kayhan.ir

رمز الخبر: 17369
تأريخ النشر : 2015April08 - 21:30

اوباما والهروب الى الامام!!

مهدي منصوري

صاحب الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة الدول 1+5 الكثير من اللغط والتشويه من قبل الذين لايريدون نهاية لهذا الملف، بحيث بلغ التشويه حدا من ان واشنطن قد تمارس ضغوطا على طهران للاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب او على اقل التقادير تحييدها بالنسبة لدعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي خضم هذه الصورة المشوهة جاء تصريح اوباما بالامس القريب والذي اشار الى ان "واشنطن لا تستطيع ان تمارس الضغط على طهران للاعتراف بالكيان الغاصب للقدس".

والذي يقرأ التصريح بتمعن يعكس وكأن طهران متلهفة للاعتراف بهذا الكيان ولكنها تنتظر الضغوط التي تنهال عليها من واشنطن او غيرها لكي تسير نحو تسوية هذا الامر.

الا ان الواقع العملي والفعلي يعكس صورة اخرى تختلف جملة وتفصيلا عما يدور في اذهان اعداء ايران الاسلامية، خاصة وان طهران قد اعلنت موقفها بقوة وبصراحة تامة ومن دون لبس ولاغموض وهي انها ترى ان الكيان الغاصب للقدس غدة سرطانية قد زرعت في قلب العالم الاسلامي، وانها مصدر لكل المشاكل الامنية والسياسية التي تعاني منها المنطقة، ولذلك لابد ان يجري العمل وعلى مختلف المستويات وبكل الطرق المتاحة من اجل ازالتها ومحوها من خريطة المنطقة والعالم.

ولذلك فانها قدمت ولازالت وستبقى تقدم الدعم لكل الجهود التي تسير في هذا المجال خاصة لابناء الشعب الفلسطيني المقاوم من اجل ازاحة العدو الجاثي على صدر ابناء الشعب والذي اذاقهم الامرين من خلال ممارساته الاجرامية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

اذن فان تصريح اوباما هذا يمكن تفسيره ان اللوبي الصهيوني في الداخل الاميركي بدأ يمارس ضغوطه على الادارة الاميركية من اجل افشال الاتفاق الذي تم بين طهران والغرب، ولذلك فانها تثير مثل هذه الاشاعات والأقاويل لاحراج هذه الادارة اولا، ومحاولة وضع العراقيل امام اوباما لان لا يسير باتجاه تحقيق هذا الاتفاق والذي وجد فيه الكيان الصهيوني خطرا عليه، لانه يمنح ايران المزيد من القدرة والقوة.

والذي ينبغي التاكيد عليه والذي لابد ان يعرفه العالم اجمع ان القرار الايراني وعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود ونيفا أي منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة وليومنا هذا هو قرار مستقل ينبع من المبادئ التي آمنت بها وعملت على تطبيقها على ارض الواقع خاصة في مجال دعم المستضعفين والمضطهدين في العالم، ولا اعتقد ان شعبا قد ناله الاستضعاف والاضطهاد ما ناله الشعب الفلسطيني، فلذلك فهي تعتبر نفسها ملزمة ان تقدم الدعم لهذا الشعب ومهما كان النتائج، خاصة وان العدو الصهيوني الذي يلقى الدعم الدولي ومن بعض الدول الاقليمية قد اصبح كالاسد الضاري الذي ينهش في جسد الفلسطينيين ولا يجد من يقف بوجهه او يصده عن وحشيته.

اذن فان ايران الاسلام ورغم كل الاتفاقات مع الدول الغربية لايمكن ان تتنازل عن مبادئها او ثوابتها التي اختطتها لنفسها، ولذا فان تصريح اوباما وكما عبرت عنه اوساط سياسية واعلامية لم يكن سوى فذلكة سياسية او انه يريد ان يتملص وبطريقة دبلوماسية عن السير قدما في الاتفاق مع طهران.