آلية لضبط الأفواه!!
تصريحات المسؤولين حول أحداث مخيم اليرموك "أصمّت" الآذان، وكل مسؤول "يجتهد" ، وجميعها متناقضة، وشاشات التلفزة راحت تركز على هذا التناقض في المواقف، كل "يفتي"، ويطلق الكلام على "عواهنه"..
تضارب في التصريحات وكلمة "يجب" تتصدر تصريحات أعضاء المركزية، والتنفيذية والناطقون من كل الفصائل.
معركة وحرب "تصريحاتية" بين "الأشاوس".. ومن لم يدل بـ "دلوه" في هذه الحرب، كان منشغلا مع "الاغراب" وفي "كولسات" الحروب الخفية، على تولي الرئاسة، حيث الخيوط الممتدة من الساحة الى العواصم والقنوات الأكثر نشاطا، هي تلك الممتدة بين هؤلاء وقيادات الحكم في "اسرائيل"، من كل الألوان والمستويات السياسية والعسكرية.
"فلتان تصريحاتي" في الساحة الفلسطينية، قضايا مصيرية تحت رحمة هذا الفلتان المخجل، لا مواقف موحدة، ولا سياسة مدروسة، فلماذا لا تضبط الأفواه المولعة والمتيمة بأضواء الاعلام والتلفزة؟! كفى فضائح أمام "الخلق"، كفى، "تبجحا".. في مسائل ثبت أنهم لا يدركون أبعادها وتفاصيلها، وكأن كلا منهم صاحب القرار، وفي يده الحل والربط.
"تسبى" نساء مخيم اليرموك، ومسؤولونا يتصارعون على شاشات التلفزة، يقتل أهل المخيم ومسؤولونا لا موقف موحدا لديهم..!!
المواقف بشأن ما يجري في مخيم اليرموك، يتخذ حسب ارتباطات متخذيها، وأهدافهم ومصالحهم، وهذا "خراب البيت"، أحدهم مع تفتيت الأمة وتوطين اللاجئين، "فيلعن المخيم ومن فيه"، ويدعم "داعش"، وثان يسبح بحمد الربيع العربي ، لذلك، هو ضد سكان المخيم، ولا داعي لحمايتهم وانقاذهم، وثالث لا يريد تخريب علاقاته مع الخلايجة، لأنه مستفيد ماليا، فيسارع الى رفض التدخل العسكري، ورابع، مع انقاذ المخيم، لكن لا حول له ولا قوة، "فيزأر" عليه الأشاوس ليصمت!! ومنهم من يختفي وراء الآخرين، يؤمن حتى النخاع بأن آل سعود وآل ثاني والعثمانيين الجدد هم سلاطين الله على الارض، وبالتالي، ليذهب المخيم وأهله الى الجحيم، وليبدأ التوطين، أما أبناء الجماعة، فهم باعوا مخيم اليرموك منذ شن الحرب الكونية الارهابية على سوريا العروبة.
أمام هذا الحال، المطلوب ـ وكان يفترض من سنوات طويلة ـ أن توضع آلية واضحة حازمة وحاسمة لضبط أفواه المندلقين على وسائل الاعلام، فالقضايا مصيرية، والحديث عنها يتطلب وعيا، فكل كلمة محسوبة!!
* صحيفة "النار" المقدسية