kayhan.ir

رمز الخبر: 170254
تأريخ النشر : 2023May31 - 22:31

قرن من الجريمة والمجازر

 

قبل ايام فقط اطفأ هنري كيسنجر الذي يعرف بثعلب السياسة الاميركية شمعة قرن من عمره القذر كان في الظاهر دبلوماسيا وذو رؤية سياسية لكن باطنه كان اجراما وتحايلا ونفاقا لتمهيد الارضية لاميركا للهيمنة على العالم وباي ثمن كان.

دخل كيسنجر اليهودي الالماني الاصل عالم السياسة وانخرط في الخارجية الاميركية الى ان تسلم قيادتها وقد لعب ادوارا جهنمية مختلفة انتهت بارتكاب مجازر فظيعة في لائوس وكمبوديا وهكذا في فيتنام التي سالت فيها انهار من الدم لينال بعدها جائزة نوبل للسلام يالها من طامة كبرى على الحضارة الغربية ان يصبح الجاني والجزار الذي وصفه نشطاء السلام في العالم بانه "مجرم حرب" رجل سلام!!

اما ما فعله في الارجنتين عبر الانقلاب الذي دبره على حكومة شعبية بزعامة "او ابرون" واسقاطها وبالتالي قتل 30 الف شخصا بما فيهم طلبة الجامعات وهكذا ما دبر لتيمور الشرقية ودوره القذر فيها وكذلك في كشمير وهكذا الابادة الجماعية في بنغلاديش وما سواها كل جرائم وحشية يندى لها جبين البشرية.

اضافة الى مشا ركته في تاجيج الحروب حتى في منطقتنا وهو صاحب نظرية تفوق "اسرائيل" في المنطقة بانه اذا كانت "اسرائيل" قوية في المنطقة فان اميركا هي الاخرى قوية.

فالرجل  ترك بصماته الدموية والاجرامية في ارجاء المعمورة وقد قدر مقدم برامج قناة "ام اس ان بي سي" الاميركية  في برنامجه بمناسبة الذكرى المئوية المشؤومة لهذا الوليد التعيس كسينجر ضحايا  بـ 3 ملايين شخص مطالبا في نفس الوقت بمحاكمته على كل هذه الجرائم.

جرائم ومجازر كيسنجر لم تتوقف بنهاية عمله الدبلوماسي فبعد تركه لمهامه السياسية اصبح مستشارا لعشرات الرؤساء في العالم من اميركيين وغير اميركيين يقدم لهم اراءه ونظرياته ومشورته وهذا لا يعفيه بالطبع من الجرائم التي ارتكبت لاحقا على يد هؤلاء الرؤساء ليومنا هذا لانه بقى رجل الظل في اكثر الانقلابات والدسائس التي حيكت هنا وهناك. انه رجل عسكري تدميري اكثر مما هو سياسي.

وما قال المرشح الديمقراطي  ساندرز في حقه بانه اكثر وزير خارجية تدميرا في التاريخ الحديث  كان صائبا جدا ويليق به.

ومن احتيالاته وخباثاته هو دوره القذر والتآمري في الحروب التي شهدتها المنطقة في القرن الماضي ومن ثم تلقين السادات المقبور بعملية السلام المشؤومة ودفعه لتوقيع اتفاقية كام ديفيد الخيانية "مع اسرائيل" على انها ستذهب بمصر الى الجنة!!

وبعد هذه المخاضات العسيرة ومسلسل التآمرات والهزائم التي شهدتها الساحة العربية، انطلقت المقاومة الاسلامية في لبنان بزعامة حزب الله لتفشل جميع المشاريع الاميركية وما ارساه الجزار  والمجرم كيسنجر في المنطقة لدرجة ان الكيان الصهيوني الذي كان يحلم من النيل الى الفرات اصبح  اليوم يختبي خلف الجدران.