ايران الثانية عالميا على قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي
طهران-العالم:- نشر موقع "أويل برايس" الأميركي تقريرًا استعرض فيه قائمة بالدول التي تملك أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الغاز الطبيعي يمثل جسر الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مستقبل منخفض الكربون، في حين تمت شيطنته على أنه حصان طروادة صناعة الوقود الأحفوري التي تسعى لضمان وجودها مستقبلا في عالم منخفض الكربون.
وما شهدته أوروبا السنة الماضية خير دليل على أن تصور مستقبل خال من الكربون هدف سام ولكن لا يمكن نفي احتياجات الطاقة حاليًا، لذلك يعتبر الغاز الطبيعي بديلا مثاليًا للوفاء بوعود خفض انبعاثات الغازات السامة مقارنةً بالنفط والفحم.
لكن من "سوء حظ مستهلكي الغاز في الغرب" أن الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات غاز طبيعي في العالم هي روسيا وإيران، بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الخامسة ضمن هذه القائمة إلى جانب عدد من دول الشرق الأوسط.
وبحسب المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لشركة "بي بي" البريطانية لسنة 2020، تصل احتياطيات روسيا من الغاز الطبيعي إلى 38 تريليون متر مكعب.
وبلغ إجمالي إنتاجها 573 مليار متر مكعب خلال السنة الماضية، بتسجيل انخفاض بنسبة 13.4 بالمئة عن سنة 2021. ولطالما كانت أوروبا وتركيا من أكبر مشتري الغاز الروسي ولكن بعد أحداث السنة الماضية، ظلّت تركيا فقط أكبر مستهلكي الغاز الروسي الذي كان لغيابه وطأة على أوروبا.
واليوم، تعد الصين الوجهة الرئيسية للغاز الذي تضخه الأنابيب الروسية. وتصدر روسيا أيضًا الغاز الطبيعي المسال، ومن المفارقات أن الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي ارتفعت خلال السنة الماضية.
وبامتلاكها 32 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، تستحوذ إيران على 16 بالمئة من إجمالي الاحتياطيات العالمية من هذا الوقود الأحفوري. وتتركز نسبة هامة من احتياطيات الغاز الإيرانية في حقل جنوب بارس البحري المشترك مع قطر في الخليج الفارسي. وبلغ إجمالي إنتاجها 234 مليار متر مكعب في سنة 2020 - أي بمتوسط 645 مليون متر مكعب في اليوم. وقد واجهت البلاد تحديات في تطوير هذه الصناعة بعد انسحاب الشركات الغربية العملاقة مثل "توتال إنرجيز" في أعقاب استئناف "العقوبات "الأميركية.
كما تبلغ احتياطيات قطر من الغاز الطبيعي 24.7 تريليون متر مكعب. وكانت قطر حتى وقت قريب أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي تسعى إلى توسيع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 126 مليون طن سنويًا من 77 مليون طن حاليًا.
ومثّلت قطر الخيار الأول لمشتري الغاز الأوروبيين في أعقاب العقوبات التي استهدفت روسيا، لكن اتّضح أن إبرام صفقة معها أصعب مما كان متوقعًا، ذلك أن قطر تميل إلى عقود الشراء طويلة الأجل وهو ما يتعارض مع تفضيلات أوروبا.
وتركمانستان موطن رابع أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، بإجمالي 19.5 تريليون متر مكعب وذلك وفقًا للمراجعة الإحصائية لشركة "بي بي". مع ذلك، يعتبر إنتاجها منخفضًا بحجم 59 مليار متر مكعب في سنة 2020 معظمها موجّه إلى الصين في ظل انحفاض الاستهلاك المحلي، مع التصدير إلى جيرانها في آسيا الوسطى.
ورغم كونها أكبر منتج ومصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم تحتل الولايات المتحدة المرتبة الخامسة من حيث حجم الاحتياطيات. ووفقًا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية، فقد بلغت الاحتياطيات الأميركية من الغاز الطبيعي 13.179 تريليون متر مكعب في نهاية عام 2021. ونظرًا لوفرة الغاز الصخري، أصبحت الولايات المتحدة قوة عالمية رئيسية في مجال الغاز الطبيعي المسال في غضون سنوات.
وتُهيمن الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"على قائمة الدول العشر التي تمتلك احتياطيات هامة من الغاز الطبيعي، وهي تضم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ونيجيريا، وفنزويلا، وأخيرا الصين.
وتحتل السعودية المرتبة السادسة في هذه القائمة بحجم احتياطي غاز طبيعي يصل إلى 8.5 تريليون متر مكعب، وقد قررت مؤخرًا تعزيز إنتاجها استجابةً للطلب العالمي المتزايد.
وتُقدّر احتياطيات الإمارات العربية المتحدة من الغاز الطبيعي بحوالي 8.2 تريليون متر مكعب. وقد قدّمت شركة النفط والغاز الحكومية "أدنوك" مؤخرًا تحفيزا كبيرا لهذا القطاع من خلال إتمام أكبر طرح عام أولي لهذه السنة جمعت بفضله 2.5 مليار دولار.
وتبلغ احتياطيات نيجيريا من الغاز الطبيعي 5.85 تريليون متر مكعب. وهي تمتلك أكبر احتياطيات غاز طبيعي مؤكدة في إفريقيا، لكن استغلال هذه الثروة تأخّر مقارنة بمخزونها من النفط.
وتقدّر احتياطات فنزويلا المؤكدة من الغاز الطبيعي بـ 5.54 تريليون متر مكعب. لكن معدّل الإنتاج لا يتناسب مع حجم الاحتياطات خاصة منذ سنة 2019 عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف صناعة النفط والغاز.
وتعد الصين أكبر مستورد للطاقة في العالم وأحد أكبر مستهلكيها. وإلى جانب استيراد كميات هائلة من النفط والغاز، تمتلك الصين احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي لكن من الصعب عليها تحقيق ما يكفي من الإنتاح لتلبية الطلب المتزايد بسرعة.