kayhan.ir

رمز الخبر: 167665
تأريخ النشر : 2023April14 - 23:05

ثلاثية الخميني النضالية ويوم القدس العالمي

 

محمد صادق الحسيني

لم يكن طوباوياً يوماً ولا عدمياً وهو يتقدّم الخطى بثبات وتؤدّة ويقين باتجاه تحقيق النصر على سلطة القمع الشاهنشاهية الرجعية منذ العام 1963 حتى تحقق نصره المظفر في العام 1979.

بل كان عملياً وعلمياً وبتدبير منقطع النظير وهو يقود عملية التغيير الكبرى ليس فقط في بلاده بل وعلى مستوى الأمة، في زمن كان فيه الفكر الغالب في التحليل والعمل والنضال هو “الفكر الاشتراكي العلمي”، والذي عُرف وانتشر وشاع آنذاك بالماركسية اللينينية، وحجر الرحى فيه مقولة انجلز الشهيرة “الواقع كما هو”، فإذا بالإمام المنتفض والقائم بالثورة والاحتجاج، أيّ الإمام الخميني العظيم، ينفرد من بين علماء الساحة الإسلامية بأسلوب متميّز وفريد من نوعه في النضال، معتمداً الأسلوب الواقعي الملموس، طريقاً لإسقاط أعتى العتاة في الإقليم، أيّ شاه إيران، وهو يومها اللاعب الإقليمي الأهمّ والأخطر باعتباره كلب الحراسة الأميركي، وشرطي المنطقة، عند الامبريالية الأميركية متخذاً من حديث شريف للنبي العربي محمد بن عبد الله: “اللهم أرني الأشياء كما هي، ثم أرني الحق حقاً وارزقني اتّباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه”.

وهكذا انطلقت منظومة نضاله الإيرانية لتنتهي بسقوط الطاغية وصعود قوى التحرر التقدّمية الإيرانية بقيادته،

وما ان استوت الأمور إليه داخلياً، حتى طرح مشروع تحرير العالم بنفس الأسلوب والطريقة، فكان مشروعه الفريد والمتميّز متلخصاً بالآتي: رأس الشر لا يكفي ان نصفه بالامبريالية فقط، بل يجب وصفه كما هو أيّ الشيطان الأكبر، ورأس الحربة في مشروعه الإقليمي، لا يكفي ان نسمّيه بالقاعدة المتقدّمة للامبريالية الأميركية، بل علينا ان نصفها كما هي أيّ الغدة السرطانية.

وحتى تنجح خطة اقتلاع الغدة السرطانية وهزيمة الشيطان الأكبر، فلا يكفي أن يقاتل المسلمون او الإسلاميون لوحدهم، بل لابد من حشد كلّ الطاقات أي حشد المستضعفين في كل مكانّ.

وهكذا تكون الأمور قد استوت باتجاه تغيير كلّ معادلة الظلم العالمي انطلاقاً من اقتلاع أمّ المنكر أيّ “إسرائيل”، واستعادة أمّ المعروف حقها، أيّ استرجاع فلسطين حقها المغتصب.

في هذه الأثناء سيتسنّى للمستضعفين في العالم حشد الطاقات للقضاء على الشيطان الأكبر .

وهكذا كانت قوة القدس،

وكان قاسم سليماني،

وهكذا نشأ محور المقاومة، برعاية الإمام الخامنئي وقيادة السيد نصر الله،

وهكذا تبلورت الآن هيئة أركان جيش تحرير فلسطين المتشكلة من ستة جيوش، إيران سورية لبنان العراق اليمن فلسطين…

في هذه الأثناء، ها هو العالم يتساوق عملياً مع مشروع تحرير فلسطين، لتتشكل قوة عالمية مركزها تحالف الصين وروسيا ومعهما إيران، ضدّ الفاشية والنازية وامبراطورية الغرب الأميركية…

انها استراتيجية قيام كلّ الخير ضدّ كلّ الشرّ، وهكذا ينتقل مركز ثقل العالم عملياً من الغرب الى الشرق، وهكذا تمضي الأحداث، فينهار عالمهم الظالم رويداً رويداً، فيما ينهض عالم الخير ويتقدّم رويداً رويداً…

انها الثلاثية الذهبية،

تحالف المستضعفين ضدّ الغدة السرطانية والشيطان الأكبر.

عالم ينهار عالم ينهض،

بعدنا طيّبين قولوا الله…