kayhan.ir

رمز الخبر: 17230
تأريخ النشر : 2015April06 - 21:02

اوباما وتحذير دول مجلس التعاون!!

مهدي منصوري

تصريح اوباما وفي مقابلة مع توماس فريدمان الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الذي اشار فيه الى ان "اكبر خطر يتهدد عرب الخليج الفارسي ليس التعرض لهجوم من ايران، انما السخط داخل بلدانهم، سخط الشبان الغاضبين العاطلين والاحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم" وضع هذا التصريح الكثير من علامات الاستفهام الكبيرة وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان هذا التصريح قد جاء على اعتاب اللقاء الذي سيعقده مع دول مجلس التعاون في كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول من الاتفاق النووي مع ايران.

ولابد عند مناقشة تصريح اوباما هذا ان نضع في الاعتبار ان ايران لم ولن تشكل في يوم ما تهديدا لاي احد وذلك من خلال ممارساتها التي امتدت الى اكثر من ثلاثة عقود ونيف بل ان الادارة الاميركية والصهيونية هي التي تثير هذه المخاوف لدى الدول الخليجية وغيرها من دول المنطقة لكي تعزز هيمنتها وسيطرتها على هذه الدول اولا، وكذلك لكي تديرعجلات مصانعها العسكرية وغيرها لكي تحافظ على اقتصادياتها من الانهيار.

لذلك ان اوباما وعند اشارته الى خطر ايران لم يكن ذلك سوى خدعة وكذبة وفرية يريد منها خداع هذه الدول بان واشنطن هي المعنية بالدفاع عنهم ولا غير.

ولكن اشارته الى الوضع الداخلي الخليجي القلق من خلال وصفه الشبان الخليجي بالساخطين والغاضبين واحساسهم بعدم وجود مخرج سياسي لمطالبهم ينبغي ان يؤخذ مأخذ الجد او كما يقال فانه وضع الاصبع على الجرح لان هذه الدول هي محكومة بصورة بحيث لايمكن لشعوبها في يوم من الايام ان ترى حياة ديمقراطية يكون لهم دور فيها، وقد قالها وبصورة واضحة ضاحي خلفان مدير شرطة دبي السابق بان دولنا لا تحتاج الى مثل هذه الديمقراطيات أي انها عليها ان تتجرع مرارة الاستعباد العشائري والقبلي الذي يتحكم بمصير البلاد والصيغة التي يريدها والذي اشار اليها اوباما بان الشباب الخليجي قد وجد في داعش الارهابي البديل لما يعيشونه من حياة قاسية.

ولايمكن ان نغفل ان حالات الرفض الشعبي المعلنة منها والمخفية والتي تظهر بعضها على صفحات التواصل الاجتماعي قد شكلت تهديدا كبيرا لزعماء هذه الدول بحيث صدرت ردود الافعال باصدار اوامر الاعتقال والعقوبات على بعض المغردين بدعاوى باطلة انهم تعرضوا للسيادة الاميرية وغيرها من التعابير.

لذلك فان مخاوف اوباما لم تكن بعيدة عن الواقع ولذلك فعلى زعماء هذه الدول ان لا تضع بيضها في سلة واحدة، وهي الاعتماد على اميركا في حمايتها حتى من شعوبها، لان واشنطن وكما معروف عنها سريعا ما تتخلى عن حلفائها فيما اذا فرضت الشعوب ارادتها وقد تكون تونس و مصر وغيرها من البلدان ليست بعيدة عن الاذهان.

لذلك فعلى الدول الخليجية وفيما اذا ارادت ان تعيش حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي ان لا تضع شماعات مشاكلها على الخطر الايراني الواهم والكاذب بل عليها ان تلتفت الى داخلها وتحاول معالجة قضايا ابناء شعبها الذين يتطلعون الى الحرية والاستقلال بالحوار وفتح الآفاق نحو اجواء ديمقراطية حرة يكون لشعوبهم رأي فيها وكذلك ان يكون لهم نصيب في ادارة الدولة لا ان تقتصر على العائلة الحاكمة فقط.