القاهرة تحابي "الصهاينة" ضد "المقاومة"
مهدي منصوري
لم يكن الموقف الرسمي المصري من القضية الفلسطينية خافيا على احد ويتجلى وضوحه مع مواقفها من الاحداث التي تجري على الارض الفلسطينية خاصة الموقف من تصرفات المقاومة الفلسطينية ومواجهاتها مع العدو الصهيوني. اذ وكما عبرت اوساط اعلامية وسياسية مصرية وفلسطينية وغيرها بان الموقف المصري لا يعير اي اهمية او لا تثيره ما يعانيه الشعب الفلسطيني من اضطهاد او جرائم وحشية يتكبدها على يد الاجرام الصهيوني ويكتفي دوما بالتنديد ولا غير. ولكن العكس من ذلك وفيما اذا اوجعت المقاومة الباسلة الصهاينة من خلال ردود فعلها الطبيعية في الدفاع عن نفسها خاصة بالرد القاطع لكل جريمة يرتكبها الكيان نجد ان القاهرة تسارع وتحاول ان تدس انفها في الامر بما يصب بمصلحة الكيان الغاصب والحفاظ على امنه واستقراره وذلك من خلال مطالبتها ابناء المقاومة بعدم التصعيد ومحاولة تهدئة الاوضاع.
وخلال الايام الماضية كان العالم شاهدا على الاجرام والحقد الصهيوني ضد ابناء المقاومة الباسلة بعدوانها على غزة واستهداف قادة الجهاد الاسلامي وتصفيتهم وكذلك ضرب كل مواقع حركة الجهاد في غزة دون غيرها بهدف خلق حالة من الفصل بين فصائل المقاومة خاصة الجهاد وحماس من اجل الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي التي رفعت راية المواجهة المسلحة مع جيش العدو ومستوطنيه في الضفة والقدس.
وقد تبادرت الى اذهان الكثيرين من المراقبين عندما استهدف كيان العدو وفي عدوانه الاخير الصف الاول من قيادة حركة الجهاد الاسلامي مما ارتسمت على محياهم الاسئلة الحائرة لدى الكثير من المراقبين بالقول هل ان حركة الجهاد الاسلامي لم تستطع ان تحافظ على حياة قياديها واسلمتهم الى حالة الغدر الصهيوني وفرطت بهم بهذه السهولة؟، الا ان الاجابة على هذه التساؤلات جاءت على لسان اطراف في حركة الجهاد الاسلامي من ان القادة الثلاثة الذين الذين استهدفهم العدو كانوا يستعدون للذهاب الى مصر بناء على دعوة من جهاز استخباراتها بعد ان حصلوا على تطمينات من ان لايتعرض لهم الصهاينة المجرمون وهم في امان عند تحركهم، ولكن ان الصورة جاءت عكسية تماما بحيث وجهت بعض اطراف حركة الجهاد الاسلامي قد اتهمت المخابرات المصرية بان لديها يد في هذه الامر خاصة انها جاءت بعد التهديدات التي كان يطلقها قادة الكيان الغاصب من انهم سيستهدفون قادة المقاومة في المستقبل .
ومن نافلة القول ان الموقف المصري قد لايكون مستغربا لانه ومن خلال اللقاءات التي تجري على الارض المصرية في حالة دعوة قادة المقاومة للتشاور نجد ان موقفهم لم يكن على حد سواء من فصائل المقاومة بل تحاول ان تميل الى بعضها على حساب الاخرى.
الا ان المقاومة الباسلة قد ادركت هذا الامر وبوضوح وسارت باتجاه اخر معاكس تماما لما تريده ارادة القاهرة وهو توحيد صفوفها وسلاحها وحركتها وموادهنها مع العدو الصهيوني الغاصب بحيث جاءت ولحد هذه اللحظة بنتائج ايجابية على سير وتقدم الجهد المقاوم الذي اخذ زمام المبادرة بتغيير اسلوب المواجهة من الدفاع الى الهجوم واخذت تحقق الانتصارات وتقض مضاجع ليس فقط الصهاينة بل كل الذين يبذلون الجهود من احل الحفاظ على امنها واستقرارها.
واخيرا فان المقاومة الاسلامية الفلسطينية قد الت على نفسها ان تبقى موحدة في تحركاتها ضد العدو الصهيوني وان سلاحها وجهدها الواحد سيكون موجها للكيان الغاصب من خلال التنسيق المستمر وان المحاولات المعادية التي تسعى لشق صفوفها او زرع حالة الخلافات بينها لايمكن ان تجد اليهم طريقا وهو ما شاهدناه في الايام الاخيرة من المواجهة مع العدو. وهو الذي سيدفع بالقاهرة الى تغيير اسلوبها بالتعامل مع ابناء المقاومة وان تكون عونا ومساعدا لهم وهم يواجهون اشرس عدو على وجه الارض، لا ان تفرض عليهم مهادنته ليكون العدو الصهيوني آمنا على حساب الدماء الطاهرة لابناء الشعب الفلسطيني من النساء والاطفال الابرياء.