نصر الله: الصراع في المنطقة سياسي وليس مذهبياً والمعركة في سوريا هي معركة المقاومة
طهران – كيهان العربي:- اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المعركةَ في سوريا هي معركة المقاومة، والصراعَ في المنطقة سياسي وليس مذهبياً.
وقال السيد نصر الله خلال مقابلة مع قناة "الاخبارية" السورية، إن السبب الأول لاستهداف سوريا هو استقلالها في قرارها، والثاني أن سوريا دولة محورية في الاقليم، مضيفاً أنه كان يتوقع بأن المعركةَ في سوريا لن تكون قصيرة بل مفتوحة، وأن المراهنة على اسقاط الحكومة السورية خلال شهور يدلل على أن حجم المؤامرة كان كبيراً جداً. موضحاً أنّ حزبَ الله دخل الحرب في سوريا في خيار معلن.
وقال: عندما كان يحكم ايران نظام الشاه، السعودية وأغلب دول الخليج الفارسي كانت على علاقة قوية جداً معه، ولم يخرج أحد من امراء السعودية أو علمائها ليقول كيف تقيمون علاقة مع إيران وهذا شيعي وهذا رافضي لأنه كان حليفا معهم وهم عند سيد واحد هو الأميركي.. لكن عندما حصلت الثورة الإسلامية في إيران وتم الإعلان عن قطع العلاقات مع "اسرائيل" وأميركا، بدأنا نسمع اللغة الجديدة.
وشدد نصرالله بالقول: أن الصراع في فلسطين هو مع الصهاينة الذين ارتكبوا المجازر وقتلوا الأبرياء وليس صراع مسلمين ويهود، مشكلتنا أيضا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة الذين احتلوا أرضنا، وما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز، والكلام في الموضوع الطائفي والديني هي وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي.
وأضاف:دخلنا الحرب بملء ارادتنا ولتحمل مسؤولياتنا ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج احداً، ونتحمل المسؤولية وقلنا لحلفائنا انهم يمكنهم القول ان حزب الله لم يسألنا بشأن دخوله القتال.
ورأى نصرالله أن سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بهذه الميزة، واصفاً دور سوريا بالمحوري على الصعيد الإقليمي، مؤكداً أنه لا يمكن لاحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن سوريا والإرادة السورية.
وتابع أن الرئيس الأسد كان دائما حاضراً ومستعداً للمطالب الشعبية المستحقة وكان حاضراً للحوار، لكن الاخرين عندما شاهدوا ذلك دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل العسكري الواسع، لافتاً إلى أن الدول الداعمة للمسلحين لا يريدون مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة.
وتساءل: كيف سيكون مصير الدول الخليجية والأردن والعراق فيما لو سيطرت القاعدة على سوريا؟ لذا فالموضوع في سوريا أكبر من مسألة نظام ومن نعم الله أنه كان هناك هكذا رئيس وهكذا جيش عندما جاءت هذه المؤامرة.
ورأى أن معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة لأن هناك جماعات مسلحة على الحدود وهناك من يرسل السيارات المفخخة التي تقتل الشعب اللبناني، مؤكداً أننا نقاتل بامكانيات الجيش السوري لأننا جزء من هذه المعركة، لكن القرار العسكري تتخذه القيادة السورية على المستوى العسكري والسياسي ونقدم المساعدة في الاماكن التي نتواجد بها، وفي بعض الأماكن في سوريا نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة.
وتابع بالقول: لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة قنيطرة من الجنوب السوري لكن نحن أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق والرد في لبنان كان له دلالة مهمة، و لو ردينا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الإستراتيجي أقل بكثير.
واعتبر السيد نصر الله أن الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لم تأذن بالحل السياسي وما زالت ترفض الحل السياسي وهي سعيدة بما يحصل في سوريا، وأن المطلوب في سوريا صمود الدولة والجيش والشعب مع القيادة وابقاء الابواب مفتوحة لأي حل سياسي او اي حوار سياسي يخدم سوريا.
وذكّر بأن أول من تحدث عن أن هناك احتلال ايراني لسوريا هو (وزير الخارجية السعودي) سعود الفيصل، معتبراً أن العقل السعودي لم يستوعب كيف أن سوريا تصمد في هذه الحرب، مشدداً على أنه لا يوجد قوات ايرانيين في سوريا بل هناك ضباط في سوريا وهم موجودون من قبل الاحداث.. ومن يروج لهذا الكلام يريد البحث عن شرعنة دعم المجموعات المسلحة، والقرار في الداخل السوري وفي السياسية الخارجية هو قرار سوري والقيادة الإيرانية تصر على إحترام هذا الأمر.
وفنّد السيد نصرالله أسباب الحرب على اليمن، قائلاً: إن اليمنيين كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة تقف إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة، وإن السلطة في السعودية تريد استعادة الهيمنة على اليمن الذي فقدته بسوء إدارتها وممارساتها، لذلك كان العدوان على اليمن هو عدوان أميركي سعودي والإسرائيلي يخاف من صعود شعارات الموت لإسرائيل لأن خروج اليمن عن هيمنة السعودية يعني خروجه عن هيمنة أمريكا وهو ذات موقع إستراتيجي لا تريده أن يكون خارج ارادتها".
وأضاف السيد نصرالله أن مشكلة الدول الخليجية كما قال صديقهم (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ليست مع إيران وهذا صحيح بل مع الشباب الذين تربوا على الفكر الداعشي وداعش هي تعبير عن المذهب الوهابي.
وأشار سماحته إلى أن السعودية خلال الفترة الماضية كانت تدفع أموال في أكثر من دولة وهي لديها الأموال والإعلام والمشايخ الذين يصدرون الفتاوى، وهي خاضت كل حروبها بالواسطة في المنطقة لكنها فشلت، الأمر الذي أجبرها على الدخول بشكل مباشر في الحرب على اليمن هو أن القوى الداخلية التي تدفع لها الأموال غير قادرة على القيام بأي أمر، معتبراً أن المطلوب من السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون وجماعة أنصار الله أعلنت أنها توافق على الحوار في أي دولة محايدة.
واتهم السيد نصر الله السعوديين بشن الحرب على اليمن ثم الذهاب للبحث عن قرار عربي يؤيدها عبر الجامعة العربية وهو ما يعد برأيه استهانة من قبل آل سعود بالحكام العرب.
وأكد أن هناك فشلاً ذريعاً للعدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن، حيث أنه لا وجود لأي انجاز سعودي في الحرب حتى الان وهم جعلوا الغالبية الساحقة في اليمن ضد ال سعود وهناك استنفار وتعبئة يمنية هائلة وستزداد ضد السعودية نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدوان، لافتاً إلى أنه عندما يطلب السعوديون من اليمنيين تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فبذلك شيء من الغباء.
ونبّه الى أن القيادة التي تدير المعركة في اليمن حتى الآن لم تأخذ قرار اقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي بالرغم من أن لديهم القدرة على ذلك وهي قد تفعل.
ورأى أن من انجازات الحرب السعودية دعم "داعش" و"القاعدة" في اليمن، قائلاً إن العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على الأمن السعودي، فالأميركي والإسرائيلي لا يريد أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني، وأنا منذ البداية توقعت الهزيمة للسعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة".