kayhan.ir

رمز الخبر: 176003
تأريخ النشر : 2023September24 - 20:29

حسين شريعتمداري

1ـ عام 256 هجرية اذ وصلت الخلافة المغتصبة للمعتمد العباسي وهو الخامس عشر في سلسلة  بني العباس. وعامان على شهادة  الامام الهادي اذ كان يتقلد إمامة الاُمة الامام الحسن العسكري بتنصيب من الله سبحانه.

والخليفة العباسي وان كان قد لقب نفسه بالمعتمد على الله الا انه كآبائه قد اعتمد الشيطان! فخلفاء بني العباس على علم بأمر الله في تنصيب علي بن ابي طالب وابنائه الاحد عشر من بعده لامامة الاُمة، فقد سبق ان ذكرهم رسول الله (ص) في مواطن عديدة، باسماء خلفائه بالترتيب الى الامام الثاني عشر مع وصف خصوصياتهم، فيما يعلم خلفاء بني اُمية وبني العباس رأي الامة في احقية الائمة فعمدوا الى  قتلهم الواحد بعد الاخر، ولكن اليوم بلغت الامامة، حيث كرر رسول الله(ص) ان الامامة ستصل الى الامام الذي سيقوم  بالعدل ويطهر العالم من الجور والظلم ومن الظلمة، اذن فالخطر قريب، لاسيما وان ائمة الشيعة وبعد شهادة الامام الحسين عليه السلام توفرت لهم الفرصة في بيان الاسلام المحمدي الاصيل، ليوضحوا للامة الطالح من الصالح، اعتماداً على فطنة الامة... من هنا فان المعتمد وجلاوزته قد احسوا الخطر اكثر من اي وقت آخر.

2 ـ ان واحدة من اجراءات الامام الحسين العسكري عليه السلام، وفيها طعم ورائحة تحضير الشيعة لغيبة الامام من بعده، في إقامة تشكيلات وتنظيم سري، يمكن اطلاق "تنظيم الوكلاء" عليه. فالامام الحسن العسكري(ع) قد إنتخب اشخاصاً من اصحابه الاوفياء بصفة وكلاء، وارسلهم الى مناطق مختلفة ليقوم كل واحد منهم بوظيفته بشكل مستقل عن الآخر. على ان يتصلوا بالامام (ع) اما مباشرة او عن طريق واسطة ثقة. وكان للامام العسكري رسول واحد يعرفه جميع الوكلاء ولا يثقوا باي رسالة إلا عن طريق هذا الشخص. فواحدة من وظائف الوكلاء رفع الرين عن وجه الاسلام المحمدي الاصيل (ص). الرين الذي ارساه خلفاء الجور بالتحريف والبدعة وطمس الحقائق عن وجه الاسلام المحمدي الاصيل. فحقيقة الشيعة أبين من ان تطمس ولذا لجأ خلفاء الجور وعلماء السلطان وبائعي الدين بالدنيا الذين لا طاقة لهم بمواجهة الحقيقة البيّنة لذا لجاوا للتحريف والتهديد وطمس الحقائق. وان وظيفة وكلاء حضرته رفع اللبس ونزع الحجب عن الحقائق التي يسعى الاعداء لتغطيتها.

3 ـ ان من ضمن المشاكل الكبيرة التي ووجه بها خلفاء الجور في اطاعة "اولي الامر" وهو ما جاء بصراحة في كتاب الله:

"يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واُولي الامر منكم..."، وان الله لا يأمر بالسوء والمعصية؛

"ان الله يأمر بالعدل والاحسان". من هنا فان اُولي الامر ينبغي ان يكون معصوما. من جانب آخر لا يمكن ان يأمر الله باتباع اولي الامر ولايقوم بتعريفهم! كما ان معرفة المعصوم هو من ما يتفرد به الله سبحانه وهو الذي يعلم الجميع ان الله سبحانه قد اورد عن لسان رسوله، قد ذكر اسماء الائمة عليهم السلام واحداً بعد الآخر وذكر خصوصياتهم، وجاء بصراحة بخصوص الرسول الاعظم:

"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى..". فهذه الحقائق ليست خافية على الحكام المستبدين من بني اُمية وبني العباس، من هنا فان الائمة عليهم السلام كانوا على علم بذلك وينتفظوا عليه، وان الحائل الاساس الذي اعتبره الحكام الظلمة هو وجود هؤلاء الائمة ولذا قاموا بقتلهم...

4 ـ ويصادف الثامن من ربيع الاول ذكرى شهادة الامام الحسن العسكري عليه السلام، حين حاصر المعتمد العباسي الامام العسكري بشدة عن طريق جلاوزته، وتكرر زج الامام في السجن، الى ان لجأ المعتمد الى سم الامام عليه السلام، ولما كان يعلم وما نقل مكرراً عن رسول الله صراحة بان ولده القائم بالعدل وقالع الظلم والجور في العالم، قام المعتمد بمحاصرة بيت الامام في البحث عن ولده. وكان امام الزمان ارواحنا له الفداء في سن الخامسة من عمره الشريف، ومن ذلك التاريخ بدأت الغيبة الصغرى وطالت من عام 260 والى عام 329 هجرية اي 69 عاما. ومن بعد ذلك بدأت الغيبة الكبرى.

5 ـ وكان الامام يدير  الامور عن طريق سفرائه الاربعة واحدا بعد الآخر وهم بشكل مباشر ينتخبون من قبل الامام، لتجري الامامة عن طريقهم (السفراء الاربعة)، ومن بعد ذلك تدار الامور عن طريق الفقيه جامع الشرائط، لتستمر الامامة والولاية عن طريقهم. فاصل ولاية الفقيه بدأت من هنا. فهذا البرنامج لاجل فترة الغيبة الكبرى هو من قبل الامام الحسن العسكري(ع)؛

"واما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه".

وهذا استمرار امامة بقية الله والتي تجري تحت رقابته، اذ ان امامنا وان كان غير ظاهر ولكنه موجود حاضر.

6 ـ وسبق ان اوردنا في الصحيفة هذا النص وهو وصف الحال:

"لقد اسموك غائبا، لانك لست ظاهرا. لا لانك لست حاضرا، اذ ان الغيبة بمعنى عدم الحضور تهمة غير مقبولة اُلقيت عليك يا مولاي، وهؤلاء يجهلون الفرق بين الظهور والحضور، اذ ان مجيئك الذي ننتظره بمعنى الظهور وليس الحضور، وان مريديك الذين يطلبوك صباحا ومساءا يطلبون من الله  حضورك. وحين تظهر ينتاب الجميع الحيرة ويعظوا على الانامل تعجبا بانهم قد رأوك سابقا. وحقا ماقالوا، لانك تعيش فيما بيننا، لانك امامنا، وهكذا كل ليل ونهار، يفتقد اصحاب القلوب قلوبهم وعال الصبر من وجودهم لتتجه الافئدة نحو القبلة متلهفين قدومك..."

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: