kayhan.ir

رمز الخبر: 168375
تأريخ النشر : 2023April29 - 21:55

هل اخترق الإيرانيون غرفة نوم نتنياهو؟

 

فاطمة عواد الجبوري

لا يبدو بأن الإسرائيليون سيحتفلون هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لقيام كيان الاحتلال غير المشروع، وذلك لإن الكيان يعيش أسوء مراحله منذ التأسيس. ومن يدري فقد تكون النهاية قريبة أكثر مما نتصور.

يواجه الكيان الصيهوني أزمات متعددة الأوجه لم يشهد مثلها من قبل. فهو على المستوى الداخلي يعاني من أزمة تظاهرات مستمرة ضد التعديلات القضائية التي يصرّ نتنياهو على المضي قدما فيها، وعلى الرغم من التراجع الجزئي من قبل نتنياهو إلا أن المظاهرات لا زالت مستمرة وبزخم أقوى مما سبق.

هذه المظاهرات الداخلية تدفع العديد لتحليل احتمالية نشوب حرب داخلية تدفع لانهيار الكيان من الداخل، خصوصا بأن مثل هذه الحرب تخيّم فوق رؤوس النخب السياسية الإسرائيلية من أقصى يمينه إلى أقصى يساره. لا يستطيع أحد أن ينكر إمكانية التوصل إلى اتفاق بين هذه النخب إلا مثل هذه التوافقات هي تأجيل للأزمة الحقيقية وتأجيل الصراع المحتوم في الداخل الإسرائيلي.

كما تعيش إسرائيل أزمة على مستوى التحالفات الخارجية الدائمة خصوصا التحالف الروسي-الإسرائيلي الذي يمرّ بأسواء مراحله منذ الدعم السوفيتي لإسرائيل في خمسينيات القرن الماضي. ولقد تجلى هذا الخلاف في انسحاب مندوب الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، من جلسة مجلس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع في فلسطين المحتلة، غاضباً، بعد رفض تأجيل الجلسة.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ أردان طلب منذ أيام تأجيل موعد الجلسة بسبب تزامنها مع ذكرى “القتلى الإسرائيليين”، إلا أنّ روسيا بصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي عن الدورة الحالية رفضت ذلك.

كما تعاني إسرائيل من أزمة وجودية حقيقية بانكشافها أمنياً على أعدائها الذين يتربصون بها بشكل يومي. فبعد حفلات الصواريخ من جنوب لبنان ظهر الكيان ضعيفاً للغاية وفاقداً لقدرة الردع التي اعتاد الترويج لها لسنوات وسنوات. يقف هذا الكيان بين فكي الكماشة في الداخل الفلسطيني وقطاع غزة ومحور المقاومة في لبنان وسوريا الذين ينتظرون ساعة الصفر لخوض معركة تختلف من حيث الشدة والوسعة والامتداد عن جميع الحروب التقليدية مع إسرائيل.

ومن جهة أخرى فلم تفقد إسرائيل قدرتها على حماية أمنها الداخلي فحسب بل هي تفقد أمنها السيبراني في فضيحة غير مسبوقة باختراق مواقع الكترونية للموساد الإسرائيلي واختراق حساب نتنياهو على فيس بوك ونشر آيات قرأنية عليه كما نشر القراصنة بعض النصوص باللغة الفارسية مما يوحي بأن إيران قد تقف خلف هذه الهجمات. أعلنت وسائل الإعلام العبرية أن مجموعة “أنونيموس سودان” هاجمت موقع وكالة الموساد في إسرائيل. بحيث أعلنت صحيفة “معاريف” العبرية أن موقعي “الموساد” و “شركة التأمين الصهيونية” استُهدفا بهجوم سيبراني. ولم يتم الإعلان عن أبعاد هذا الهجوم بعد ، لكن هذا الهجوم السيبراني يمكن أن يؤدي إلى استخراج جزء كبير من المعلومات الأمنية والسياسية للنظام الصهيوني.

وهذا هو الهجوم الإلكتروني العاشر على البنية التحتية للنظام الصهيوني في أقل من أسبوع. قبل أيام، أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الناطقة بالعبرية أن مجموعة الهاكرز المعروفة باسم “أنونيموس سودان” استهدفت الموقع الإلكتروني لشركة الكهرباء الصهيونية وجعلته غير متاح. كما أفادت وسائل الإعلام هذه عن هجوم القراصنة على موقع مطار بن غوريون وأن الجهود جارية لاستعادة الوضع.

من جانبها اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية أن الهجمات الإلكترونية قد ازدادت خلال شهر أبريل الجاري. واستهدفت عدة هجمات إلكترونية خلال الأشهر الماضية النظام المصرفي والنظام الصحي ومطار بن غوريون والعديد من المراكز الأخرى في الأراضي المحتلة.

كما كشفت وسائل إعلام النظام الصهيوني الأسبوع الماضي أن عدة مواقع تابعة لهذا النظام تعرضت لأكثر من 60 هجوماً إلكترونياً خلال يومين وبشكل متزامن مع يوم القدس العالمي.

في السنوات الأخيرة ، واجه النظام الصهيوني هجمات إلكترونية حادة من مجموعات المقاومة. دخلت الحرب الإلكترونية حيزًا خاصًا حتى في المعركة بين حماس والنظام الصهيوني. في أيار 2019 بحيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصفه لمبنى سكني كان يتواجد فيه عدد من الهكرز الذين كانوا يخططون للهجوم على مواقع الكترونية في إسرائيل.

وتزامناً مع ذكرى النكبة، اخترق قراصنة مجهولون حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيسبوك ونشروا آيات من القرآن الكريم على حسابه. ويبدو بأن هناك هجمات سيبرانية واسعة لم تعترف بها إسرائيل نتج عنها الحصول على آلاف الوثائق السرية الهامة التي ستهدد أمن إسرائيل القومي.

بات من الواضح وبشكل جلي ولا لبس فيه بأن إسرائيل تعيش أسواء مراحلها التاريخية وإذا ما أخذنا بمعيار ابن خلدون لظهور وسقوط الأمم فإن إسرائيل تقف على حافة السقوط. هذا السقوط الذي لن يطول انتظاره.