العراقيون مذهولون ويتساءلون؟
مهدي منصوري
من المعلوم للجميع ان اميركا لديها سفارات وممثليات دبلوماسية في اغلب بلدان العالم ان لم يكن جميعها. ولكن ان تكون هذه السفارات ثكنات عسكرية او مراكز للتجسس امر لا يمكن ان يصدق او يقبل به اي شعب من هذه الشعوب. ومن الممكن ايضا ان اميركا لديها قواعد عسكرية في بعض الدول سواء كانت في اوروبا وغيرها وكذلك في بعض الدول الخليجية الا ان هذه القواعد موجودة خارج المدن وفي مناطق لا علاقة لها بالمناطق السكنية.
الا انه والذي يراه المراقبون للشأن العراقي فان الامر مختلف جدا الا وهو ان السفارة الاميركية في بغداد قد ما رستولازالت تمارس دورا مزدوجا غير متعارف عليه بين الدول، اذ ان هذه السفارة اصبحت تكنة عسكرية في قلب بغداد بما تملكه من قوات قتالية في داخلها مع وجود انظمة صواريخ ومعدات عسكريه متطورة بحيث اصبحت مصدر قلق ورعب لمن يحيطون بها من العوائل، خاصة وانها وبين فترة واخرى تقوم هذه السفارة باختبار هذه المعدات العسكرية وفي اوقات استراحت ابناء الشعب العراقي مما جعل العراقيين جميعهم يعيشون حالة من القلق والذهول والتي تذهب به ضحايا من الاطفال والنساء مما تطرح على السنتهم الكثير من التساؤلات والتي لم يجدوا لها جوابا ليس في الخارجية او الحكومة العراقية.
والسؤال المهم الذي ارتسم على محيا العراقيين هو هل ان العراق اصبح ارضا مستباحة لاميركا تفعل به ما يحلو لها تريد مما يعكس ان العراق اليوم اصبح محمية او ولاية اميركية تقع تحت سيطرة البيت الابيض وهو لايعلمون؟، وهل شوهد ان دولة في العالم حتى ولو كانت تحكمها علاقات استراتيجية مع اميركا ان يتعامل معها كما يتعامل مع العراق؟.
وهاهم العراقيون يرون بام اعينهم ان سفيرة الشر الاميركية تجول وتصول وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة في الشان الداخلي العراقي بحيث انها و بالامس القريب و كما ذكرت الانباء انها ناقشت مع وزيرة المالية العراقية جزئيات الميزانية؟، وغيرها من الممارسات الاخرى والتي اصبحت حديث الشارع العراقي والاهم في الموضوع انه ورغم كل الدعوات التي انطلقت من بعض القادة السياسيين والبرلمانيين وابناء المقاومة المعارضين لهذا التصرف المشين والذي يخرج عن كل الضوابط والاعراف الدبلوماسية لسفيرة الشر او المبعوثين الاميركيين هي حالة الصمت المطبق وعدم الاكتراث والاهتمام لهذه الاصوات الرافضة من قبل الحكومة العراقية وبالاخص وزارة الخارجية. وكأن هناك امرا قد تم الاتفاق عليه بين الحكومة والاميركية ولا يجرؤون على اعلانه للشعب العراقي.
وفي النهاية لابد من القول وكما تؤكد المؤشرات في الداخل العراقي ان الشعب العراقي قد صمم على الاستمرار في حالة فضح الممارسات الاميركية والتي وصلت فيه حدا انها قد لا نرى لهم اي سيادة على ارضهم ولذلك فان صبرهم سينفد مما يدعوهم الى تغيير هذه المعادلة الظالمة المجحفة وبالطريقة التي يرونها كما اشارت الى ذلك اوساط عراقية سياسية وشعبية من على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي.
والتساؤل الاكبر الذي تطرحه هذه الاوساط هل ان العراق بحضارته المشرقة وعمقه التاريخي وشعبه العريق وحشده العظيم اقل شأنا وضعفا من الدول الاخرى التي طردت هذه السفيرة الوقحة التي تعبث اليوم بمقدرات العراق وتستبيح سيادته واستقلاله؟!.