هزيمة الرياض المنكرة في اليمن
مهدي منصوري
أثبتت التجربة وعلى مدى أكثرمن عقد من الزمان بل وفي الواقع ومنذ الازل انه يمكنك ان تشن حربا ولكن عليك ان تفكر بكيفية انهائها.
وهذا هو المأزق الذي وقعت فيه السعودية اليوم والتي كانت تعتقد وبحشدها العدد الكبير من الدول تستطيع ان تزرع الرعب والخوف لدى اليمنيين بحيث تدفعهم نحو الاستسلام” وبذلك تسجل نصرا صوريا كبيرأ من جانب ومن جانب آخر لكي تتربع على كرسي زعامة العالم الاسلامي.
ولكن وبعد مضي ايام قلائل وجدت السعودية نفسها انها وحدها في الميدان وان الدول التي كان من المفروض ان تقف الى جانبها قد اخلت مواقعها وتراجعت خاصة وانها وجدت ان الهدف ليس تحرير الشعب اليمني من الحوثيين بل قتل وتدمير هذا الشعب من خلال القصف العشوائي و غير المحدود والذي طال المدنيين والابرياء والبنى التحتية والتي اعتبرتها بعض الاوساط مجزرة بشرية حاقدة.
اذن فان السعودية اليوم تقف على مفترق طرق بل انها وفي الواقع واجهت الحقيقة المرة وهي انها لاتستطيع ومهما امتلكت من القدرة آو القوة ان تصل الى هدفها وان تغير من الواقع اليمني القائم بشيء بل انها و بهذه الحماقة قد واجهت صورة جديدة وغير متوقعة وهي ان الاحزاب اليمنية المختلفة قد اعلنت عن اتفاقها وتضامنها بالوقوف بوجه العدوان السعودي ودعت الشعب اليمني ان يحشد طاقاته لان يصمد امام هذا العدوان الهمجي الوحشي، ولذا فان مقولة رب ضارة نافعة قد تحققت اليوم في اليمن لان السعودية وحلفاءها ووراءهم اسرائيل واميركا ارادوا من هذا العدوان ان يكون اداة لتفريق وتفتيت وحدة الشعب اليمني لكي تؤول الامور الى تقسيم البلاد، ولكن الذي حصل هو العكس تماماً مثلما عبرت عن ذلك الامر اوساط سياسية والاعلامية يمنية وغيرها ان الشعب اليمني قد سجل انتصارا كبيراً لا يوصف وافشل المشروع الصهيوني الاميركي الرجعي ومن هنا فانه اعلن وبوضوح للعالم اجمع هزيمة السعودية في الميدان.
لذلك فانها لم يبق لديها سوى ان تخضع للإدارة الدولية التي تمثلت بالمشروع الروسي المقدم للامم المتحدة وتركع وتخضع ذليلة للغة الحوار والتفاهم ولكي تكون لها عبرة للمستقبل بان لا تجازف في مثل هذه الامور وفي اي بلد آخر وبذلك يمكن القول ان يدها الاثمة ستقطع والى الابد.