kayhan.ir

رمز الخبر: 169113
تأريخ النشر : 2023May12 - 21:33

بانهيار "القبة "لن تنفعهم" قلاع داود"

مهدي منصوري

في عودة سريعة بالذاكرة  عام 2006 عند الاحتياج والعدوان الصهيوني على لبنان عند استطاعت مقاومة حزب الله ان تكسر شوكة العدو الصهيوني وتفشل مشروعه الاجرامي خاصة عندما انهارت منظومته الهجومية المعتمدة على دبابات "ميركافا" المتطورة والتي تعد قدرة هجومية يعتمد عليها الصهاينة المجرمين. الا ان انهيارها وسقوطها امام قدرة المقاومة الصاروخية التي اوقفت تحركاتها وتقدمها وجعلتها قطع من الحديد المتصدئ  بحيث ان بعض الدول الاوروبية خاصة الشرقية منها قد الغت العقد المتفق بها مع الكيان الغاصب لشراء دبابة "ميركافا" وذكرت بعض الاوساط الاعلامية آنذاك من المقولة الباطلة بان "الجيش  الصهيوني الذي لا يقهر قد اصبح بحيث عن طريق لهروب والفرار والانهزام".

ما تقدم يذكرنا ما يجري اليوم على الارض الفلسطينية بحيث يمكن القول ان التاريخ يعيد  نفسه اذ شن العدو الصهيوني هجوما غادرا على بعض مقرات المقاومة الفلسطينية خاصة حركة الجهاد الاسلامي في غزة والتي راح ضحيتها العديد من قادتها في الصف الاول بحيث لم تمر حالة انتعاش  القادة الصهاينة ومن يساندهم طويلا حتى بدأت المقاومة الباسلة ومن ضمن غرفة العمليات المشتركة ان تمطر الداخل الاسرائيلي بالمئات من الصواريخ والتي خلقت حالة من الرعب والخوف ليس فقط على قطعان المستوطنين فحسب بل  وصل الامر الى قياداته اذ انتشرت الافلام عن حالة الهروب  والهلع الذي انتاب الصهاينة حتى ان وزيرة الاتصالات  تهرول للتبحث عن ملجأ بحجمها من حجم صواريخ المقاومة الباسلة. مما يكشف هذا الامر وبشكل واضح لا يقبل التاويل ان حالة الامن والاستقرار التي كان ينشدها الكيان الصهيوني قد ذهبت ادراج الرياح.

واللافت في الامر والذي اثار ليس فقط المراقبين بل كل القيادات الصهيونية الاجرايمة عنهدما رأت ان صواريخ المقاومة قريبة وبعيدة المدى قد اخذت تستهدف المواقع الواحدة بعد الاخرى وجعلت الارض كالجحيم بحيث ادركوا وبوضوح ان حياتهم مهددة وفي كل لحظة وان اكاذيب المسؤولين الصهاينة خاصة العسكريين منهم بان المنظومة الدفاعية التي تسمى "بالقبة الحديدية"  لم تستطع بل عجزت عن صد صواريخ المقاومة ولم تضمن لهم الحماية المطلوبة للحفاظ على حياتهم اذ فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة وكما ذكرت اوساط اعلامية صهيونية ان منظومة القبة الحديدية استطاعت ان تسقط بعض الصواريخ والتي لم يتجاوزها عدد الاصابع، اما البقية الباقية قد هزت الكيان من الداخل بحيث وصلت تل ابيب وحققت اهدافها المطلوبة مما عطل الحياة العملية هناك وقد خرج مطار بن غوريون عن الخدمة واوقفت الكثير من الحياة الاقتصادية فضلا عن الامنية منها. ولما ادرك الصهاينة ان منظومة "القبة الحديدية"  لم تعد تلك المنظومة التي توفر الامن في المجتمع الصهيوني فانهم وكما اشارت اوساط عسكرية صهيونية قد اتخذوا القرار للاستفادة من المنظومة القديمة الجديدة وهي ما تسمى "مقلاع داود" والتي  لم يتم الاستفادة منها.

الا ان وعلى الصهاينة وقبل ان يذهبوا الى هذا البديل المجهول عليهم ان يدركوا انه وعند انهيار "القبة الحديدية"  فان اي منظومة كانت وتحت اي مسمى كان لم ولن تستطيع ان تكون حائلا في وصول صواريخ المقاومة الى اهدافها المرسومة ولذلك فعليهم ان يفكروا وبصورة جدية وان يعيدوا حساباتهم وبصورة واقعية وعملية وهي ان حالات الاجرام العنصري من دهم مخيمات الفلسطينيين  وهدم بيوتهم واعتقال ابنائهم وغيرها من الاجراءات التعسفية لم تعد تجديهم نفعا وان زخم المقاومة واشتداد اوارها ولهيبها سيكون هو الحاكم في ميدان المواجهة، ولذا فليس لهم الا طريقين اما اتخاذ الرحيل عن هذه الارض  والى الابد، او انهم يواجهون الموت الزؤام يوميا والذي يحصد جنودهم ومستوطنيهم حتى يصل الى رؤوس قادتهم العفنة.