المواجهة... لا الحياد!
ابراهيم الأمين
لم نعش يوماً وهْمَ المواجهة الهادئة مع أهل الظلام. وليس بيننا اليوم من يعيش رفاهية أمام المعركة القاسية التي بدأ فصلها الجديد يوم انطلق العدوان البربري على شعب اليمن. وليس بيننا من هو واهم بأن هذه الحفنة من المجرمين ستتوقف عن غزوتها للنور والعلم والحرية والهواء النظيف.
آل سعود هم رأس الشر في هذه المنطقة. هم رأس الحربة في كل معركة تقود الى التخلف والجهل والظلام الدامس. هم سلالة لم يخرج منها الخير يوماً.
هم اليوم، يرتكبون جهاراً نهاراً الجريمة اليومية بحق شعب عانى من بطشهم وتسلطهم لعقود طويلة من الزمن.
هم اليوم يقودون أبشع جرائم العصر، ولم يقدروا على التستر خلف سذج أو مرتزقة كما يفعلون في العراق وسوريا.
هم اليوم، يضطرون الى الكشف عن أقنعة لم تخف وجوههم المنتمية الى عائلة الشيطان نفسه.
هم اليوم، مثل العصابات التي فقدت كل صبيتها وزعرانها ومجرميها، فصار الممسكون بقرارها مضطرين إلى النزول مباشرة الى أرض المعركة.
هم اليوم، الحليف الاول لمنظومات القهر التي تسيطر على غرب استعلائي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وهم الحليف الاصلي للكيان الاسرائيلي، أكثر أنظمة التاريخ عنصرية وقتلاً.
ولأنهم كذلك، نعرف أن المواجهة معهم قاسية، وتحتاج الى صبر، والى طول نفس، والى دراية وحكمة وعقل، وتحتاج الى جهد وإبداع ومثابرة كما تحتاج الى عضلات.
لكنها معركة تحتاج أيضاً الى الوضوح، والى الفروسية التي فيها جرأة التصدي، وفيها استعداد للتضحية ودفع ثمن الحرية والعزة.
ولأن المواجهة باتت كذلك، لم يعد ممكناً الصمت على أدوات تعمل عند هذه السلالة الرابضة على صدور عشرات الملايين من العرب والمسلمين.
هم يتحدثون عن أنه "حان وقت أن يضعوا حدّاً” لنا، ونحن نجيبهم بأنه حان وقت التصدي لهم دون مداراة. وهم يتحدثون عن تجهيز أدواتهم، ونحن نعرف أن ما أعلنوه ليس الا الوجه الناعم مما بدأوه فعلياً منذ زمن، وأطلقوا العنان له قبل أيام.
إنها مواجهة مصيرية، ولن نكتفي بمواجهة أهل القرار فقط. سنشهّر بكل من يعمل لمصلحتهم، ومن يعاونهم، مباشرة أو غير مباشرة، وسنرفع الصوت بوجهه، مهما علا شأنه، ومهما كان الثمن.
إنها المعركة الكبرى، وصار من الضروري لفت انتباه من هم في صف هؤلاء، من الذين يعيشون بين جنباتنا، وأن نقول لهم ما يجب أن يقال:
كل من يعيش ويستزيد من هذه السلالة، ويأخذ المال المسروق من أهل العرب، هو ابن غير شرعي لهذه السلالة.
كل من يصمت على جرائمهم، وعلى ظلاميتهم، وعلى جهلهم، وعلى أفكارهم الإقصائية والتكفيرية، وعلى قوانينهم المتخلفة، هو شريك في جريمتهم.
كل من يقبل بصدقتهم، شعباً، أو حكومة، أو جهة، أو شركة، أو مؤسسة دينية أو سياسية أو تجارية أو إعلامية، هو ابن مخلص لهذه المخلوقات المشوّهة.
كل من يضرب بسيفهم، أو يروّج لأفكارهم النتنة، هو واحد منهم، مرذول ومرذول ومرذول حتى ينقطع النفس.
هي مواجهة، ليس فيها مكان للتخاذل والجبن والخوف باسم الحياة. ومن لا يقدر على التحمّل، ليس ملزماً بخوض هذه المعركة.
الحياة الحرة، ليس فيها حياد!