برلمانيون عراقيون يمتعضون من السفارة الاميركية ببغداد: ثكنة عسكرية أم هيئة دبلوماسية؟
*البرلمانيون يطالبون الخارجية بالرد على انتهاكات السفارة للسيادة العراقية باستخدام منظومتها الصاروخية في بغداد!
*"بايدن" يعلن تمديد حالة الطوارئ في العراق ويشير لـ"تهديدات غير عادية"!؟
*دراسة: أميركا قتلت 4.5 مليون مدني منذ 2001 نتيجة لعملياتها العسكرية معظمهم من العراق وأفغانستان؟
بغداد – وكالات : عدت عضو مجلس النواب، سهيلة السلطاني، امس الأربعاء، استخدام السفارة الأمريكية في بغداد المنظومة الصاروخية "انتهاكاً لفكرة السيادة"، فيما وجهت تساؤلاُ بشأن طبيعة عمل السفارة.
وقالت السلطاني في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "استخدام المنظومات الصاروخية من قبل السفارة الامريكية داخل العاصمة بغداد تصرف غير صحيح باعتبار الجانب الأمريكي متواجد على أراضي عراقية".
وأضافت، أن "السفارة تعد هيئة دبلوماسية، فمن المفترض ان لا تكون هناك اي قواعد، باعتبارها ليست ثكنة عسكرية"، متساءلةً "هل سفارة واشنطن هيئة أم قاعدة للمنظومات الصاروخية؟".
وأوضحت عضو مجلس النواب، أن "تجريب المنظومة الصاروخية، يعد تجاوزاً سافرا على الأجواء العراقية، باعتبار أن المواطنين لهم حرمة وراحتهم هي جزء من فكرة سيادة البلد"، واصفةً هذا التصرف بـ"الانتهاك الواضح لحقوق المواطن العراقي من حيث الأمان والضوضاء".
وبينت السلطاني، أن "المواطنين لا يعلموا ما اطلاق منظومة الصواريخ وهل هي تجريبية ام حقيقية؟، مكررة تأكيدها، أن "هذا انتهاك لفكرة السيادة والتي لا تشمل فقط الأرض بل تتضمن حقوق المواطنين جميعاً".
وكان عضو مجلس النواب السابق، فاضل الفتلاوي، قد طالب ، وزارة الخارجية العراقية بالرد على انتهاكات السفارة الامريكية في بغداد، فيما عد استخدام المنظومة الصاروخية "انتهاكاً" للسيادة، علق على تحركات سفيرة واشنطن لدى بغداد.
من جهته طالب عضو مجلس النواب السابق، فاضل الفتلاوي ، وزارة الخارجية العراقية بالرد على انتهاكات السفارة الاميركية في بغداد، فيما عد استخدام المنظومة الصاروخية "انتهاكاً" للسيادة، علق على تحركات سفيرة واشنطن لدى بغداد.
وقال الفتلاوي في تصريح صحفي ، إن "المنظومات الجوية والصاروخية الموجودة في السفارة الامريكية داخل العاصمة بغداد تستخدمها واشنطن بصورة متكررة، لكن العتب على الحكومات المتعاقبة التي سمحت بهذه الأمور والتي تعد خرقاً للسيادة العراقية".
وأضاف، أن "القائد العام للقوات المسلحة العراقية والجهات الأمنية المعنية مطالبة بتفسير أسباب انتهاكات السفارة الامريكية عبر منظومتها الصاروخية".
وأوضح "اذا كانت السفارة تنتهك السيادة بين الحين والاخر، فهناك السفيرة والتي تنتهك السيادة بصورة يومية عن طريق الحضور بجميع فعاليات الشعب العراقي".
وأكد أن "منظومة الدفاع الجوي الموجودة داخل العاصمة بغداد دائما ما كانت تستخدم هذه الصواريخ"، مطالباً وزارة الخارجية بـ"ضرورة الرد على هذه الانتهاكات وتنظيم وقفة جادة ضد وزارة أمريكا الخارجية".
وكان عضو مجلس النواب، سعود الساعدي، قد أكد، رفضه تحويل رعاة البقر لعاصمة عريقة كبغداد الى ثكنة عسكرية لتجريب منظومتهم الصاروخية، بينما بلدان العالم تمنع الطيران الحربي من التحليق فوق المدن لعدم ازعاج المدنيين أو ارعاب الاطفال.
واستيقظت العاصمة بغداد،امس الاول الثلاثاء، على إثر استخدام السفارة الامريكية منظومتهم الصاروخية، وهو ما سبب اخافة المواطنين وارعاب الاطفال في المناطق القريبة.
من جانب اخر أعلن البيت الأبيض، تمديد حالة الطوارئ في العراق ويشير لـ"تهديدات غير عادية".
ووقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرسوما يمدد من خلاله حالة الطوارئ الوطنية، المتعلقة بالأوضاع في العراق.
وقال بيان لبايدن وفقاً للبيت الأبيض وترجمه (بغداد اليوم) :"لا تزال هناك عقبات تعترض إعادة الإعمار المنظم للعراق، واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية في العراق".
وتشكل هذه العقبات "تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للعراق والولايات المتحدة الأميركية أيضا، لذلك، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة بموجب الأمر التنفيذي 13303 فيما يخص استقرار العراق" وفقاً للبيان.
يذكر ان قرار 13303 الخاص بالعراق صدر في عام 2003 خلال عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، ويقضي بحظر تصدير بعض السلع الخاصة، بالإضافة إلى معاقبة شخصيات وكيانات.
من جانب اخر كشفت دراسة قامت بها جامعة براون عبر معهد واطسون الامريكي، ان ما يزيد عن أربعة ونصف مليون مدني فقدوا حياتهم نتيجة للعمليات العسكرية الامريكية في مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كان معظمهم في العراق وأفغانستان.
وبينت الدراسة التي ترجمتها (بغداد اليوم)، ان الإحصاءات القديمة التي نشرت عن مشروع "كلفة الحرب" والتي وصلت الى 3.6 مليون ضحية لم تكن دقيقة بالكامل ولم تأخذ بنظر الاعتبار الاعداد الكلية للضحايا الذين سقطوا نتيجة للحرب الامريكية بشكل مباشر، مؤكدة ان تلك الاعداد تتجاوز الأربعة مليون ونصف المليون.
العدد الأكبر للضحايا بحسب الدراسة كان من حصة العراق وأفغانستان حيث شنت الولايات المتحدة حربا مباشرة ضد البلدين، فيما وقع ضحايا اخرون نتيجة لتاثيرات السياسة الامريكية في كل من ليبيا، سوريا، اليمن، لبنان، الصومال وغيرها من دول الشرق الأوسط والشمال الافريقي.
وأشار الباحث ستيفين سفل مساعد مشروع كلفة الحرب الى ان التحدي الأكبر الذي يواجه الباحثون والمؤرخون في محاولة تحديد عدد ضحايا الحروب الامريكية في المنطقة هو معرفة ما اذا كانت كافة الوفيات التي وقعت بعد العمليات العسكرية والاحتلال الأمريكي ضحايا حرب من عدمه، نظرا لارتباط وقوع أولئك الضحايا بالأوضاع التي خلقها الغزو الأمريكي على تلك البلدان، بحسب وصفه.