السيف والزيف.. والوقيعة بين ايران والمقاومات !
محمد صادق الحسيني
يكذبون عندما يقولون انهم يريدون حلا لملفنا النووي انهم يريدون اخراج فلسطين من اجندتنا ، وهذا ما لن يحصلوا عليه ولو فاوضونا الف عام.....!
يكذبون على الشعب اليمني والرأي العام العربي عندما يقولون له ان اليمن وقعت بايد غريبة تهدد الامن القومي العربي ، انهم يخافون ان يقع الدور عليهم...!
يكذبون عندما يحشدون الراي العام العربي ضد ما يسمونه بالغزو الصفوي الفارسي للعراق ، فهم يريدونه رهينة دواعشهم لسرقة قرار بغداد المستقل...!
يكذبون عندما يكررون دون كلل او ملل احتلال ايران لسورية ، فهم يريدون بذلك اخفاء عجزهم وفشلهم من النيل من ارادة وصمود السوريين الاسطوري بوجه غزوهم الوحشي...!
يكذبون اكثر فاكثر كلما حاولوا النيل من المقاومة الاسلامية ، واتهموها بالتبعية لايران، لانهم يحاولون عبثا مسح عار تقديمهم الشاي للمحتل في مرجعيون....!
وتكبر كذبتهم وتفضحهم اكثر فاكثر وتصورهم على حقيقتهم : "عراة كما قد خلقتم " عندالحديث عن العلاقة بين ايران وفلسطين...!
صدقوني لم يعد مهما ان تسفر محادثات طهران مع الدول الكبرى عن اتفاق او تباعد ، فما ارادته طهران قد تحقق في االنووي او في غيره....!
ساحدثكم عن حقيقة صادمة قد لا تتوقعوها ولا يتوقعها حتى الديبلوماسيون الايرانيون او ساستهم الكبار....!
وستكون هي الكاشفة لما اريد قوله في هذه المقالة....!
يتداول الشباب الايراني العقائدي من الجيل الجديد نجوى يومية على سبيل النكتة فيما بينهم ظريفة للغاية : نرجوكم اعيدوا لنا ثورتنا الاسلامية التي صدرتموها للخارج....!
انتم تعرفون ان احد شعارات الثورة الاولية بعد انتصارها قبل نحو ستة وثلاثين عاما هو تصدير الثورة فيما كان الشعار الاخر اليوم ايران وغدا فلسطين....!
ويومها كان الجدال قويا حول مدى عملانية هذا الشعار ، و مدى صدقية طرحه ، لكن مرور الايام اثبت ليس نجاعة ذلك الطرح فحسب بل و بعد نظر ما كان قد ذهب اليه ذلك الثائر الكبير حينما ربطه بشعار : اليوم ايران وغدا فلسطين عنيت به الامام روح الله الموسوي الخميني....
وهذا هو بيت القصيد في كل ما يحصل اليوم في المنطقة ، صدقوا ذلك او لا تصدقوه فالواقع اقوى من رؤيتكم او رؤياكم الخارجية...!
"الثورة الاسلامية" من حيث هي نهضة وتمرد واحتجاج وارادة حياة ودعوة لاستعادة كرامة تم تصديرها الى كل مكان ومن دون ارسال الجيوش....!
واهل طهران الحكم وساستها من سكان مطبخ صناعة القرار التنفيذي منقسمون اليوم بين مصدق ومكذب ، والقيادة العليا تسعى جاهدة لادارة سكان هذه السفينة بما يرضي جيل الشباب الصاعد المصدق والمسرور بهذه النتيجة وجيل الحرس القديم المتعب والمنهك من اللهاث وراء الحدث وهو غير مصدق له....!
من يسمون ب"المستشارين " من الايرانيين الذين يعملون بصمت في البراري والسهول والوديان وبين تضاريس الجبال على امتداد عواصم القرار من اجل الاستمرار في سير القافلة هم صناع هذه النتيجة والمتمسكين بها والفخورين بها والذين لا يريدون التوقف حتى الصلاة في القدس محررين....!
واما المتخندقين في الوظيفة والباحثين عن حلول لمشكلات البلاد الايرانية في ردهات الوزارة او الامارة او السفارة او صالونات السياسة الدولية ، فهم غير المصدقين لما وقع وهم سبب بعض الجدب الحاصل لدى الشباب المطالبين باعادة استيراد ما تم تصديره من ثورة من ايران الى الخارج...!
والاصوات التي تسمعونها بين الحين والاخر من داخل طهران حول " النفوذ الايراني الامبراطوري " القديم منه او الحديث انما هي نفس الاصوات التي غذت ولا تزال فتنة العام 2009 م بشعار : " لا غزة ولا لبنان روحي فدا ايران "....!
انهم لم يفقهوا بعد ان ما حصل ويحصل في المنطقة انما هو بفضل اهلها الذين ثاروا ونهضوا واحتجوا وعملوا و قرروا كما قررت ايران قبل ستة وثلاثين عاما ، ان يستقلوا عن حكم القناصل والسفارات ويبنوا بلدانهم بايد وطنية محلية....!
بالمقابل فان الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية قررا شن هجمة وحشية شرسة على كل بلدان المنطقة وشعوبها مستخدمين جيشا من المرتزقة التكفيريين لوقف هذا التحول المتسارع في افئدة وقلوب وعقول الجيل الصاعد من امتنا...!
وحتى تنجح خطة الثورة المضادة هذه كان لابد من استخدام الدين وسيلة اساسية ومركزية وجيل كامل من الشباب كاداة اساسية ومركزية فكانت القاعدة واخواتها من داعش ونصرة ووو... الخ...!
عود على بدء نقول انهم اي الساسة الغربيون والاسرائيليون ، يكذبون عندما يهولون بالنووي الايراني مرة ، ثم يجلسون على طاولة مفاوضات باسم التوصل الى اتفاق مع ايران مرة اخرى ، وفي اللحظة الحرجة اي لحظة الصفر ، سيقولون واين انتم من فلسطين ، ولماذا لا تقدمون التزامات بوقف دعمكم للفلسطينيين ولحركات التحرر ، ولماذا تضعون العصي في دواليب التسوية السلمية - اقرأوها تصفية القضية المركزية -.... !
انه الامر نفسه ايضا عندما يتعلق الامر بالقوى الرجعية في المنطقة ، وعلاقتها بشعوبها ونهضة هذه الشعوب ويقظتها ، فهم لن يقبلوا من ايران الا نظاما قوميا محدودا بحدوده الجغرافية القطرية المعروفة له ، و ان لا يكون له اي علاقة من اي نوع كان باي شكل من الاشكال لا بالقضية الفلسطينية ولا بقضية المقاومة للهيمنة الاستعمارية ووحدة الهدف الذي تتمتع به حركات التحرر في المنطقة وثوراتها وهو التضامن والتعاضد من اجل استعادة فلسطين وتحريرها واستعادة حرية القرار واستقلاليته لكل عواصم المنطقة...!
نستخلص من ذلك كله ان ثمة علاقة عضوية بين من يريد استرجاع ثورته المصدرة في الداخل الايراني وبين ثوار المنطقة الذين قرروا احداث النقلة النوعية في البلدان العربية وهذا يخيف ويغيظ القوى الهيمنية العالمية واتباعها من القوى الرجعية في المنطقة وهذه هي العلاقة التي يسمونها يسمونه تدخلا او احتلالا ايرانيا...!
تماما كما ان ثمة علاقة عضوية بين من يراهن على الحدود القطرية الايرانية وضرورة الفصل بين المسارات والرهان على عواصم الدول الكبرى ، ويتشدق في الوقت نفسه زورا وبهتانا بانه " امبراطور" المنطقة مستفيدا من واقعة انتشار ظاهرة التعاضد الثوري بين الداخل الايراني ومحيطه ، وبين الذين يخيفون الراي العام العربي من حكام وقوى رجعية اقليمية و يحذرونه من خطر التدخل الايراني ، واحيانا حتى الاحتلال ، فيما لا يرى كلاهما خطرا يداهم امتنا من الهيمنة الامريكية واذنابهم من الرجعيين وربيبتها اسرائيل الشر المطلق ، الا ويمكن دفعه بالحوار والمفاوضات...!!
باختصار شديد : انها اللعبة ذاتها والمخرج واحد....
خطتهم للداخل الايراني لجم شبابها وقادتها من الاندفاع نحو فلسطين واكناف بيت المقدس...
وفي العواصم العربية المشار اليها اعلاه يريدون منع تلاحمها مع ايران....
وفي فلسطين يريدون خنق ثورتها ومنع تواصل اي احد معها عربا كانوا ام مسلمين...
والادوات هي هي دوما : السيف والزيف....
اي الحرب الصهيونية المفتوحة... و الحرب التكفيرية التي باتت هي الاخرى مفتوحة... و محاولة تزييف الحقائق حول حقيقة الخطر الذي يواجه العرب والمسلمين هل هو اسرائيل ام ايران....!؟
فيما يحاولون لجم ايران وتكتيفها بتوافقات عنوانها نووي واساسها وهدفها الغائي فصلها وقطعها عن فلسطين....!
هذا هو جوهر ما يجري فينا ومن حولنا ، ومن لا يصدق اليوم مجانا سيدفع غدا ثمنا غاليا جدا لاجل ذلك والايام بيننا....