الانتخابات التركية واستحالة التكهن
مع انطلاقة الشرارة الاولى للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي بدأتها الجالية التركية منذ الخميس الماضي في الخارج والتي تقدر باكثر من ثلاثة ملايين ناخب، باتت الانظار تتوجه صوب انقرة وهي تحبس انفاسها لترى ماذا سيخرج في الرابع عشر من ايار/مايو 2023 من صناديق الاقتراع خاصة وان المنافسة اليوم بين الحكم والمعارضة على اشدها وقد تخطت المحذورات وهي بالتالي ستكون انتخابات مصيرية تحدد وجهة تركيا المستقبلية ودورها وشكل الحكم القادم فيها خاصة وان المعارضة تصر على اعادة النظام البرلماني الى البلاد.
واذا ما عملنا مقارنة بين هذه الانتخابات والانتخابات الرئاسية السابقة فاننا سنلحظ فارقا مهما وهو احتدام المنافسة بين طرفين كل يدعى هيمنته على الساحة السياسية وفوزه في هذه الانتخابات لكن يبقى الناخب التركي هو من يرجح كفة احد الطرفين وهو صاحب الكلمة الاخيرة. واليوم فان الحكم والمعارضة باتت تستخدم كل وسائل الاتهامات والادوات للطعن بالجانب الاخر وتشويه سمعته لدى الناخب التركي. فالحكم يتهم المعارضة بارتباطها بالخارج وتلقيها الدعم المالي والخبرة الانتخابية اما المعارضة فتركز على فساد حزب العدالة والتنمية وفرار اغلبية رجالها باموالهم مال فوزها بالانتخابات. وهي تشهر بهفوات اردوغان واخطائه والتضخم المتزايد الذي يعاني منه الناخب التركي وتجعله في مقدمة دعاياتها على انها قضية بالغة الاهمية.
غير ان حزب العدالة والتنمية هو الاخر يركز على هذه الضفة بانه ماض في دعم النمو الاقتصادي ومشاريع البنى التحتية وخفض البطالة وتوفير الوظائف
ودعم القطاع الزراعي والشباب الجامعي والمتقاعدين.
وبات الطرفان الحكم والمعارضة يستخدمان كل الاوراق الاثنية والمذهبية والسياسية والاجتماعية لحد كسر العظم للوقيعة بالاخر لكسب المزيد من الاصوات لصالحه.
واليوم وبناء على اغلب استطلاعات الرأي التي تعطي حظوظا متساوية لكل منهما لكنها تتحدث في نفس الوقت عن تقدم لتكتل تحالف المعارضة السداسي يضاف اليه دعم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي يدعم كيليجدار اوغلو زعيم حزب الشعب التركي. لكن ما هو لافتا في هذه المعركة الانتخابية التركية هو استدارة احزاب المعارضة وميلها الى الشعارات الاسلامية حيث ظهرت الكعبة بدل صورة اتاتورك خلفه زعيم حزب الشعب التركي في احد برامجه الانتخابية وهكذا استخدام صورة احد المحجبات في لائحتها الانتخابية.
لذلك بان من الصعب جدا التكهن بنتائج الانتخابات التركية الرئاسية لشدة المنافسة وحظوظ الطرفين المتساوية غير ان هناك وآراء اخرى تنظر الى الانتخابات من زاوية الشارع التركي وتقيمه للمعارضة والحكم في آن واحد واداء كل فيها حيث يتوقع فوز الرئيس اردوغان بالرئاسة وفوزا لمعارضة بالبرلمان لكن كل ذلك يبقى في اطار التكهنات غير ان الناخب التركي هو من سيحسم الجدل نهائيا.