ظريف: تفاوضنا من موقع قوة وكل قرارات مجلس الأمن سترفع يوم التوصل لاتفاق
طهران – كيهان العربي:- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف إن جميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني ستلغى على الفور إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي نهائي، مؤكدا أن إيران تفاوضت من موقع القوة وان الحظر لم يكن مجديا.
وأضاف وزير الخارجية في مقابلة مع التلفزيون الايراني مساء السبت أن كل قرارات مجلس الأمن سترفع يوم التوصل لاتفاق.. وسيكون مجلس الأمن الحكم في تنفيذه مؤكدا انه يحق لأي طرف أن يتوقف عن الخطوات الخاصة به إذا انتهك الطرف الآخر الاتفاق , مشيرا الى أنّ الاميركيين يصرّحون بما يرغبون به ويفسرون البيان المشترك وفقا لتك الرغبات .
وشدد الدكتور ظريف على أن طهران تفاوضت من موقع القوة وقال، إن الآخرين أدركوا أنهم لا يستطيعون إغلاق برنامج إيران النووي وأن الحظر لم يكن مجدياً مع ايران.
واشار الى تصريحات وزير الخارجية الامريكي القاضية بانه لا يمكن اخضاع الشعب الايراني وقال: سنواصل صمودنا سواء وصلت المحادثات الى نتائجها المنشودة او حاول الجانب الاخر فرض اطماعه في صياغة الاتفاق النهائي.
وفي جانب اخر من مقابلته جدد ظريف التاكيد على ان جمهورية ايران الاسلامية الايرانية لم ولن تسعى ابدا وراء القنبلة النووية والهيمنة على المنطقة واضاف: ان ايران تسعى لإقامة علاقات جيدة مع دول الجوار حيث تعتبر أمنها ورخاءها بمثابة أمن ورخاء ايران.
واكد ان لايران الكثير من المصالح المشتركة مع الجيران في المنطقة، وتابع: ان هذه الازمة النووية المفتعلة قد اثارت هواجس لدى المنطقة. لكننا لن نحل مشاكلنا ابدا على حساب الدول الجارة ولن نقوم باي مساومة مع احد على حساب امنها.
والمح وزير الخارجية الى فتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية بحرمة السلاح النووي، لافتا الى استخدام النظام البعثي البائد للسلاح الكيمياوي في حربه ضد ايران (1980- 1988) وان مجلس الامن الدولي الذي تهيمن عليه القوى الكبرى التزم الصمت ولم يبد استعدادا حتى لادانة "صدام".
وتطرق الى ما حصلت عليه ايران من هذه المفاوضات وما قدمته في المقابل وقال: التعهدات التي اخذناها على عاتقنا لن توقف ايا من مشاريعنا، الجانب الاخر يقول بانه حصل على ضمانة بان ايران لن تحصل على السلاح النووي، هذا في حين اننا لم نسع اصلا لحيازة مثل هذا السلاح. الرقابة التي وافقنا عليها تتوافق مع مصالحنا القومية، لانها تمهد الارضية لحصولنا على امكانيات جديدة، هذا فضلا عن ان تقنيتنا ذاتية ومحلية ولا يمكن لاي احد سلبها منها.
واشار الى التزام ايران بمعاهدتي "ان بي تي" و "سي تي بي تي" وقال: لن نحمل البلاد اي تعهدات اضافية، ومشاريعنا ستعود الى مسارها الطبيعي خلال فترة زمنية محددة.
وحول موقع فردو وتحويله الى مركز للابحاث والتنمية اوضح وزير الخارجية بالقول: سيبقى موقع فردو منشاة نووية وسنستفيد من احدث التقنيات فيه. هنالك 1044 جهاز طرد مركزي في فردو ولكن ليس من المقرر ان تقوم بالتخصيب. ان فردو هي ضمانة لامن نطنز. القرارات السابقة التي اصدرها مجلس الامن الدولي كانت تطالب باغلاق موقع نطنز، ولكنها الان تسمح بوجود خمسة الاف جهاز طرد مركزي فيه.
وتعليقا على التهديدات بالهجوم على ايران قال الدكتور ظريف: لن يجرؤ اي احد بالهجوم على ايران، قد يحلم البعض بالهجوم على ايران ولكنهم يفتقدون الى القوة والجراة. قواتنا المسلحة تتمتع بمنتهى القدرات الردعية.
وفي خصوص عمليات التفتيش والشفافية وتطبيق البروتوكول الملحق قال وزير الخارجية: العبارة التي سينص عليها الاتفاق هي ان اي خطوة ستكون طوعية الى ان يتم اقرارها من قبل المجلس. فالاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد ان يقره المجلس. اننا ملتزمون بالياتنا الداخلية ونعمل وفقا للقانون.
وشدد في مقابلته على ان القدرات والامكانيات الدفاعية الايرانية لن تخضع للمفاوضات واضاف: لن نسمح للاخرين بالاطلاع على اسرارنا بذريعة الية دولية.
وحول تعيين الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمرجع لابداء الراي بشان التزام ايران بتعهداتها قال: حين يتم تطبيق البروتوكول الملحق فان على الوكالة ان تعلن بانه لا يوجد اي برنامج سري غير معلن، ونحن مستعدون للتعاون مع الوكالة ونتوقع منها بان تكون محايدة في مهمتها.
وتطرق الى المزاعم الاميركية بشان محادثاتها مع ايران في خصوص قضايا مثل حقوق الانسان والارهاب وقال: ان محادثاتنا كانت نووية ولم يكن من المقرر ان نتحاور بشان العلاقات الثنائية مع اميركا. هذا فضلا عن ان الجميع يرى من الذي يدعم الارهاب والتطرف في المنطقة. ان ايران تدعم الحكومة الشرعية في العراق وسوريا. اننا نختلف مع اميركا في هذا الخصوص، ولكن ان تحلي الجانب الاميركي بالواقعية لادرك بان الدولة التي تسعى الى ارساء الاستقرار في المنطقة هي ايران.
وختم وزير الخارجية الدكتور ظريف مقابلته بالقول: ان المنطقة ليست بحاجة الى النزاع والسباق. نيران التفرقة والطائفية ستحرق الذين يأججونها عاجلا ام آجلا، هذا في حين تتطلع ايران الى التعامل مع دول الجوار عن كثب.