رسالة للقيادات الفلسطينية: ما تفعلونه ليس سياسة بل ممارسة لعهر سياسي!
د. محمد رياض
ان تقف مع الحوثي او ضد الحوثي، مع ايران او ضد ايران لا يهمني ذلك في كثير او قليل، فالسياسة تحتمل تعدد وجهات النظر!
اما ان تقف وانت تمثل شعب محتل لا تكاد تمر سنة في تاريخه من غير ان يتعرض لاجتياحات وقصف جوي غاشم، وتبارك اجتياح اجنبي جوي لمستشفيات وأسواق ومخيمات شعب آمن آخر يعيش على ارض آباءه وأجداده، فإنك تُمارس عهراً سياسياً من الدرجة الاولى!
عندما اجتاحت اسرائيل قطاع غزة فيما سمي حينها بعملية ( الجرف الصامد) واختفى اي مظهر لتحرك شعبي مناصر في اي دولة عربية خلال الأسابيع الاولى من العملية، خرجت في صنعاء وفي الجمعة الاولى للعدوان مظاهرة مليونية، نظمها الحوثيون تحديداً، لنصرة قطاع غزة ولإدانة الضربات الإسرائيلية!
لكن حين اجتاح تحالف مكون من قوات مرتزقة (عربية واجنبية) بتمويل سعودي أثيم ارض اليمن محاولاً فرض طرف محلي على اخر في نزاع داخلي بحت هناك لا ناقة لنا فيه ولا جمل، خرج السيد عباس رئيس السلطة الفلسطينية ليعلن تأييده الكامل للعدوان الجوي على مستشفيات ومدارس وأسواق ومصانع ومخيمات اللاجئين في ارض اليمن المنكوب، وخرج بيان لحركة حماس يفهم منه تأييد عملية الغزو الغاشمة!!
اعرف جيداً وعن قرب ان معظم القيادات الفلسطينية لا باع لها في السياسة، لكن نحن لا نقف امام حالة تخبط سياسي كما تعودنا منهم في السابق والا لهان الامر، بل امام ممارسة لعهر سياسي من الدرجة الاولى!