kayhan.ir

رمز الخبر: 170510
تأريخ النشر : 2023June09 - 21:32

نتنياهو المهرج المفضوح

تزامنا مع كل تسريب حول احياء الاتفاق النووي وعودة اميركا الى جادة الصواب تتعالى نبرة التهديدات الصهيونية بانها ستكون في حل مما تتفق عليها الاطراف في الملف النووي الايراني وبعد الاتفاق الاخير بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تسوية بعض الملفات استشاط نتنياهو غضبا من هذه الخطوة التي تفضح مواقفه التي يتهم فيها ايران منذ سنوات بانها على اعتاب صنع القنبلة النووية التي لم تفصلها عن ذلك سوى اشهر. واليوم اصبح محل استهزاء حتى من المجتمع الصهيوني لاكاذيبه المتكررة.

ومما هدد به اخيرا اثناء مهاتفته الوزير الاميركي بلينكن باعث للسخرية ويضحك حتى الثكالة لشدة هزليته وخوائه وهو يخاطب بلينكن بان "اي ترتيب مع ايران لا تلزم اسرائيل التي ستفعل كل شيء للدفاع عن نفسها". ما قاله المهرج نتنياهو هو مجرد صراخ للاستهلاك المحلي وحرف الانظار على ما اعلنته ايران مؤخرا لاختبارها صاروخ خبير ولاحقا صاروخ هايبرسونيك الفرطي الصوت "فتاح" ومخاطره على الكيان الصهيوني.

واليوم فان "اسرائيل" كيانا وجيشا ومجتمعا مرعوبة للغاية وهي تعربد شمالا ويمينا خاصة نتنياهو الذي يعلم ومعه كافة قيادات الكيان انهم غير قادرين على اتخاذ اية خطوة دون الدعم الاميركي ولو كان باستطاعتهم فعل شيء لا قدموا عليه منذ زمن بعيد. فالكيان الصهيوني لم يتجرأ يوما بالتحرش ضد ايران لانه يعلم انه اصغر من ذلك. فالكيان الذي يخشى من المعركة مع غزة المحاصرة ان تستمر لايام اكثر وهكذا يتحاشى بشدة الاندكاك بحزب الله الذي فرض معادلة الردع عليه كيف يريد مواجهة ايران التي باعتراف الصحافة الصهيونية بانها "اصبحت قوة اقليمية عظمى".

اذن ان النبرة العالية لنتنياهو هي مجرد تهويل ورسالة لطمئنة الداخل المهزوز ورسالة ابتزاز للغرب واميركا بان عليهم القيام بواجبهم، غير ان اميركا اليوم لم تعد كما كانت في السابق فهي اليوم قد فقدت نفوذها واصبحت معزولة كما اصابها.

من ضعف وهوان امام تصاعد اقتدار محور المقاومة وانتصاراتها في اكثر من ساحة.

واليوم فان الكيان الصهيوني لن يخشى من حلحلة الملف النووي الايراني بقدر خشيته مما احرزته ايران من انتصارات في ملفاتها مع دول المنطقة خاصة ترتيب العلاقات مع العربية السعودية وتطورها نحو مزيد من التعاون المشترك والتي  على اثرها دفنت المقولة المزيفة بان "ايران هي العدو" وان "اسرائيل"  هي الحليف والداعم لها وهذا ما عملت عليه اميركا والدول الغربية والكيان الصهيوني وغذته لعقود متوالية  على ان تبقى هذه الفتنة تثير الخلافات بين دول المنطقة لصالحها لانها لا تستطيع ان تنهب ثرواتها في حالات الاستقرار، تمهيدا لتثبيت عملية التطبيع التي سرعان ما انهارت نتيجة للتطورات الايجابية التي شهدتها المنطقة لقد باتت عملية التطبيع تلفظ انفاسها ومن استمر عليها يبحث اليوم عن مخرج لنفسه لانه كلما مضى الوقت فان ذلك سيشكل عبئا عليها، لان شباب فلسطين  ويافعيه هم اليوم في الطليعة لمقاومة العدو الصهيوني والقضاء عليه ولن يقبلوا باقل من فلسطين التاريخية، "من البحر الى النهر" ويرفضون أية تسوية سياسية. فالمستقبل الفلسطيني يبشر بتحرير  ارضها وعودة اهلها لتشكيل دولة مستقلة عاصمتها القدس كل القدس.