ما الذي يجري.. لماذا كل هذا الحديث الأمريكي عن إعتماد الدبلوماسية مع إيران؟!
التصريحات التي ادلى بها اكثر من مسؤول امريكي، بشأن اعتماد الدبلوماسية كخيار وحيد في التعامل مع ايران، وخاصة ازاء البرنامج النووي الايراني السلمي، تؤكد ان الادارة الامريكية، ادركت حجم الخطأ الذي ارتكبته، عندما ركبت موجة إختلقتها هي، وهي موجة احداث الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا، اعتمادا على تقارير مصدرها الجماعات الايرانية المناوئة للثورة، والتي تكشف زيفها بشكل لا لبس فيه.
عندما كان الاعلام الغربي يضخم اعمال الشغب في ايران وينفخ فيها، ويمدها بالحطب الذي تحتاجه لتبقى مستعرة، يبدو ان الرئيس الامريكي جو بايدن واعضاء ادارته، صدقوا كذبتهم، وتصورا ان ايام الجمهورية الاسلامية في ايران، باتت معدودة، فاخذنا نسمع احاديث عن موت الاتفاق النووي، بل ان بايدن ذهب الى ابعد من ذلك عندما اعلن امام حشد في ولاية كاليفورنيا :"لاتقلقوا سنحرر ايران"!!.
اليوم ترتطم الادارة الامريكية، بحقائق الاوضاع داخل ايران، وتبين ان كل الذي كان يقال ليس سوى زوبعة في فنجان، فيوم امس قال الممثل الخاص للحكومة الأميركية في شؤون إيران، روبرت مالي، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الامريكية "ان بي ار"، :" هدفنا هو التوصل إلى نتيجة دبلوماسية مع إيران تضمن بشكل يمكن التحقق منه عدم تمكن إيران من الحصول على سلاح نووي"!.
قبل ذلك بيوم او يومين، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماتيو ميلر، ان "الولايات المتحدة لا زالت تعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة للتأكد بشكل دائم وقابل للتحقق من أن إيران لن تمتلك أبدا سلاحا نوويا، وان امريكا تحتفظ بالقدرة على التواصل مع إيران وتوصيل الرسائل إليها عندما يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة".
هذان التصريحان، يتقاطعان بدورهما مع تصريحات مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان هذا الشهر، والتي كانت تدور حول "رغبة" امريكا، في إحياء الدبلوماسية النووية مع إيران.
من الواضح ان تأكيد المسؤولين الامريكيين، على ان بلادهم "تسعى للتوصل إلى نتيجة دبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي"، لم ولن يكن نابعا من "نوايا امريكا الحسنة" في التعامل مع القضايا الدولية، فإذا ما شهدنا هذه الاستدارة السريعة في مواقفهم من ايران، فهذا دليل على ان امريكا لم يعد في كنانتها ما يمكن ان تستخدمه ضد ايران، فهذا الكنانة قد خلت من اي سلاح، بدءا من الحظر والحصار والتهديدات العسكرية ومرورا بالحرب الاعلامية والنفسية، وانتهاء بتجنيد اعداء الثورة لاحداث فتن طائفية وقومية في الداخل الايراني.
اخيرا نعيد ونكرر ما قلناه في اكثر من مناسبة، ليس امريكا من تحول دون امتلاك ايران للسلاح النووي، فايران هي التي لا تسعى وراء السلاح النووي، لانه يتعارض مع عقيدتها الدينية والقتالية، ومن الافضل للمسؤولين الامريكيين، ان يكفوا عن تكرار هذه الكذبة، كما كفوا عن تكرار تهديداتهم الخاوية ضد ايران.
العالم