kayhan.ir

رمز الخبر: 17564
تأريخ النشر : 2015April12 - 21:07

تطاول الأقزام علامة نفوقها

من هوان الدهر واهواله ان يتطاول نفر ممن ازاحتهم البادية مع احترامنا وتقديرنا لطيب اهلها وكرمهم ونخوتهم ان يتسلقوا مقادير الامور في بعض بلدان المنطقة وهم لا يجيدون اكثر من ركوب الجمال واقامة المسابقات لها، ليتطاولوا اليوم على شعوب مسلمة وعريقة كالشعب الباكستاني الاصيل لرفضه مسايرة العدوان والظلم والتجني على حق شعب آمن واعزل كاليمن الذي عرج القرآن الكريم على حضارته وتقدمه وجذوره الضاربة في التاريخ وبارك له الرسول العظيم حين قال " اللهم بارك لنا في شامنا ، ويمننا فقالوا يا رسول الله وفي نجدنا فقال (ص): هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان".

فالسؤال المصيري والتاريخي الذي يطرح نفسه ما الذي جناه الشعب اليمني الآمن والمسالم الذي باركه رسول الاسلام، بحق آل سعود حتى يعاقب بعدوان شرس ووحشي لا يسلم منه حتى الشجر والحجر والانكى من كل ذلك والكارثي بكل مالهذه الكلمة من معنى هو مماشاة وصمت بعض الانظمة العربية ونخبها وكتابها وشبابها الجامعي على عدوان سعودي غادر على شعب مسلم وعربي اصيل هو خزان الاسلام ومهد الحضارة وبوابة الجزيرة العربية بل هي الجزيرة العربية بعينها.

وللاسف الشديد تصل الصلافة والوقاحة بامير منطقة نجران جلوي بن عبدالعزيز ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات انور قرقاش للتطاول على بلدين كبيرين في ا لمنطقة كباكستان وتركيا وتهديدهما لرفضهما الطلب السعودي في معاضدة العدوان الغادر على اليمن والمشاركة فيه حيث يصف الاول الشعب الباكستاني بالمنحط والخادم للسعودية ويتوعد بطرد الباكستانيين والثاني يصف مواقف البلدين بالمتناقضة والملتبسة في هذا الظرف المصير ي ويتوعد بتكلفتها العالية.

ان الانحطاط الخلقي واللامسؤول لامثال هؤلاء المسؤولين العرب الذين توهموا بان اموالهم التي هي في الواقع اموال شعوبهم تستطيع تغيير الواقع والتحكم بمصائر الشعوب وشراء ذممها وجعلها عبيدا لها، بلغ حدا تجاوز فيه لكل الاعراف والقواعد الدولية وخروج عن اللياقة الدبلوماسية والتهديد علنا باستخدام آلة الارهاب وهذا ما يتضح من كلام الوزير الاماراتي الذي يتوعد بالكلفة العالية وهذا ما فسره المراقبون باطلاق يد طالبان الارهابية ضد الشعب الباكستاني وسفك المزيد من دمائه وهذا التطاول الفج علامة فارقة لنفوق هؤلاء المسؤولين وحكوماتهم ولا ننسى ان نذكر ان البلدين الوحيدين اللذين اعترفا بحكومة طالبان الاجرامية هما المملكة السعودية والامارات.

فرفض كل من تركيا وباكستان مسايرة العدوان السعودي الغادر على شعب اليمن هو نكسة كبيرة لسياسة آل سعود وتطلعاتها في المنطقة اضافة الى انها اوجدت شرخا كبيرا في التحالف الذي طبلت له السعودية لتحقيق مآربها الخبيثة في اليمن والتي جعلت منه على الدوام حديقة خلفية لها لتنفيذ سياساتها المشبوهة والمتحالفة مع الشيطان الاكبر بهدف تقييد اليمن وترويضه للبقاء تحت خيمتها ونفوذها وزرعت فيه البذرة الوهابية القذرة لتكون مرتعا للارهابيين والتكفيريين ولطالما اعلنت على المنابر جهارا نهارا بان الارهاب ينبع من اليمن وينتقل الى المملكة لتستخدمها شماعة وذريعة لحضورها الفاعل والمؤثر في اليمن لكن الشعب اليمني الذي ثار على هذا الواقع الفاسد لايمكن ان يتراجع عن اهداف ثورته التي اقسمت ان تكمل المشوار لتحقيق الاستقلال الكامل واعادة السيادة والقرار الوطني للبلد السعيد مهما غلت التضحيات.