لعمان حصة الاسد في انفراجات المنطقة
لا شك ولاريب ان زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد تتخطى في ابعادها العلاقات البينية المستقرة والمتنامية باستمرار خلال العقود الاخيرة ولعل هذا المسار في العلاقات هو السبب الرئيس في بناء الثقة المتبادلة التي اوصلت العلاقات المميزة الى هذا المستوى ليتفق اليوم الرئيس رئيسي والسلطان هيثم على تنظيم وثيقة للتعاون الاستراتيجي في جميع المجالات. وبالطبع شدد الجانبان التي هذه الزيارة على تفعيل الاتفاقيات السابقة فضلا عما توصلا اليه من اتفاقيات جديدة خاصة في المجال الاقتصادي تخدم مصالح الشعبين.
واكثر ما ركز عليه الجانبان في هذه الزيارة ايضا كان الجانب الاقتصادي والتعاون في مجال النفط والغاز والنقل البحري والتعاون المصرفي خاصة انشاء لجنة استثمار مشتركة. وللعلم انه المعدل التجاري بين البلدين قد بلغ اليوم ملياري دولار فيما كان العام الماضي لا يتجاوز المليار دولار ومن المؤمل ان يصل الى خمسة مليارات دولار العام المقبل.
واذا ما تجاوزنا العلاقات الثنائية التي توصف باكثر من ممتازة فان السلطان هيثم حمل معه رسالة مصر ورغبتها لاعادة العلاقات مع طهران التي رحب بها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي لدى استقباله السلطان حول استئناف العلاقات وتاكيد القائد باننا نأمل ان تستعيد الامة الاسلامية مجدها وعظمتها من خلال توسيع العلاقات بين حكوماتها. اما المسعى الاخر للسلطان كان يخص الافراج عن السجناء بين اميركا وايران ومسألة الاموال الايرانية المجمدة وهكذا التفاوض لاحياء الاتفاق النووي الذي ستظهر نتائجه في المستقبل القريب.
ومن حسن الحظ ان زيارة السلطان هيثم بن طارق الى طهران تأتي في زمن الانفراجات في المنطقة والتي سعت اليها السلطنة لتزيد من اواصر العلاقات بين بلدانها وتزيد الثقة فيما بينها بعد اعوام من الجفاء ونزع الثقة التي غذتها اميركا والكيان الصهيوني خدمة لمصالحهما واضرارا بدول المنطقة وشعوبها وهذا ما بدأنا نتجاوزه باذن الله وندشن مرحلة جديدة لعمان حصة الاسد فيها بغية خفض التوتر في المنطقة وتعزيز أطر التعاون بين دولها وقد ذهبت الى ابعد من ذلك مع ايران في انجاز صفقة اوروبية بلجيكية ولا ننسى مساعيها الحميدة في ملف الاتفاق النووي ومساعيها اليوم لاحيائه.
فاليوم ان شعوب المنطقة تتطلع لحكوماتها في بذل القصارى من جهودها لتأمين استقرار المنطقة وازدهارها والدفاع عنها من خلال ابنائها وكذلك التعاون البيني المشترك والبناء لابعاد كافة اشكال التدخل والتواجد الاجنبي الذي هو اساس التوتر والازمات والخلافات المصطنعة بين دولها.