باقري كني: ايران لم تتجاهل علاقاتها مع الغرب لا سيما أوروبا
* عازمون على الاهتمام بالقضايا التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصالح والأمن الوطنيين
*بالامكان رؤية انتقال السلطة من الغرب إلى الشرق بشكل تدريجي في النظام العالمي الجديد
*روسيا ستلعب دورًا مهمًا في التطورات الدولية المستقبلية وعلاقاتنا معها واستراتيجية
طهران-كيهان العربي:- صرح نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري بان التطورات الدولية والإقليمية الهامة اتاحت هذه الفرصة لرسم آفاق لتطورات السياسة الخارجية منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة من خلال مراجعة الفرص الناشئة عن النظام العالمي المتغير.
وجاء في مقال كتبه باقري انه بينما كان الغرب يعيش حلم "نهاية التاريخ" ، واجه العالم تدريجياً "بداية التاريخ". لا شك أن النظام الدولي لم يعد أحادي القطب. ولكن ليس من الواضح لغاية الان أبعاد وإحداثيات العالم متعدد الأقطاب.
واضاف: يتجه العالم نحو إنشاء مؤسسات وقواعد جديدة ، وهذه المرة ، على عكس الماضي ، يخرج العالم الجديد ليس من حرب بأدوات عسكرية صلبة ، ولكن بشكل أساسي من أدوات ناعمة ومواجهات مدنية ، وهذا بالضبط كعب أخيل الذي عرّض نظام الهيمنة للخطر.
واوضح بان المواجهة العسكرية بلورت تحالفًا حول نظام الهيمنة وقد تم استخدامها كأداة لبناء الإجماع ، لكن المواجهة بأدوات ناعمة مثل العقوبات تسببت في الانقسام والتشتت حول نظام الهيمنة واضاف: نتيجة للتطورات على الساحة الدولية والتحولات في مراكز القوى ، تحاول جميع الحكومات لعب دور أكبر في تشكيل التطورات واكتساب مكانة جديرة في الساحة الدولية الجديدة.
ولفت الى ان الحكومة الثالثة عشرة (الحالية) بدات العمل بينما كانت هذه التطورات تشهد وتيرة أسرع مما كانت عليه في الماضي ، والتي هي مستمرة بلا انقطاع واضاف: تم الانتهاء من عملية الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون خلال الحكومة الثالثة عشرة. في نفس الوقت الذي تم فيه تنفيذ هذه المبادرة ، تم أيضًا إدراج التعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة بريكس في أجندة السياسة الخارجية .
واضاف: في النظام العالمي الجديد ، يمكن رؤية انتقال السلطة من الغرب إلى الشرق بشكل تدريجي وفي عملية ملحوظة.
واوضح انه تم النظر بجدية في التعاون طويل الأمد مع الصين منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة ، وأخيراً ، بدأ التنفيذ الفعال والجاد للوثائق الاستراتيجية بينهما.
واعتبر ان روسيا ستلعب دورًا مهمًا في التطورات الدولية المستقبلية ، وعلاقات الجمهورية الإسلامية مع هذا البلد مؤسسية واستراتيجية.
ودفعت الجمهورية الإسلامية الكثير من الاثمان والتضحية بالأرواح العزيزة على التزامها بهذه المبادئ ، وكان استشهاد القائد سليماني أهمها. استشهاد هذا القائد العظيم الذي خاطر بحياته مرات عديدة في طريق مواجهة تطرف داعش، على يد نظام الهيمنة، جريمة لا تغتفر ارتكتبها الغرب واميركا.
واضاف: في إطار نهج الجوار ، انتهت المفاوضات الطويلة والجادة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية بعد عدة سنوات ، وبمشاركة الصين في إتمام التوفقات الثنائية واستئناف العلاقات السياسية بين البلدين. قدم هذا العمل الاستراتيجي الأساس لتطورات أخرى في المنطقة ولتحسين الوضع السياسي والإقليمي لكليهما.
وقال: خلال هذه الفترة ، لم تكن الحكومة الثالثة عشرة غافلة عن التهديدات التي تسبب بها الكيان الصهيوني واستغلت كل فرصة لمواجهة ومنع السياسات والإجراءات الإرهابية المسببة للتوتر والمعادية للإنسانية لهذا الكيان
واوضح انه في نفس الوقت الذي تشهد فيه هذه التطورات ، فإن "نظرية المقاومة" كاستراتيجية فعالة لتحقيق السلام والهدوء في المنطقة.
وصرح بانه في نظرية "لا شرقية ولا غربية" ، ومع تطور العلاقات مع العالم الشرقي وآسيا ، لم تتجاهل الجمهورية الإسلامية علاقاتها مع العالم الغربي ، ولا سيما أوروبا. اتبعت الحكومة الثالثة عشرة وستحافظ على العلاقات القائمة على المبادئ والقيم والقواعد الدولية مع الدول الأوروبية. توقعاتنا في العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية هي الاحترام والمعاملة بالمثل.
واشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بذلت كل الجهود لتأمين المصالح الوطنية والازدهار والأمن ، وتحقيق الأهداف السامية للثورة الإسلامية للمضي في نهج باعث على الامل في السياسة الخارجية في فوضى النظام الدولي، بناءً على التعاليم السامية للإمام الراحل (رض) والافكار العميقة لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله العالي).
وختم مقاله بالقول: ننتهز هذه الفرصة لنؤكد أن جهاز السياسة الخارجية عازم على الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصالح والأمن الوطنيين ومنع الخلافات السياسية الداخلية من الدخول في السياسة الخارجية وقضايا العلاقات والدبلوماسية.