اتفاق إيراني - عماني لصياغة وثيقة تعاون استراتيجي في مختلف المجالات
*الرئيس رئيسي: العلاقات بين إيران و عمان ارتقت من المرحلة التجارية إلى الاستثمارية
*سلطان عمان: ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب للعلاقات يجب بذل المزيد من الجهود
*التوقيع على 4 وثائق في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماروالمناطق الحرة والطاقة
طهران-كيهان العربي:- صدر بيان إيراني عماني مشترك في ختام زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى طهران حيث جرى الاتفاق على تنظيم وثيقة تعاون استراتيجية بين البلدين.
وفي البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها سلطان عمان «هیثم بن طارق آل سعید» الى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي دامت يومين تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس آية الله « سيد ابراهيم رئيسي»، أكد الجانبان على الدور البناء الذي يضطلع به القطاع الخاص في كلا البلدين لتطوير افق التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وشدد الطرفان في البيان المذكور على ضرورة الزيادة المستمرة للتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، وأعربا عن ارتياحهما للتوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات في المجالات الاقتصادية والتجارية وترانزيت السلع والاستثمارات والطاقة والتعاون الثقافي بين طهران ومسقط، وأكدا ضرورة تنشيط الاتفاقيات الموجودة بين البلدين والتعاون للتوصل الى اتفاقيات جديدة بما يخدم المصالح المشتركة.
وجاء في البيان ايضا:
وجّه سلطان عمان هيثم بن طارق وفخامةُ الرئيس الدكتور آية الله السيد إبراهيم رئيسي رئيسُ الجمهورية الإسـلامية الإيرانية حکومتیهما بالعمل على التوصل إلی وثیقة التعاون الاستراتیجي بينهما والتوقیع عليها في مختلف المجالات التي تعزّز التعاون المشترك والمنافع المتبادلة في إطار سبل تمتین العلاقات بین البلدین الصديقين ووضع أسس للمحافظة على ديمومتها.
انطلاقًا من العلاقات العريقة والوطيدة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وشعبيهما الصديقين، وتأکیدا علی الاحترام المتبادل بين قائديْ البلدين والعلاقات الثنائية المتينة والقائمة على أسس حسن الجوار والأخوّة والروابط الدينيّة والثقافيّة، قام سُلطان عُمان بزيارةٍ رسميّة إلى الجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة خلال الفترة من 28-29 مايو 2023 (7-8 خرداد 1402) تلبيةً لدعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الدكتور إبراهيم رئيسي.
وقد تباحث قائدا البلدین خلال هذه الزيارة حول العلاقات الثنائیة وسبل تطويرها المبنیة علی الأخوّة والمصالح المشتركة خاصة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والثقافة بما يعود بالمنفعة المتبادلة ويعزّز العلاقات والمصالح للشعبين الصديقين.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما من المستوى الراقي للعلاقات الثنائية مشيريْن إلى نموّها المتزايد خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني التي تمت بدعوةٍ من صاحبِ الجلالةِ سُلطان عُمان في السنة الماضية.
كما أعربا عن حرصهما على توسيع متزايد للعلاقات في المستقبل ودعمهما اللجان المشتركة وفرق العمل وتبادل الزیارات في المجالات المتنوعة لمتابعة تنمية العلاقات.
وأكد الجانبان على الدور الفعّال للقطاع الخاص في البلدين لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، وأعربا عن ارتياحهما للنموّ المتواصل للتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة في ظل هذه العلاقات.
ورحّب الطرفان بالتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والاستثمار والطاقة والثقافة، ووجّها بضرورة تفعيل الاتفاقيات القائمة بين البلدين والعمل على الدخول في أي اتفاقيات جديدة تخدم توجهاتهما ومصالحهما المشتركة.
وفي إطار سبل تمتین العلاقات بین البلدین الشقيقين ووضع أسس للمحافظة على ديمومتها، وجّهت قیادتا البلدین حکومتیهما بالعمل علی التوصل إلی وثیقة التعاون الاستراتیجي بین البلدین والتوقیع عليها في مختلف المجالات التي تعزز التعاون المشترك والمنافع المتبادلة.
وتبادل سُلطان عُمان وفخامةُ رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة آراءهما بشأن عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكّدا على أهمية مواصلة الجهود والمساعي الحميدة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادیة والثقافیة المختلفة لترسيخ قواعد السلام والاستقرار في المنطقة، ورحّبا بتواصل المحادثات والمشاورات السياسيّة بين البلدين.
ورحّب الطرفان بتوطيد ثقافة الحوار في المنطقة لتسوية القضايا العالقة وتوطيد العلاقات بين دول الجوار بما يحقّق السّلام والازدهار الذي تطمح إليه جميع شعوب المنطقة.
وقد أعرب فخامةُ رئيس الجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة عن تقديره الكبير لجهود سُلطان عُمان للنهج الحكيم والسياسات البنّاءة على الساحتين الإقليمية والدولية تعميقًا للعلاقات الثنائيّة الإيجابيّة والسّلام والاستقرار في المنطقة.
كما عبّر سُلطان عُمان عن تقدیره البالغ لسياسة حسن الجوار التي تنتهجها الحکومة الإيرانية الحالية واعتبر التقارب والتعاون بين دول المنطقة عاملًا مهمًّا لتوطيد الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأوضح الرئيس رئيسي أن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان ارتقت من المرحلة التجارية إلى مرحلة الاستثمار وقال ان وجهات النظر المشتركة ومنهج تعزيز التقارب الإقليمي لقادة البلدين ، إلى جانب الطاقات والمجالات المناسبة المتبادلة ، بامكانها ان تسهم في توسيع العلاقات بين البلدين في المجالات الثنائية والإقليمية.
وقال رئيسي ، في الاجتماع المشترك للوفدين رفيعي المستوى الايراني والعماني الذي عقد مساء الأحد خلال زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق ال سعيد ، إن طهران ومسقط لديهما وجهات نظر مشتركة حول التعاون الإقليمي وتعزيز واستقرار الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة واضاف إن العلاقات بين البلدين ارتقت من المرحلة التجارية الى مرحلة الاستثمار ، ويمكن لوجهات النظر المشتركة ومنهج تعزيز التقارب الإقليمي لقادة إيران وسلطنة عمان ، إلى جانب الطاقات والمجالات المناسبة المتبادلة ، بامكانها ان تسهم في توسيع العلاقات بين البلدين في المجالات الثنائية والإقليمية.
وافاد رئيس الجمهورية بان طاقات البلدين في قطاعات الصناعة والتجارة والاتصالات والدفاع والأمن وخطوط الطرق البرية والسكك الحديدية والنقل والشحن البحري والترانزيت والتبادلات المالية والنقدية والطاقة ، هي من المجالات المناسبة لتوسيع التعاون. وفي إشارة إلى مفاوضات المسؤولين للبلدين اليوم في مجال زيادة الاستثمارات ، أكد الانتهاء من تشكيل صندوق دعم التنمية والاستثمار المشترك .
كما لفت آية الله رئيسي إلى المواقف المشتركة للبلدين حول القضايا المتعلقة باليمن وفلسطين ، مثمنًا دور عمان وخاصة السلطان هيثم بن طارق لاقرار حقوق الشعب اليمني وكذلك الشعب الفلسطيني ، ودعا إلى الاستمرار الجاد لهذا الدور.
بدوره أعرب هيثم بن طارق ال سعيد ، سلطان عمان ، عن امتنانه للدعوة والترحيب الحار من الرئيس الايراني ، وقال: بعد زيارة الرئيس رئيسي إلى عمان العام الماضي ، تحسن مستوى العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين البلدين بشكل ملحوظ ، وعلى الرغم من أن حجم التبادل التجاري قد تضاعف ، ولكن بالنظر إلى الطاقات والمجالات المتنوعة والمواتية للبلدين ، ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب للعلاقات ويجب أن نجعل هذه القدرات حقيقة واقعة بمزيد من الجهود.
وكان الاهتمام بالمكانة الخاصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطوير التعاون الترانزيتي بين البلدين ، وتوسيع خطوط الملاحة البحرية وزيادة المعاملات النقدية والمصرفية وتبادل الطاقة من محاور مفاوضات أعضاء الوفدين الايراني والعماني الرفيعي المستوى.
ووقع المسؤولون في ايران وسلطنة عمان على 4 وثائق تعاون خلال زيارة سلطان عمان للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وجرى خلال الزيارة الرسمية لسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التوقيع على 4 وثائق من قبل مسؤولي البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثمار ، والتعاون في المناطق الحرة ، والتعاون في مجال الطاقة.
ووقع وزيرا النفط والشؤون الاقتصادية والمالية والأمين العام للمجلس الأعلى للمناطق التجارية والصناعية الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة في إيران ووزراء الطاقة والاقتصاد والتجارة في سلطنة عمان على وثائق التعاون المشترك بين البلدين.
وغادر سلطان عمان "هيثم طارق آل سعيد"، والوفد المرافق له امس الاثنين، طهران إلى مسقط.