kayhan.ir

رمز الخبر: 16965
تأريخ النشر : 2015March18 - 21:16

خطاب “الرئاسة” للجنرال يليق بـ “لبنان القويّ” وصول عون الى بعبدا مدخله الأوّل معراب

غسان بو دياب

توقفت مصادر متابعة عند الخطاب "المعتدل والمتوازن والحكيم، وفي نفس الوقت غير المساوم ولا المهادن ولا الخائف” لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، خلال حفل العشاء السنوي الذي نظمه "التيار الوطني الحر”، بمناسبة ذكرى 14 آذار 1989، أمام كوادر التيار ومؤيديه.

وقالت المصادر إن القراءة التاريخية التي قام بها الجنرال في الخطاب، بدئا بعنوانه وربطه بالرابع عشر من آذار 1989، الذي قال عنه أنه بالنسبة للبعض، "ذكرى حرب وقصف ودمار، ولكنه في جوهره، وعلى الرغم من كل الآلام التي رافقته، جسد إرادة شعب قرر أن يكون العين التي ستقاوم المخرز، وصار الروح التي أبقت شعلة النضال الشعبي والمقاومة السلمية”، وتوضيحه "إنما أسرد لأذكر، ولنتعلم كلنا من تجارب الماضي، فلا يكون غدنا شبيها بالأمس”. هو دليل نضج التجربة السياسية العونية، وخروج نهائي على أطاريح حروب الإلغاء، وبالتالي، يصلح أن يكون "الفقرة واحد” من البيان الرئاسي العوني.

وأضافت إن إعادة الرابع عشر من آذار إلى التاريخ النضالي للمعارضة المسيحية هو "تصويب” لبوصلة من أراد الترويج لفكرة أن المعارضة إبتدأت في الرابع عشر من آذار 2005، وهذا شيء ينقض الحقيقة.

وأثنت على البنود الثلاثة التي أعلنها "الجنرال”، وهي "انتخاب رئيس قوي لدولة قوية بجيش قوي، يمثل بيئته تمثيلا صحيحا، وقادر على الاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الدقيقة باستقلالية تامة، ما يمكنه من التوفيق بين كل الأطراف”، و”بناء قوات مسلحة رادعة تحد من الاطماع في لبنان، وتجعل من الاعتداء عليه امرا صعبا ومكلفا”، وتحاشي الانتظار القاتل لإنجاز جميع المشاريع الانمائية المخططة، ولتنشيط الادارة وآلة الحكم”.

لا يختلف عاقلان على خطاب الجنرال هذا، هو "توافقي بامتياز”، تقول المصادر، إنتخاب رئيس للجمهورية لم يعد فقط مطلبا شعبيا أو رسميا، ولم يعد خطاب سفير من هنا، أو إيحاء مسؤول من هناك، بل أصبح مطلبا وجوديا للبنان، ومتعلق بالدور المسيحي في الشرق، وتسليح الجيش لم يعد شماعة تتعلق عليها أموال الصفقات، بل أصبحت حاجة أمن إقليمي، مرتبطة بالتغلغل الدواعشي إلى حدود لبنان الشرقية، وأسر عدد كبير من أبطال القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي. وتضيف، الجيش ليس مادة للإبتزاز، وجيش رادع لا يمكن أن يقوم بدون "تحديث الأسلحة وتأمين التدريب الملائم لأنواع الحروب التخريبية والإرهاب، وليس الاكتفاء فقط بالتفرج والتصفيق للخطابات وتحية الأبطال المستشهدين”..

وفي لمسة "تاريخية” تليق بقائد سابق للجيش، إسترجع "الجنرال” مفردات الحياة العسكرية، في قوله " كلنا جيش في جرود عرسال، وفي كل لبنان. كما أننا كلنا مقاومة، ضد إسرائيل، وضد التكفيريين وضد الإرهابيين، الذين يشكلون خطرا وجوديا على لبنان، وعلى المنطقة بكافة طوائفها وإثنياتها”، وفي "لمحة تحدي” قال "من ينتقدنا لهذا الموقف ولا يوافقنا عليه، فليعلن ذلك جهارا”

وتوقفت المصادر عند "المرونة الكبيرة” والدعوة إلى الحوار، وفي نفس الوقت، الشعور التفاؤلي الذي حاول الجنرال بثه، "على الرغم من التناقضات التي ألهبت بعض الحناجر، ولكنها عجزت عن إلهاب الأرض. أما الخسائر التي اصابت لبنان فتبدو ضئيلة إذا ما قيست بما أصاب ويصيب دول المنطقة”.، ومن خلال تبيان حرص الرابية على " المحافظة على الهدوء والاستقرار. ولأننا كنا دوما مؤمنين بأن الحوار هو طريق الخلاص، وبأن لا أحد يمكنه إلغاء الآخر في لبنان، والوطن لا يستقيم إلا بالشراكة الحقيقية”، وإيمانه بالحوار والمرونة "في العمل الحكومي...كي لا يختزل وزير واحد دور الحكومة”، مؤكدا على الثوابت السياسية للرابية التي كانت، "ولما تزل، تهدف الى الحفاظ على لبنان خارج دائرة النار المستعرة من الخليج الى المغرب العربي.”

بالمقابل، علقت مصادر مقربة من قوى الرابع عشر من آذار على خطاب الجنرال بالقول إن محاولة تنسيب الفضل السياسي في التأصيل للرابع عشر من آذار إلى الجنرال وتياره هو ظلم بحق الملايين التي صدحت حناجرها في الساحات مطالبة بالحرية والسيادة والإستقلال.

وأضافت، قد يكون ما قاله الجنرال صحيحا حينما تكلم عن التاسع والثمانين كتأصيل للخامسة بعد الألفين، إلا أنه لا يستطيع أن يقول إن هذا التاريخ يبدأ به وينتهي عنده، فلو بقي تياره ثلاثين سنة أخرى، بدون حناجر اللبنانيين وقبضاتهم، وبدون الضغط الدولي، لما تمكن من تحقيق الإنسحاب السوري من لبنان.

وقالت إن الخطابات السياسية للأسف غير كافية لإيصال الجنرال إلى بعبدا، لأن المدخل الأول هو معراب، ونجاحه، إن نجح، في إقناع خصمه اللدود، وشريكه الحواري المستجد، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، السير به كمرشح توافقي، وفي دعابة سياسية، أضافت "لربما بعض القداديس والإبتهالات إلى "رب القوات السماوي”، وبعض الزيارات الراعوية إلى ضريح القديس مارون في سوريا، وغيرها من الدول حيث العتبات والمقامات.

وختمت بالقول إن دعوة الجنرال إلى مواجهة التحديات القادمة والتحولات الحالية، بوصفها لا تتحمل الانتظار،بالوحدة والتلاقي، ولفتح صفحة جديدة،وبالأيدي الممدودة، لهو مطلب جيد، لا يستطيع المرء العاقل رفضه...وتختم بالقول عن ذلك... اللهم آمين...