التحالف الأمني البحري مع ايران؛ مقدمة لقلب معادلات المنطقة
يری خبراء ومراقبون ان التحالفات الامنية البحرية بين ايران ودول في المنطقة ستقلب المعادلات السياسية والعسكرية التي كرستها التدخلات الغربية وعلی رأسها الولايات المتحدة في المنطقة.
واعتبر الأكاديمي والباحث السياسي د. علي فضل الله ان مفتاح السيطرة علی العالم هو السيطرة علی البحار أولاً، قائلاً:"يبدو ان المنطقة تتحرك وقارب المنطقة يهتز علی وقع التطور البحري الاخير في المنطقة".
وأشار الی وجود الكثير من التغيرات في المنطقة مؤكداً ان المرور في المحيط الهندي يشكل 50 بالمئة من التجارة البحرية في العالم والتجارة البحرية هي عماد الاقتصاد في العالم.
وأوضح فضل الله ان مرتكز نظريات الجغرافيا السياسية منذ 200 عام حتی الان جزء اساسي فيه يتركز علی البحر، فاذا اردت معرفة كيفية السيطرة علی العالم فيجب ان تعرف السيطرة علی البحار اولاً.
ورأی فضل الله ان تمدد ايران في المنطقة، بحرياً واستقبالها اسطولاً جال العالم خلال فترة طويلة بنجاح دون أية عوائق وتغيير موقف بعض الدول العربية ازاء ايران يشكل اشاره ان بعض دول المنطقة بدأت تدرس اعادة التموضع وقياس رد الفعل الاميركي بناءاً علی ذلك فإما يستجيب الاميركي لبعض المطالب المتقدم له واما تحذير الاميركي بالاندفاع اكثر في التعاون مع ايران.
وأكد الخبير العسكري شارل أبي نادر ان التحالف البحري الايراني مع دول عربية، سوف يكون له نتيجة غيرمباشرة وهي اضعاف دور "اسرائيل" في المنطقة.
وقال أبي نادر في حديث لقناة العالم الاخبارية: التحالف البحري الايراني مع الدول العربية بمجرد ان ينزع من "اسرائيل" امكانية التدخل وامكانية التأثير علی الدول الخليجية وعلی ايران، فسيعتبر هذا التحالف انه يستهدف "اسرائيل" حتی وان لم يكن هناك عنوان مباشر وصريح انه يستهدف "اسرائيل".
وأكد ابي نادر ان هذا التحالف يضعف موقع "اسرائيل" المبني دائماً علی اساس التوتر والخلافات في المنطقة.
وأوضح انه عندما يتكون تحالفاً بحرياً لدول مرتبطة بحرياً ونفطياً وحدودياً، ستتشكل منطقة سلام و منطقة امان وأبعدت عنها امكانية الحرب والمواجهة.
وبيّن انه عندما تتحالف هذه الدول بحرياً فسوف يكون هناك قدرة متماسكة من الدول لها قوة عسكرية في الحماية والامان لايستطيع أحداً التأثير عليها كما في السابق.
وأشار الی التدخلات الاسرائيلية والاميركية سابقاً في امور الدول العربية، مؤكداً ان هذه التدخلات كانت تأتي من منطلق نقطة ضعف رئيسية وهي امكانية تحريض هذه الدول وتخويفها من التهديد الايراني والقدرة النووية والصواريخ الباليستية الايرانية والمسيرات والزوارق، لكن بعدما يتشكل التحالف الجديد سوف تسقط جميع هذه التهديدات.
وأکد الباحث السياسي حسام عبدالکريم ان استراتيجية عدم اتکال دول المنطقة علی الاجانب لتأمين امن المنطقة، استراتيجية ايرانية قديمة لطالما أکدت عليها.
وقال عبدالکريم لقناة العالم ان ايران دائماً کانت تمد يدها الی الدول العربية للتعاون وکانت تطرح دائماً ان الدول العربية وايران وحدهم المعنيون بأمن المنطقة وان الدول الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة ليس لها الحق ولاينبغي ان تکون موجود في مياه الخليج (الفارسي).
وأکد ان هذه السياسة، استراتيجية ايرانية قديمة والتغير الذي طرأ علی ذلک هو من جانب الدول العربية فالصد کان سابقاً يأتي منهم بسبب ارتباطهم بالسياسة الاميرکية وعلاقاتهم واولوياتهم.
وأوضح ان التغييرات المتسارعة التي طرأت علی المنطقة جعلت الدول العربية تدرک ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة علی ممارسة دورها والانفراد في أمن المنطقة.
العالم