جنين غيرت قواعد الاشتباك في الضفة
ما حدث امس الاول (الاحد) في جنين ليس امرا عاديا انه تحول جديد في مسيرة المعركة مع العدو الصهيوني حيث ظهرت المقاومة بجهوزية كاملة وغافلت العدو واوقعته في كمين لم يمر في مخيلته انه كمين محكم اوقع الكثير من الاصابات بين صفوف العدو. لان العدو لا يفهم سوى هذه اللغة خاصة وانه يعد العدة بواسطة الوزير اليميني المتطرف سموتيريتش العدة لبناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية لوضع الفلسطينيين امام ثلاث خيارات صعبة امام الرحيل او الخضوع او الموت وهذه قمة العنصرية الفاشية التي تريد ابادة اهل الارض.
فمحاولات العدو الهيستيرية لتنظيف الضفة الغربية من اهلها استمرارا لسياستها العنصرية ليس لتهويد القدس فقط بل هو لتهويد الضفة الغربية وهو يريد بذلك رد الاعتبار لنفسه بعد ان فقد قوة الردع وها هو يعمل المستحيل لاعادة قوة الردع التي اصبحت من الماضي خاصة وان من يمسك اليوم بزمام المبادرة في الضفة هو الجيل الفلسطيني الصاعد الذي لا يعترف لا باسلو ولا بمفاوضات التسوية ولا بالقائمين عليها. انه يعترف بلغة البندقية والمقاومة التي اصبحت السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين من "البحر الى النهر" ولا يعترف بشيء اسمه "اراضي الـ 67 وعاصمتها القدس الشرقية ".
ما حدث يوم (الاحد) الماضي في جنين يعتبر تحولا استراتيجيا في معركة الضفة الغربية وهو يشبهه الى حد كبير ما كانت تقوم به عناصر حزب الله في الجنوب اللبناني والتي انتهت بهزيمة العو الصهيوني في جنح الظلام. ان ما استخدم في عملية جنين من سلاح وتكتيك ومفاجأة باغت العدو واربكت حساباته وقد اجبر ولاول مرة ان يدخل طيرانه العسكري وهي طائرة الاباتشي المعركة لانقاذ قواته المحاصرة في جنين.
ورغم اساليب العدو الشرسة والفتاكة لانزال الضربات بعناصر المقاومة الا ان المقاومة الفلسطينية الباسلة استطاعت اخذ زمام المبادرة والمباغتة للجم العدو من خلال الكمين المحكم الذي نصبته واوقعت فيه الخسائر. فالمقاومة اليوم لم تعد محصورة في مكان محدد بل باتت تمتد اليوم باذرعها الضاربة طول الضفة وعرضها.
عملية جنين النوعية تمثل مرحلة جديدة في مسيرة العمليات بالضفة الغربية حيث انتقلت من مرحلة الدفاع الى الهجوم والمباغتة ونقل الخوف والهلع الى بطن المستوطنات والحقيقة ان عملية جنين البطولية قد غيرت قواعد الاشتباك مع العدو اصهيوني الذي بات يعيش اليوم الهزيمة النفسية وعليه ان يحرس مستوطنات ليل نهار.
الشعب الفلسطيني وخاصة شبابه المقاوم والثائر كسر حاجز الخوف وهو اليوم يتحدى بكل وجوده الاحتلال وجنوده وهو لا يأبه بقوته وترسانة سلاحه لكن ما يؤلمه ويجرحه بشكل كبير هو موقف السلطة المنحاز للعدو حيث لازال يلهث وراء اتفاقية اوسلو الخيانية ولازال مستمرا في تنسيقه الامني مع عدو يفتك بشعبه ليل ـ نهار. شباب المقاومة الفلسطيني الذي اراد اثبات نهجه عمليا عن السلطة لم تمض على عملية جنين البطولية 24 ساعة حتى وجه ضربة قاسية اخرى للعدو وجيشه الذي لا يقهر! حيث استطاع احد الابطال الفلسطينيين وعبر رشاشته من قتل اربعة مستوطنين وجرح اربعة اخرين .. فتحية والف تحية لشباب فلسطين الميامين الذين يرفعون علم فلسطين عاليا والذي سيرفرف باذن الله في سماء قدس قريبا.