ليس لذيول واشنطن سوى الصمت!!
تتطلع انظار العالم اليوم الى الوصول لاتفاق بين مباحثات طهران والدول الغربية حول الشأن النووي بحيث تعترف هذه الدول بايران نووية.
وقد جاء هذا الامر نتيجة للجهود المضنية التي بذلتها طهران ومنذ اكثر من عقد من الزمان لإقناع المجتمع الدولي بأحقيتها في هذا المجال، رغم كل العقبات والعراقيل التي وضعت في طريقها بحيث تمكنت بحكمة القيادة الايرانية من تجاوز هذه العقبات واحدة بعد الاخرى الى ان وصلت الامورالى نهايتها، لان الغربيين لم يكن لديهم شيء يمكن ان يستندوا عليه في عدم التوصل الى اتفاق.
ولكن الموضوع ليس هنا بل ان الموضوع يتعلق بذيول هؤلاء الغربيين ونعني بذلك بعض دول المنطقة كاسرائيل والسعودية وغيرها والذين كانوا يسعون وبكل ما لديهم من قدرة وتأثير من اجل ان لا يتم التوصل الى اتفاق وذلك لاسباب عدائية واضحة.
الا ان مسير الاوضاع وكما هو واضح ان تخوفاتهم هذه لم تلق اذنا صاغية لدى الغربيين بل تجاوزوهم ووضعوهم على الرف بسبب الصورة الشفافة والواضحة التي تعاملت بها طهران وتمكنت ان تسحب البساط من تحت اقدامهم.
والملاحظ اليوم ان السعودية على الخصوص قد فقدت الكثير من مواقع تاثيرها في المنطقة بسبب سياستها الهوجاء التي اعتمدت على دعم الارهاب والارهابيين الذي اعتقدت من خلاله انها تستطيع ان تفرض ارادتها على شعوب المنطقة، الا ان اندحار الارهاب وبصورة فاضحة قد افقد الرياض هذا السلاح، خاصة وان الانتقادات الكبيرة للسياسة السعودية ليس فقط على مستوى المنطقة بل العالم اخذ يثار في المحافل الدولية بحيث وصلت المطالبة من بعض المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية محاكمتها دوليا على تلطخ ايديها بدماء الشعوب التي طالها الارهاب المدعوم سعوديا وعلى هتكها لحرية حقوق الانسان بالنسبة لشعبها.لذا ولكونها تعيش اليوم في ظل هذا الضغط الدولي والداخلي، ولكي تحاول ان تجد لها متنفسا قد يخرجها من هذا المأزق، صدرت التصريحات الاخيرة بالامس وعلى لسان احد مسؤوليها محاولة منه لعرقلة التوصل الى الاتفاق بين طهران واوروبا حول الملف النووي وذلك بالقول من "ان وفيما اذا تم الاتفاق فانه سيفتح الباب امام سباق نووي في المنطقة". وكأنها تريد ان توحي ان المنطقة ستدخل في حرب نووية قادمة.
ولكن واجه هذا التصريح المزيد من الاستهجان لدى اغلب الاوساط السياسية والاعلامية لانه مغاير للحقيقة جملة وتفصيلا هذا من جانب، ومن جانب آخر ان اغلب دول المنطقة تخضع للسيد الاميركي وتتلقى أوامره في كل صغيرة وكبيرة منه بل في الواقع انها لا ترفع قدما او تضع اخرى الا بموافقة البيت الابيض، وقد كان لها متسع من الوقت ان تقيم منشآت نووية وبرعاية اميركية، بحيث التخوف والقلق السعودي لم يعد له مبررا، والجانب الاخر والمهم وهو انه وعندما يقرر السيد الاميركي شيئا فلا اعتقد انه يعير أهمية لما يقوله العبيد بل انهم سيرحبون بالامر قبل سيدهم لانهم لا يملكون ارادة الاعتراض بعد اليوم. لذلك ينبغي عليهم الصمت والسكوت.