الاعلام العربي والاسلامي؛ بين الجبان والمتمذهب والمنافق!
* المفكر السعودي الشيخ حسن بن فرحان المالكي
هناك أمران لم أكن أتوقعهما أبداً:
الأول: قدرة القنوات الإعلامية على مسخ الناس.
الثاني: قبول القائمين على المنابر الإعلامية هذا الدور الماسخ.
كنا في البداية - اعني مع افتتاح قناة "الجزيرة" مثلا - كنا نظن زعيق الاعلاميين المتحمسين - كفيصل القاسم - كنا نظن هذا حرقة على المبادىء والقيم والناس! بعد عقدين من الزمان اكتشفنا أن هذا الزعيق كان مجرد وظيفة؛ تأدية دور تمثيلي حسب الطلب فقط؛ فجأة نكتشف أننا كنا اغبياء بدرجة كبيرة ! .
كلنا فيه نسبة من الغباء؛ لكن غباء بهذا الحجم كان مروعاً؛ لأننا كنا نجهل العمق؛ كنا نجهل صناعة العقول ثم الاحداث؛ كنا نظن العبودية قد انتهت .
قبل نحو عشرين سنة كان املنا في إعلام حر مسؤول عن هذا الإنسان؛ كنا نتخيل أننا سنحظى يوماً بإعلام يشبه أخبار الإذاعة البريطانية (هنا لندن)! كنا نظن أن الإعلام بنفسه يصنع كل شيء؛ أهدافه وسياسته وخططه التنفيذية؛ وكل هذا ضمن مبادىء شرف معروفة بالفطرة؛ كم كنا أغبياء! .
كل الإعلام العربي والإسلامي هكذا؛ لكن بعضه أسوأ من بعض فقط؛ كله تحت خط السوء؛ ثم أخف سيئه الجبان؛ وأوسطه المتمذهب؛ وأسوأ السيء المنافق!.
ومن مقاصد الإسلام حفظ العقل! العقل لن يقدر على الصمود أمام واقع يقول:
قناة تفتح نسبة من الحرية تُقفل؛ وقناة تفتح أنهاراً من الدماء تبقى!
تذكر؛ حفظ العقل من مقاصد الإسلام!
انظروا هذه العقول التي ستهجم الآن؛ جاهليون لا يفرقون من دم وكلام؛ العبث بهذه العقول حرام؛ وهذه الآية تنفع المؤمنين فقط :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) [ألمائدة]