kayhan.ir

رمز الخبر: 168307
تأريخ النشر : 2023April28 - 21:32

أمين "الوفاق": فلسطين مذهُبنا العربي

 

لطيفة الحسيني

على عهده مع القضايا العادلة يمضي الأمين العام لجمعية "الوفاق" البحرينية الشيخ علي سلمان. لا سنواتُ السجن تُغَيّر مبادئه، ولا تغليظ الأحكام واستفحال التعسّف يقضي على مُعتقداته الوطنية والعربية والقومية. الثباتُ هوَ هوَ، الإرادة هيَ هيَ، العزيمةُ حاضرة والشجاعة لم تخفِت لحظةً.

فلسطينُ معيار الإنسانية في العالم. على هذا الأساس، يبني أمين "الوفاق" مقارباته لقضايا الأمة الإسلامية. وكأنّ اعتقالًا لم يكن. في زنزانته في سجن جو المركزي، يتابع ويُحيط بكلّ تفاصيل المظلومية.

في أحدث ما نُقل عنه، تتربّع قضية الأمة المركزية على عرش أولويات "الأمين" القومية. كُتيّبٌ يحوي أساسيات التعاطي مع فلسطين وما تتعرض له منذ اليوم الأول لاحتلالها. الجديد في الجُهد المبذول من قبل جمعية "الوفاق" لحفظ مبادئ الشيخ سلمان تجاه القدس، ما تُسجّله عن سماحته من داخل السجن في محاولة لسدّ التغييب الذي طرأ بفعل الأزمة السياسية المتفجّرة في المنامة منذ عام 2011 وظروف الاحتجاز التعسّفي الذي يعيشه.

قضيةٌ إنسانيةٌ عادلة، هكذا يصف الشيخ سلمان فلسطين. يقول "كلما تصرّمت السنوات، تمادى العدوان، وشمل جميع مناحي حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، فسُلِبَت أراضي الفلسطينيين وسُلِب حق شعب فلسطين في إقامة دولته وفقًا للحق التاريخي الطبيعي لأي شعب". ينتقد التطبيع المجاني مع الصهاينة، ويُشدّد على أن "لا فائدة للشعب الفلسطيني من تطبيع مجاني مُترافق مع عدوانيّة إسرائيليّة يوميّة ممنهجة تحصد يوميًّا أرواح الفلسطينيين وتعتدي على أراضيهم وأرزاقهم بالقصف والاستيطان".

يُشرّح الأمين العام لـ"الوفاق" خذلان المجتمع الدولي لمظلومية الفلسطينيين، فيلفت الى أنه "لم يعد مقبولًا بعد مضيّ أكثر من 70 عامًا من الدول الكبرى والمجتمع الدولي مجرّد الحديث السياسي والإعلامي عن "حلّ الدولتين"، في الوقت الذي تبني فيه "إسرائيل" المزيد من المستوطنات على ما تبقّى من أراض ٍ في الضفة الغربية التي من المفترض أن تكون أرض الدولة الفلسطينية في هذا الحلّ المزعوم".

في جديد حديثه عن فلسطين، يلحظ سماحته الصمود الأسطوري في القدس، ويُشير الى أن "الشعب الفلسطيني يُثبت على الرغم من شدّة المحنة وقساوة الظروف أنّه شعبٌ مُناضلٌ يُضاهي بصموده أكبر الشعوب المناضلة كالشعب الهندي والجزائري والفيتنامي والجنوب أفريقي التي هزمت أقوى الإمبراطوريات المستعمرة والمحتلة ونالت استقلالها".

باعتقاده، النهاية المنطقية لهذا النضال البطولي والرباط على الحق هو النصر لا محالة، بالرغم من طول زمن التضحيات وضخامتها، فهذه  سُنّة الله في الأرض و"لن تجدوا لسُنّة الله تبديلًا".

يوصي الشيخ سلمان من يقرأه ويسمعه ويتابعه بأن "يكون لنا كشعوبٍ وأفراد منهج ثابت في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتأييده لنيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته على كامل التراب

الفلسطيني، وهو منهجٌ ينطلق من عدالة هذه القضية الإنسانية وينبع من العقل الحاضر دائمًا، وأن لا يقتصر الدعم على التعاطف مع الشعب الفلسطيني فقط عندما تتحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية حاصدةً الأرواح والمباني والبنى التحتية في غزة والضفة والذي لا يلبث أن ينخفض مع انخفاض أصوات المدافع وهدير الطائرات".

وفي كلامه المنقول، يدعو الشيخ سلمان "الإخوة" المُناضلين في الساحة الفلسطينية إلى التوافق على برنامج عمل وطني يقوم على الحد الأدنى من المشتركات للنضال من أجل النقطة المركزية وهي التحرر من الاحتلال والتقليل ما أمكن من مساحة التباين.

سنواتُ الاعتقال لم تحمل اذًا الشيخ سلمان على تغيير قناعاته العربية والإسلامية، ولا سيّما بعد اتساع رقعة التحديات على إثر تطبيع آل خليفة مع المُحتلّين. لذلك يرى أن "من واجبنا رفض التطبيع"، ويُطلق نداءً الى "شرفاء الأرض وأخيار العالم، أفرادًا وجماعات وحكومات، ليعملوا معًا يدًا بيد ضد الاحتلال ومن أجل الحق الفلسطيني والقبول بخيار قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وليكن ذلك الآن وليس غدًا".

في كُتيّب "الوفاق" عشرات الصفحات التي تُؤرشف خطابات الشيخ سلمان عن فلسطين ونكبتها المفتوحة ومعاناة شعبها وصولًا الى أوجه الشبه بين فلسطين والبحرين، يخلص فيها الى أن ليس لدى الفلسطينيين سوى المقاومة المسلّحة وليس لدى البحرينيين سوى المقاومة السلمية.

 لا قُضبان تحدّ من حرية أمين "الوفاق". من زنزانةٍ صغيرة الى عالم أكبر، ينظر الشيخ سلمان باعتدال وإنسانية وحكمة ورصانة. يقوى على ظروف القهر والاضطهاد كي لا يحيد عن كلّ قضية مُحِقّة، وفلسطين في قِمّة المُناصرة والنجدة والدعم حتى الغلَبة. عيناه إليها ترحلان في كلّ المحطات الى أن يحلّ يوم التحرير والنصر.