مجلة الكونغرس: أميركا تتراجع عن 5 مطالب رئيسة لها في مفاوضاتها النووية مع إيران
واشنطن – وكالات انباء:- حض الرئيس الاميركي "باراك اوباما" معارضي التوصل الى اتفاق نهائي مع الدول الست حول برنامج ايران النووي الى عدم اجهاضه.
واعرب "اوباما" وعلى هامش قمة الاميركيتين عن تفاؤله بإمكان إبرام ايران والدول الست اتفاقا نهائيا رغم التصريحات الاخيرة المعارضة لذلك.
واتهم الرئيس الاميركي المعارضين في الكونغرس بتجاوز الحدود عبر تقويض الثقة بحكومة بلادهم في الخارج وزعم ان القيادة الايرانية تخاطب جمهورها في الداخل وهي تشعر بالقلق ازاء ناخبيها؟!.
واشار "اوباما" الى امكانية بناء اتفاق نهائي يرضي كبرياءهم وسياساتهم وفي ذات الوقت يفي بأهداف العملية الأساسية.
في هذا الاطار كتبت مجلة "هيل" الأميركية المعنية بشؤون الكونغرس الأميركي في تقرير لها، عن تراجع الأدارة الأميركية عن خسمة مطالب رئيسة في مفاوضاتها النووية مع الجمهورية الاسلامية في ايران، وأوضحت انها جاءت نتيجة المفاوضات النووية المكثفة والصعبة مع إيران.
واشارت مجلة "هيل" الأميركية الى الانتقادات التي وجهها اعضاء جمهوريين في الكونغرس الأمريكي لسياسة الرئيس "باراك اوباما" في المباحثات النووية، واعتقادهم بانها تراجعت امام إيران في خمسة مطالب رئيسة خلال المفاوضات النووية مع طهران، وضرورة ان يتم مناقشة اطر التفاهم في المفاوضات النووية مع ايران بشكل دقيق ومفصل في وقت يحاول فيه اوباما ان يثبت قوة هذا التفاهم.
حذف الكثير من شروط "أوباما" منذ بدء المفاوضات النووية مع ايران قبل 18 شهرا الماضية.
ورأى الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس الأميركي ان التغييرات في المطالب الامريكية جاءت نتيجة المفاوضات النووية المكثفة والصعبة مع ايران، وطالبوا باعطاء الدبلوماسيين من كلا الطرفين الوقت الكافي لتحقيق اتفاق شامل ونهائي. وتناولت مجلة هيل انتقاد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي لخمسة قضايا في هذا الصدد:
1- وقف تخصيب اليورانيوم
ان الرئيس أوباما ومسؤولي البيت الابيض طالبوا قبل انطلاق المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول 5+1 بوقف ايران جميع عمليات تخصيب اليورانيوم وبشكل كامل. ان اطار التفاهم النووي الحالي يقضي بالسماح لإيران بتخصيب وانتاج اليورانيوم محليا للاستخدام المدني، في حين ان المسؤولين في البيت الابيض اعربوا عن ان وقف تخصيب اليورانيوم في إيران لم يكن ابدا هدفا واقعيا. ونوه احد المسؤولين في البيت الابيض الاميركي مستشهدا في حوار له مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية عن ان استمرار تخصيب اليورانيوم من قبل ايران جاء كعامل لاستمرار المفاوضات.
2- السماح لإيران الاحتفاظ بـ 1500 جهاز للطرد المركزي
أعلن المسؤولون في البيت الابيض في بداية المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول 5+1 بان يتراوح عدد اجهزة الطرد المركزي الإيراني مابين 500 إلى 1500 جهاز للطرد، إلا ان الجمهوريين انتقدوا أوباما في هذه المسألة حيث انه سمح لإيران في الاطار الفعلي للاتفاق، بالاحتفاظ على 6140 جهازا للطرد المركزي، وان هذا العدد اربعة اضعاف العدد الذي كان في اعتبار أوباما في السابق.
3- إغلاق المنشآت النووية تحت الارض
طالب الرئيس الاميركي اوباما في بداية المفاوضات النووية مع ايران باغلاق منشآتها النووية تحت الارض في منشأة "فوردو" ومفاعل الماء الثقيل في آراك بشكل كامل. وقال في كانون الاول 2013 ان ايران لا تحتاج لبرنامجها السلمي إلى منشآت "فوردو" و"آراك" النووية باي حال من الاحوال، في حين ان اطار التفاهم الذي تحقق اخيرا بين إيران ومجموعة 5+1 قد سمح لايران بابقاء كلا من هذين المنشأتين النوويتين في "آراك" و"فوردو". كما تقرر وفق اطار التفاهم النووي مع ايران ان تحتفظ ايران في منشاة "فوردو" النووية بالف جهاز للطرد المركزي لاجراء بحوث نووية وفيزيائية وتكنولوجية وان يستمر مفاعل آراك للماء الثقيل قي أنتاج البلوتونيوم بنسة تخصيب متفق عليها.
4- وقف برنامج إيران للصورايخ البالستية
طالب المفاوضون الاميركيون في بداية المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول 5+1 الجانب الايراني بوقف برنامجها الخاص بالصورايخ البالسيتة والتي يمكن استخدامهما لاهداف حربية. ان التفاهم النووي الحالي مع ايران يوضح ان الامم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخولة لتحديد ابعاد برنامج ايران للصواريخ البالستية والعسكرية.
5- يدوم الاتفاق لمدة 20 عاما
اكد الجانب الاميركي منذ بداية المفاوضات بان الاتفاق المحتمل سيدوم لنحو 20 عاما، في حين ان اطار التفاهم النووي بين ايران ومجموعة الدول 5+1 اقترح بان مدة الانتهاء من تنفيذ القضايا الرئيسية في هذه المفاوضات تتراوح لفترة تمتد ما بين 10 إلى 15 عاما. ووفقا لهذا فان إيران ستحدد خلال عقد من الزمن عدد اجهزتها للطرد المركزي لتخصب اليورانيوم وتقلل من نسبة تخصيب اليورانيوم خلال 15 عاما. وفي هذا السياق ستعمل على تحديد نشاطات منشآتها النووية في "فوردو" و"آراك" لفترة 15 عاما. هذا ووصف وزير الطاقة الأميركي "إرنست مونيز" الاتفاق النووي مع إيران بأنه "اتفاق دائم" سيفرض متابعة المجتمع الدولي عمليات تفتيش مستمرة على منشآت وبرنامج إيران النووي عن قرب.