kayhan.ir

رمز الخبر: 17146
تأريخ النشر : 2015April05 - 20:42

اليمــن: جنـون السعوديـة والرقيــة الإيرانيـة

أحمد الشرقاوي

زعيم قبيلة آل سلول خادم ‘قرن الشيطان’ في نجد اليمامة المدعو الشيخ ‘سلمان’، والذي قرر فجأة أن يحول مهلكته الرجعية الظلامية إلى قوة عظمى، لتلعب نفس دور الشيطان الأكبر، وبتكليف منه هذه المرة، في مواجهة إيران العظمى بشعبها العالم انطلاقا من اليمن، خصوصا بعد أن فشل كبيرهم المدعو ‘أوباما’ في إسقاط سورية وإخضاع العراق، برغم تأسيسه لحلف دولي من قبائل جن العجم والعرب "السنة”، وقبله فعل نفس الشيء الجني المراهق بوش الصغير، بحيث كلما حاول الشيطان الأكبر احتلال مكان ما بالمنطقة منذ نجاح الثورة الإيرانية المجيدة وإلى يومنا هذا، إلا وأسقط إمام المسلمين في طهران محاولته الخبيثة بتعويذة خفيـة، تخرج الجيوش المعتدية على إثرها مهزومة مكسورة بعون الله..

التعويذة الإيرانية ورث سرها قائد الثورة في طهران عن جده الإمام الحسين عليه السلام، وهي عبارة عن جملة سحرية لها فعالية حاسمة ونهائية، حرصت إيران على تلقينها لحلفاؤها في المنطقة، فكانت النتائج مدهشة..

فمثلا، بفضل هذه الرقية انتصرت إيران على الديكتاتور ‘صدام’ في حرب السنوات الثمانية فجر الثورة، برغم تفكك جيش الشاه حينها وانهيار المؤسسات وفراغ خزينة الدولة، في مقابل جيش الديكتاتور المدعوم من العربان والغرب والمسلح حتى الأسنان من أمريكا وروسيا، وسلمته السعودية مبلغ 200 مليار دولار لإسقاط الثورة الإسلامية في إيران، وفق ما كشفه سماحة السيد عن مصدر إيراني رفيع نسب المعلومة لتصريح الأمير نايف بن سلطان شخصيا..

وانتصرت المقاومة في العراق على الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد الإحتلال سنة 2003 حين قهرت أعظم قوة عرفها تاريخ البشرية، بفضل دعم إيران للمقاومة وتدريبها وتسليحها، لدرجة هددت واشنطن بقصف طهران والقدس الشريف إذا لم تنتهي إيران، لكن إيران استمرت في نهجها إلى أن انتصرت المقاومة وخرجت جيوش أمريكا والأطلسي مهزومة تجر أذيال الخيبة من بلاد الرافدين تباعا..

وانتصرت المقاومة الإسلامية في لبنان على أكبر جيش صهيوني في المنطقة كان يقال أنه جيش لا يقهر، فقهره حزب الله الجبار بفضل هذه الرقية، وكشف للعالم أن بيت "إسرائيل” هو أهون من بيت العنكبوت برغم ما يملك من قوة وجبروت، ولم يجد حزب الله من عاصمة عربية تدعمه في حرب تموز وقبلها في حرب التحرير غير طهران..

وصمدت سورية في وجه أكبر مؤامرة دولية وأخطر حرب كونية خيضت ضدها لإسقاطها، وبفضل دعم إيران والرقية السرية ها هي قاب قوسين أو أدنى من إعلان الانتصار الحاسم على الإرهاب، وأمريكا اليوم تخطب ودها وتقرر حوار نظامها الذي لم يهرب من دمشق كما فعل الطرطور هادي منصور، برغم أن بندر بن سلطان جمع له الوحوش من كل أصقاع الأرض، فقاوم الأسد ببسالة وصمد كالصخر، وحمى الشعب والوطن من التقسيم والتشرذم، ما حوله إلى بطل قومي أصيل، استحق إثر ذلك أن ينتخبه الشعب رئيسا شرعيا بلا منافس أو منازع، وبأغلبية ساحقة لم يحصل عليها أي زعيم ديموقراطي في الغرب..

وكذلك فعلت المقاومة الشريفة في العراق حيث تحاصر دواعش أمريكا والسعودية وتحقق الانتصارات المدهشة في الميدان برغم المؤامرات والدسائس التي تريد سرقة انتصاراتها وإعاقة إنجازاتها، ولولا دعم إيران لاحتلت داعش كردستان واجتاحت بغداد، ولم يعد للعراق التاريخ والحضارة من وجود يذكر..

ليس المال ولا السلاح هما من صنعا انتصارات حلف المقاومة في المنطقة، برغم أهميتهما، لأن ما تملكه هذه القوى الربانية مجتمعة من مقدرات وإمكانات لا يقارن بما تملكه أمريكا وحلفاؤها وأدواتها من سلطة سياسية، وقوة عسكرية، وأموال تعجز عن حملها العصبة أولي القوة، بل سر الانتصار يكمن في تعويذة إيران..

والتعويذة التي نتحدث عنها اليوم تختزل في جملة مفيدة تقول: "هيهــات منــا الذلــة”، وكما ترون، هي كلمات بسيطة، لكن لها مفعول السحر حين تهتف بها جماهير المقاومة، غير أن المشكلة تكمن في أنه لا يمكن تفعيلها من قبل أي كان، تماما مثل حالة الأعرابي الذي أراد تقليد الفاروق عمر لطرد الجن، لأن شرط نجاحها يكمن في أن من يهتف بها يجب أن يكون مؤمنا صادقا يتوكل على الله وحده دون سواه، هذا أولا، وثانيا أن يكون حرا سيدا يملك قراره المستقل، لا منافقا ذليلا، أو عميلا تابعا، أو خائنا، باع دينه وأمته وتنكر لمبادئه وحاد عن قيمه وأخلاقه، ليتحول إلى خديم وضيع يعمل لمصالح أسياده في واشنطن وتل أبيب، كما هو حال آل سعود اليهود والأنظمة العربية الصهيونية الفاسدة الدائرة في فلكها..

لذلك، عندما اجتمعت الحشود الشعبية في بوابة صنعاء القديمة وساحات مقاطعات أخرى من اليمن المظلوم على قلب رجل واحد منددة بالعدوان السعودي الغادر، ورفعت أكفها للأعالي وهي تردد بصوت واحد "هيهــات منــا الذلــة”.. خرقت أصواتها آذان الملائكة في السماء، فقطعت عليها سكون التسبيح، فراجعت ربها في أمر شعب اليمن الذي يرفض الهيمنة الأمريكية والمذلة السعودية ويستغيث مطالبا بالمدد من العلي القدير، معلنا أنه مستعد لتقديم القرابين من دماء شهدائه من أجل حريته واستقلاله وكرامته، متوكلا على الله وحده دون سواه، فقال لهم الله في علاه، وهو أعلم من ملائكته بما يختلج في صدور عباده المخلصين: (اليوم أذنت للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير)..

هذا المشهد الجميل والتفاعل الجلل الذي حصل بين صنعاء في الأرض والملائكة في السماء، ولد حالة شعورية ثورية فريدة، نادرا ما تحدث في تاريخ الأمم، فتوحد الشعب، وحشد الهمم، وأجمع العزم على المقاومة حتى النصر أو الشهادة، دفاعا عن كرامته وحريته واستقلاله وسيادته..

بعدها خرج سيد المقاومة في اليمن، وعلى نهج سيد المقاومة في لبنان، حذر عبد الملك الحوثي حفيد الحسين عليه السلام السعودية من مغبة المقامرة في اليمن، وأعطاها مهلة قصيرة لتراجع نفسها وتتراجع عن غيها واستكبارها وعدوانها، ووصفها بجار السوء، وأنذرها بأن ما ينتظرها في حال لم ترتدع بالتي هي أحسن، يفوق ما يمكن أن تتوقعه حساباتها الغبية، فأقام عليها الحجة أمام أشهاد الأمة..

وبثقة القائد الواثق من نفسه، العارف بخبايا اللعبة، المدرك لحدود قوة الجبروت في مواجهة قوة الحق، المؤمن بأن إرادة الشعوب هي من إرادة الله.. وعد شعبه بالنصر الإلهي القادم، فأعلن أن الهدف هذه المرة سيكون أبعد من مجرد الدفاع عن النفس لصد العدوان، لأن اليمن لا يملك ما يملكه آل سعود اليهود من أسلحة وعتاد وإمكانات مالية وإعلامية ودعم سياسي لا محدود ضدا في شرعة الأمم والقيم والأخلاق، لكنه يملك المفاجآت ما سيزلزل الأرض من تحت أقدام الطغاة، ويقتلع عروشهم من جذورها..

وبالتالي، لن ينتظر الشعب اليمني المجاهد ليموت تحت القصف مستكينا في بيوته.. بل سيرد الصاع صاعين، والهدف هذه المرة سيكون كسر قرن الشيطان في نجد والحجاز، لإنهاء شره على الأمة وفساده في الأرض، لتتحقق نبوءة الرسول الأعظم (صلعم) الذي حذر الأمة من خطورة "قرن الشيطان”، ومن الفتن ونيران الحروب التي سيشعلها من مقره، ليخرب دينها، وينهي حلمها بالوحدة، بل و وجودها كأمة وتاريخ وحضارة في العالمين..

لذلك، نتوقع أن يبدأ الرد بعد أيام قليلة إذا ما استمر العدوان، خاصة وأن غربان الحديد "السعودية” ومن معها من الأعراب الخونة استنفذوا بنك الأهداف في اليوم الأول، لأن لا أهداف إستراتيجية تذكر في اليمن غير تدمير بنية تحتية قديمة يرثى لها، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا ذنب، أما ترسانة الصواريخ والسلاح، فأنصار الله تعلموا الدرس من حزب الله، ولهم من الإمكانات والمقدرات ما لا يعلمه إلا الله، وفي أماكن محصنة وبعيدة عن مجسات الرادارات وأعين الطائرات.. ونستند في هذا القول إلى تصريح قائد القوات البرية الإيرانية الذي قال ، إن لأنصار الله مقدرات وإمكانات كافية للدفاع عن أنفسهم وصنع الانتصار، وهم لا يحتاجون لدعم من إيران أو غيرها..

وفي هذا الصدد، نتوقع أن نشهد سيناريو حرب تموز 2006 يتكرر في اليمن، وقبل أن يقرر آل سعود اليهود وجند فرعون الذين قدموا من نهر النيل ليغرقوا في البحر الأحمر الهجوم البري، ستمطر السماء فوق "السعودية” صواريخ أبابيل باليستية، ستدك المنشآت الإستراتيجية في العمق، وتدمر جند الشيطان الجبناء القابعين بمعداتهم الثقيلة على الحدود، وستغرق بوارج العهر المصرية التي تعربد في مياه البحر، لفرض حصار ظالم على الموانئ اليمنية بهدف تجويع الشعب ومنع وصول الإمدادات من الأشقاء والحلفاء.. هذا علما أنه يستحيل على أي قوة أن تراقب الجبهة البحرية اليمنية التي يبلغ طولها 2500 كلم.

وبعد كرنفال الصواريخ، سنشاهد أجناد اليمن الذين وصفهم رسول الله بأنهم خير أجناد الأرض مثلهم مثل أجناد الشام وأجناد العراق، يزحفون بالملايين على مهلكة آل سلول على امتداد الحدود التي تبلغ 2000 كلم، ليستردوا محافظات اليم الثلاثة المحتلة، ويستحيل على جيش آل سلول البري البالغ 110 ألف عنصر من أصل 213 ألف موزعة على كل القوات، وحتى لو دعمته قوة من 100 ألف جندي من مصر والأردن والمغرب، أن يواجهوا زحف ملايين المجاهدين اليمنيين الذين ليس لهم ما يخسرونه في معركة الوجود والمصير، وفي اليمن اليوم وفق معلومات موثوقة 80 مليون قطعة سلاح، ولا نتحدث عن أسلحة الجيش ولا مفاجآت أنصار الله..

لذلك، كلنا إيمان ويقين بأن النصر سيكون حليف الشعب اليمني المظلوم، هذا ما يقوله الله في علاه، وهذا ما تؤكده أحداث التاريخ الحديث الذي عشناه، ولا نتحدث عن قوانين التاريخ الثابتة التي تقول أنه لم يحدث في يوم أن انتصرت قوة مهما بلغ جبروتها على إرادة الشعوب.. هكذا اقتضت سنة الله في الخلق، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تغييرا ولا تحويلا.

ألم يقل الهادي الأمين (صلعم) "سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، قال ابن حوالة، خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال، عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم، فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله” (1).

وها هي نبوءة الرسول الكريم (صلعم) تتحقق بالحرف، وها هي الفتن المتنقلة تحرق الشام والعراق واليمن، فماذا أنتم فاعلون أيها الأعراب المتأسلمون الذين آثرتم الوقوف مع الظلم خدمة لغرور أمراء الزيت الفاسدين؟..

فالجهاد الجهاد يا أهل اليمن، ولا تنتظروا المنافقين من قومكم، فكلهم اليوم وقفوا في صف قرن الشيطان وباعوا دينهم وضميرهم وكرامتهم بدولارات الزيت..

(1) الحديث روي في سنن أبي داود: كتاب الجهاد، حديث رقم (2124). وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (2483). وأخرجه أحمد في مسنده تحت رقم: 16391.