الرهانات الاميركية هو تعطيل المسار الديمقراطي
امير حسين
لليوم الرابع على التوالي لازالت المعارك تدور في مجمل الارض السودانية وخاصة العاصمة بين قوات الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي في صراع مفتوح بهدف الاستيلاء على السلطة متناسين زواجهما المصلحي وصداقتهما وذهبا في الالفاف لبعضهما البعض لدرجة تقشعر منه الابدان وهذا هو بداية الطريق ولم يعرف بعد ما ستؤول اليه الامور لكن المؤكد ان المهزوم هو من سيصرخ اولا لكن ليس هناك منتصر فالجميع خاسر وفي المقدمة الشعب السوداني هو الخاسر الاكبر لانه كان ينتظر بفارغ الصبر عودة العسكريين الى ثكناتهم وتمهيد الارضية لتسليم الامور ولمتولي الحكم المدني من خلال احياء المسار الديمقراطي لكن ليس لم يحدث اي من ذلك بل سرعان ما تفاجئ الشعب باصوات الدبابات والمدافع والطائرات خلاف ما كان يحدث من قبل في السودان من انقلابات على الحكومات المدنية من قبل العسكر لكن هذه المرة كان الصراع داخل العسكر نفسه وهذا ما آلت اليه الامور اليوم فالله اعلم لما سيحدث لاحقا.
وان يعتقد الكثير من المراقبين ان الصراع داخلي ـ داخلي لكن لا يمكن ابعاد اصابع الخارج. فالسودان بما يحتله من موقع استراتيجي وثروات طبيعية عظيمة بصفته ثالث دولة في العالم في احتياطي اليورانيوم وكذلك ثالث دولة في انتاج الذهب ناهيك ثرواته والزراعية والحيوانية الهائلة.
فالاطماع الدولية والاقليمية والصراع على النفوذ في هذا البلد غير خاف على احد والايام القادمة ستكشف لنا مدى تدخلات هذه الجهات في الصراع الاخير. وما كان مضحكا ان جميع هذه الاطراف سواء الدولية او الاقليمية طالبت بالتهدئة لاحتكام الى العقل.
واجراء الحوار واللافت ان بلينكن وزير الخارجية الاميركي هو اول من طالب بذلك وبعد ساعة واحدة من اندلاع المعارك في الخرطوم ونراه اليوم هو نفسه من يعرض الهدنة ويطالب الطرفين العمل بها، هذا في وقت دعا حميدتي قائد قوات "الدعم السريع" المجتمع الدولي للتدخل لوقف اطلاق النار وهذا ما فسره المحللون على انه مؤشر على تراجعه وصعفه خاصة وانه اختفى خلال الـ 48 ساعة الاخيرة ولم يسمع له صوت. واي كان الوضع في السودان فلازال يلفه الكثير من الغموض وما ينشر من اخبار عن الاوضاع وسير المعارك في هذا البلد يحمل الكثير من التناقضات. لكن المسلم به ان الطرفين المتصارعين قريبان من الادارة الاميركية ومن مدوي التطبيع نحو العدو الصهيوني لكن ما يهم ادارة البيت الابيض هو الاستثمار في السودان من خلال ابقاء التوتر وعدم الاستقرار فيه لان وجود اي بلد في العالم يتمتع بالعمل الديمقراطي ويكون فيه الشعب هو صاحب القرار والسيادة والاستقلال هو سم قاتل للولايات المتحدة الاميركية لذلك من مصلحتها ان تبقي الوضع على حاله في السودان.