غروسي يغلق ملف "مريوان".. هذا حال من كان نتنياهو مصدر معلوماته عن إيران
سعيد محمد
مازال الغرب والمنظمات الدولية تدفع ثمنا باهظا وباهظا جدا، بسبب تصديقها للاكاذيب الاسرائيلية، وخاصة تلك المتعلقة بايران، فبعد الكذبة الكبرى التي اطلقها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2019 حول وجود منشآت نووية غير معلن عنها في ايران، يتم تخصيب اليورانيوم فيها بنسبة اكثر من 80 بالمائة، تأتي تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفند هذه الاكاذيب، ولكن بعد سنوات من تأزيم العلاقة بين ايران والغرب والوكالة الدولية بسبب هذه الاكاذيب.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي تقريرها الفصلي، الذي تزعم وسائل إعلام غربية انها اطلعت عليه، تؤكد: ان "الوكالة ليس لديها حاليا أسئلة أخرى حول جزيئات اليورانيوم المنضب الموجودة في مريوان ، وهذه القضية لم تعد من بين القضايا المتبقية في هذه المرحلة"، إي ان الوكالة أغلقت تحقيقها في اكتشاف يورانيوم من أصل بشري في "مريوان"، كما زعم بنيامين نتنياهو، ولكن اللافت في الموضوع هو سكوت الوكالة ورعاتها في الغرب، عن الخسائر التي منيت بها العلاقة بين هذه الدول والوكالة الدولية، بسبب اكاذيب نتنياهو التي صدقوها وروجوا لها. وسكوتهم ايضا ازاء الخسائر التي تحملتها ايران بسبب الضغوط والحصارات التي فرضت عليها بسبب تلك الاكاذيب، وكذلك الفرص التي ضاعت من اجل احياء الاتفاق النووي، وسكوتهم ايضا ازاء الكذاب نتنياهو الذي لعب بهم ولعب بالوكالة، وهو سكوت سيجعل من هذا الكذاب يتمادى في اكاذيبه.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي اخر تصريحات له، تحدث عن كل شيء، الا عن مصدر الاكاذيب التي صدقها وبنى عليها تقاريره خلال السنوات الماضية والتي كلفت الجميع اثمانا باهظة، فهو يقول ان الوكالة أحرزت تقدما في العديد من المجالات مع ايران، وتسوية القضايا الخلافية مع ايران، الا انه يلوذ للصمت ازاء مصدر معلوماته عن "ملف" أباده (مريوان) الملفق، وان "إيران قامت بتخصيب اليورانيوم في 4 مواقع سرية"، و وجود "جسيمات بنسبة 83.7%"!.
كانت ايران محقة عندما اعترضت على غروسي، لذهابه الى الكيان الاسرائيلي، قبل ايام من موعد اصدار تقاريره الفصلية الخاصة بالموضوع النووي الايراني السلمي، ليستمع الى اكاذيب نتنياهو عن ايران، بينما لا يصدق في المقابل عيون مفتشيه وكاميراته التي ترصد على مدار الساعة كل انشطة ايران النووية السلمية.
الغريب ان الغرب والوكالة وهما يمارسان فضيلة السكوت، ولم يتحدثا عن فضيحة اكاذيب نتنياهو والكيان الاسرائيلي، نرى في المقابل ان هناك اصواتا ارتفعت في الكيان الاسرائيلي، على وقع فضيحة انكشاف اكاذيبهم فهذا الصحافي "الإسرائيلي" باراك رافيد يكتب في تغريدة في "تويتر": ان "قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكل ضربة قاسية لإسرائيل، لأن المعلومات التي قدمتها أدت إلى فتح التحقيق، كما يغلق القرار أحد أهم التحقيقات المفتوحة ضد إيران في السنوات الأخيرة"!!.
وفي ذات السياق حاول وزير الخارجية في هذا الكيان، إيلي كوهن وفي مقابلة مع الصحيفة النمساوية الأوسع انتشارا "كاريون زيتنك"، ان يغطي على اكاذيب سيده نتنياهو ومؤسسات كيانه "الامنية"، من خلال الحديث عن ان:"خطر إيران لا يتمثل فقط بتقدمها النووي، بل بدعمها أيضاً لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى"!!.
على الغرب والمنظمات الدولية، ان يعلنوا ولو لمرة واحدة، ان نتنياهو وكيانه خدعوهم، وان يتجرأوا على انتقادهم علنا، لا من اجل الحقيقة، او من اجل الاعراب عن الاسف على الفرص والوقت والجهد الذي ضاع خلال السنوات الاربع الماضية بسبب اكاذيب نتنياهو وعصابته، بل من اجل الحفاظ على ما تبقى من مصداقية لهم امام شعوب العالم.