kayhan.ir

رمز الخبر: 168602
تأريخ النشر : 2023May02 - 21:43

زيارة تتويج الانتصارات

 

الزيارة التاريخية  التي سيقوم بها اليوم (الاربعاء)  الرئيس ابراهيم رئيسي هي الاولى من نوعها بعد 13 عاما بدعوة رسمية من الرئيس الاسد في ظل المتغيرات والتطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال الاونة الاخيرة لصالح محور المقاومة، تحمُل الكثير من الابعاد والدلالات لبناء مستقبل مشرقه ومرحلة جديدة تتطلب المزيد من التنسيق والتشاور خاصة وان علاقات البلدين المتطورة ابعد من التحالف الاستراتيجي وهذا ما يتجسد من خلال تلاقي  ارادة قيادتي البلدين وتطابقهما حول القضايا المصيرية والمشتركة التي تتخطى حدود البلدين كالقضية الفلسطينية البوصلة الحقيقية لاعادة الحق  الفلسطيني كاملا وشاملا وهكذا رفض الاملاءات الخارجية والتدخلات الاجنبية وكذلك تطابق وجهات نظر البلدين للتشاور حول ايجاد  حلول لقضايا المنطقة من خلال اهلها وبعيدا عن اطماع الدول الكبرى وتدخلاتها السافرة التي تنتهي بضرر شعوب المنطقة ومصالحها.

فما شهدته العلاقات السورية الايرانية بعيد انتصار الثورة الاسلامية كان تحولا جذريا وقد بلغت اليوم حدا توصف بالاستراتيجية العميقة بسبب القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعهما خاصة الثبات على المبادئ والقناعات ووحدة المواقف والتنسيق المشترك والاستمرار  في نهج قويم وخط ثابت لا تزحزحه العواصف ولا الضغوط ولا المؤامرات وهذا ما دحض مقولة  ليست هناك صداقات دائمة. فايران وسوريا اثبتا انه من الممكن ان تكون صداقة دائمة مهما بلغت التحديات ما دامت النوايا صادقة ومصلحة الشعبين ومصلحة شعوب المنطقة وقاضاياها هي البوصلة وتندرج في سلم الاولويات.

ومن الامور المسلمة بها والتي زادت من تلاحم الشعبين الايراني والسوري وارتباطهما المصيري هو مسارعة ايران للوقوف  الى جانب سوريا بكل ما تملك عندما تعرضت للحرب الكونية التي كان راس الحربة فيها الارهابيون واصحاب السوابق الذين جمعوهم من اصقاع  الارض وما يسمى بالمجتمع الدولي كان في مقدمة الدول التي جيشت الارهابيين وارسلت عبر مطاراتها الى سوريا والعراق.

وكان الهدف من كل ذلك ابعاد سوريا عن دورها التاريخي واخراجها من محور المقاومة ورغم شراسة  الحرب التي استمرت لاكثر من 10 سنوات والاموال الطائلة التي صرفت والتآمر الدولي والاقليمي استطاعت سوريا في النهاية عبر شعبها وجيشها ودعم الحلفاء في محور المقاومة ان تنتصر على الحرب الكونية وتخرج مرفوعة الهامة.

الزيارة الرئاسية الايرانية لدمشق خاصة بعد المتغيرات الايجابية في المنطقة والتي تصب  لصالح شعوبها هو نصر آخر يسجله محور المقاومة في سلسلة انتصاراته على المحور الاميركي ـ الصهيوني التطبيعي المقيت ولايسعنا الا ان نؤكد ان زيارة الرئيس رئيسي الذي يعتبر الحدث الابرز بعد العشرية النارية الى دمشق لتمتين علاقات مستدامة واستراتيجية وتفعيل كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في جميع المجالات وبهدف ازدهار اقتصادهما لمصلحة الشعبين هو تتويج لانتصار سوريا على الارهاب الداعشي والانتصارات الاخرى التي شهدتها بعض الساحات العربية بدعم وتنسيق ايراني انتهى بهزيمة المشروع الصهيو ـ اميركي البغيض والى الابد.