكومة طبرق تسارع للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي
روعة قاسم
تعيش العاصمة الليبية طرابلس أياما صعبة بعد أن تحولت إلى ساحة للمعارك إثر سيطرة قوات الزنتان الموالية للواء خليفة حفتر والجيش الليبي على منطقة باب العزيزية واقتربت من قوات فجر ليبيا التي تسيطر بمعية المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته على العاصمة. فقد اضطر الكثيرون من سكان طرابلس إلى المغادرة برا باتجاه تونس في انتظار أن يتم الحسم من هذا الطرف أو ذاك.
ولعل ما يزيد من حالة الهلع لدى السكان المحليين هي البيانات الصادرة عن هذا الطرف أو ذاك، وآخرها ما صدر عن قوات الزنتان التي أعلنت عن سيطرتها على كامل منطقة باب العزيزية وافتكاكها من ميليشيات فجر ليبيا، ودعت عناصرها إلى الإستعداد للإلتحام مع الجيش الوطني القادم من الشرق الليبي والذي يدعم حكومة طبرق التي يرأسها عبد الله الثني.
الجزائر على الخط
وكمؤشر على خطورة الأوضاع في طرابلس، وفق أغلب المراقبين، فقد قامت الجزائر بإرسال طائرة عسكرية تضم فرقة من القوات الخاصة لإجلاء ديبلوماسيين ومواطنين جزائريين. وحسب مصادر "العهد الاخباري”، فإن العملية تمت دون التنسيق مع حكومة طرابلس وهو ما أثار انتقادات عديدة من عديد الأطراف الليبية سواء المحسوبة على هذا الفريق أو ذاك.
والحقيقة أن السيادة الليبية منتهكة من جميع الأطراف سواء تعلق الأمر ببلدان الجوار المغاربي والعربي أو بالبلدان الغربية أو حتى الكيان الصهيوني الذي بات لاعبا أساسيا في بلد عمر المختار. فأجهزة الاستخبارات ترتع في هذا البلد الشاسع الغني بالثروات الطبيعية، وتم الكشف في سنة 2013 على خلية تابعة للاستخبارات المركزية الأمريكية في العاصمة طرابلس تبادلت إطلاق النار مع جماعات ليبية ثم فرت لاحقا وخلفت وثائق ومعدات، ويتم الحديث بشكل كثيف عن تواجد للاستخبارات البريطانية بمدينة مسراطة أحد المعاقل الهامة للجماعات التكفيرية الليبية.
القصف الجوي
ويعتمد الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في عملية تقدمه داخل العاصمة طرابلس على القصف الجوي لضمان التفوق برا لقواته المتقدمة من عدة محاور باتجاه وسط العاصمة. وتتحدث الأنباء عن نجاح الطيران الحربي مؤخرا في استهداف مخازن أسلحة تابعة لقوات فجر ليبيا خصوصا في محيط مطار طرابلس وهو ما اعتبر ضربة قاصمة للموالين لحكومة طرابلس والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
كما تتحدث أنباء قادمة من العاصمة الليبية عن تقدم الجيش الليبي برا خصوصا من ناحية الجنوب على الأراضي التابعة لقبائل ورشفانة التي يبدو وأنها تدعم جيش بلادها في مواجهة الجماعات الإخوانية المنضوية تحت ما يسمى بـ”قوات فجر ليبيا”. ويبدو أن حكومة طبرق بصدد مسارعة الخطى على الميدان للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي لتحسين شروط التفاوض مع الطرف المقابل وهي التي تدرك أن الحسم العسكري من هذا الطرف أو ذاك لن يحل الأزمة الليبية بأي حال من الأحوال.
نفي قاطع
بالمقابل، فإن قوات فجر ليبيا تنفي نفيا قاطعا سيطرة الجيش الليبي على منطقة باب العزيزية وتؤكد أن قواتها تسيطر بالكامل على هذه المنطقة وأنها نجحت في أسر قيادي في جيش حفتر على حد تعبيرها. كما أعلنت فجر ليبيا أن منطقة باب العزيزية هي منطقة عسكرية وأن قرارها هذا سببه حماية المدنيين من طيران حفتر على حد تعبيرها والذي يقوم بقصف المدنيين.
بالمقابل فإن الناطق الرسمي بإسم قوات فجر ليبيا لم ينف وصول الجيش الليبي إلى باب العزيزية وحصول معارك في تلك المنطقة وهوما تم نفيه في وقت سابق. وبالتالي ووفقا لتصريحات الطرفين يمكن الجزم بأن الجيش الليبي وصل فعلا إلى باب العزيزية وأن القتال هو في تلك المنطقة تحديدا التي لم يحسم فيها الأمر بعد.