سفيرنا في لبنان : الشعب اليمني يرى طائرات تقصفهم وهناك طائرات تنقل المساعدات الإنسانية لهم
بيروت-إرنا:– رد سفيرنا لدى لبنان محمد فتحعلي على الاتهامات التي وجهها السفير السعودي في لبنان على عواض عسيري لإيران، مؤكدًا أن الظروف السائدة لا تسمح لأي كان أن يحرّف الوقائع بشكل مجاف للحقيقة.
و كان عسيري وجه في مقابلة أجرتها معه قناة "المستقبل” اللبنانية افتراءات واتهامات زائفة للجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤون اليمن، زاعمًا أن ما يجري في اليمن هو نتيجة هذا التدخل المزعوم، في محاولة لتعمية العيون عن التدخل العسكري لبلاده في اليمن والعدوان الوحشي الذي تشنه السعودية بالتعاون مع دول عربية وأجنبية أخرى وبغطاء أميركي على الشعب اليمني والذي أدى حتى الآن الى استشهاد أكثر من 300 مدني يمني وجرح المئات.
وأوضح السفير فتحعلي في حديث لصحيفة "السفير” اللبنانية امس السبت، أنه درس المقابلة التي أجراها عسيري، وقال: 'وأرى لزاماً على في هذا الإطار أن أوضّح بعض النقاط التي من شأنها أن تزيل الالتباس لديه وربما لدى بعض الذين لم يفهموا جيداً مجريات الأوضاع في اليمن'.
ودعا فتحعلي الى 'إلقاء نظرة على الوضع الميداني السائد في اليمن بعد أكثر من أسبوع على الغارات الجوية التي شنّت لغاية الآن. وحقيقة الأمر أن ما يجري في اليمن حالياً هو تدخل عسكري خارجي سافر في هذا البلد دون أي مسوّغ قانوني أو أخلاقي يبرّره، الأمر الذي أدى حتى الآن الى استشهاد أكثر من 300 مدني يمني، من بينهم ما لا يقل عن 100 طفل لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد شؤون السياسة وشجونها'.
وأضاف السفير فتحعلي: 'من المعروف أن الشعب اليمني المظلوم والشجاع يتمتع بحضارة عريقة تعود الى آلاف السنين وتمكنه من أن يدرك جيداً معنى التدخل في شؤونه، واليوم هو يرى بأمّ العين طريقتين متناقضتين في مقاربة الأمور ويقارن في ما بينها: فمن ناحية هناك الطائرات الحربية التي تصبّ حمم صواريخها ونيرانها فوق رأسه وتدمّر البني التحتية وتستهدف مخيمات النازحين وتستبيح دماء اللاجئين، وهذه ممارسات تترك بلا شك آثاراً في ذاكرة أبناء الشعب اليمني وتشكل تاريخاً تتوارثه الأجيال المقبلة. ومن جهة أخرى هناك طائرات مدنية تنقل المساعدات الإنسانية كالأدوية والمواد الغذائية التي يحتاجها الشعب اليمني لتأمين حاجاته وتنقل المصابين والجرحي لمداواتهم وبلسمة جراحهم'.
وأكد فتحعلي 'أن الرأي العام الإقليمي والدولي، وحتى المحلي في اليمن، يشهد على هذه الظروف السائدة في البلاد وهناك العديد من الأسئلة التي ترتسم في ذهنه، فالناس تسأل في هذه الآونة لماذا لم نشهد مثل هذا الائتلاف إبان العدوان الدموي الذي مارسه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في حربي الـ22 يوماً والـ51 يوماً على قطاع غزة؟ ولماذا لم نشهد أي قرار تصعيدي من قبل دول هذا التحالف من أجل مواجهة العدوان الآثم الذي قام به العدو الصهيوني على لبنان في تموز 2006؟ فضلاً عن العديد من الأسئلة الأخري التي تحتاج لمن يجيب عنها'.
ورأي السفير فتحعلي أنه بات لزاما عليه التوضيح أنّ 'تجربة التدخلات الخارجية في بلدان المنطقة والتداعيات المترتبة عليها ماثلة للعيان، وأن التاريخ المعاصر عامة ماثل لاستخلاص العبر والنتائج من طياته'.