kayhan.ir

رمز الخبر: 167606
تأريخ النشر : 2023April10 - 22:01
بذكرى استشهاده ..

المبادئ والقيم في شخصية الإمام علي "ع"

 

 

بقلم: عمار كاظم

لقد مثلت حياة أمير المؤمنين الإمام عليّ (ع) أسمى معاني التضحية والفداء والشجاعة والبطولة والصبر والإيثار والحقّ، التي تجسدت في شخصيته الفذة التي قل نظيرها.

أن “علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، الهاشمي القرشي” كان والده أبو طالب من أبرز الشخصيات القرشية والمعروف بسخائه وعدله ومنزلته السامية عند القبائل العربية.

وهو عمّ النبي (ص) وألطف أعمامه به، ولما أظهرت قريش عداوته حدب عليه ونصره ومنعه. أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. أخوته: من الذكور طالب، عقيل، جعفر، ومن الإناث هند المعروفة بأم هاني، جمانة، ريطة المكنات بأم طالب وأسماء.

كنيته (ع): أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب، وأبو الأئمة. إضافة إلى شرف مصاهرة النبي الأكرم (ص) على ابنته فاطمة (س) وأنّه والد الحسنين (ع) سبطي رسول الله والفادي له عندما تآمرت عليه قريش ليلة الهجرة حين مبيته في فراشه للتمويه عليهم وإفشال خطّتهم، الأمر الذي وفّر للنبي الأكرم (ص) هجرة ميسرة ميمونة بعيداً عن أعين الأعداء.

ففي ذكرى استشهاد بطل الإسلام وحامل سيف ذو الفقار الإمام علي بن أبي طالب (ع) والذي استشهد وهو ساجداً في محراب الصلاة في مسجد الكوفة لتكون بذلك نهاية حياته الدنيوية في أطهر بقعة مباركة وأفضل وضع يكون عليه الإنسان ألا وهو وضع السجود وفي أفضل وأكرم شهر عند الله سبحانه وتعالى وهو شهر رمضان المبارك وفي بداية العشر الأواخر من شهر رمضان التي تتضاعف بها طاعات الإنسان وعباداته لأنّ فيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، وانتقل إلى حياة الآخرة والنعيم الموعود الذي وعده بها رسولنا الأعظم محمد بن عبدالله (ص) لتكون بذلك أروع خاتمة لأشرف حياة قضاها أمير المؤمنين في البر والتقوى والعبادة والجهاد في سبيل الله ومبادئ الإسلام الحنيف وإعلاء شأن الرسالة المحمدية هادية الإنسانية في كلّ زمان ومكان.

لقد مثلت حياة أمير المؤمنين الإمام عليّ (ع) أسمى معاني التضحية والفداء والشجاعة والبطولة والصبر والإيثار والحقّ، التي تجسدت في شخصيته الفذة التي قل نظيرها.

لقد اُختزل الإسلام برمته في شخصية عليّ بن أبي طالب (ع)، فمن أراد أن يعرف الإسـلام الحقيقي كما هو دون زيف وتحريف فلينظر إلى شخصية وسيرة أمير المؤمنين (ع).

ويكفي فخراً بأنّه وليد الكعبة الوحيد على مر التاريخ، حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن يكرّم الإمام عليّ (ع) بصورة لايكرّم بها أي شخصية أخرى من البشر عدا الأنبياء (عليهم السلام) وبذلك جعله وليد الكعبة المشرفة والتي تشرف بها وافتخرت به، وأن يأتي النداء من الله العلي القدير على لســان جبريل لافتى إلّا عليّ لاسيف إلّا ذو الفقار.

فالامام علي(ع) هو سيف الإسلام والمدافع عنه والفدائي الأول فيه، لم يتردد يوماً عن قول الحقّ والدفاع عنه مهما كان، ولم تهتز مبادؤه التي آمن بها ونشأ وتربى عليها في حضن الرسول الأعظم محمد بن عبدالله (ص) مهما تكالبت عليه الأعداء وحاصرته عاديات الزمن وخذله المقربون منه قبل الأعداء.

لقد كان الامام عليّ(ع) ومازال وسيبقى نوراً ساطعاً يضيء الدرب لكلّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فلقد كان الإمام عليّ (ع) جبلاً شامخاً تتحطم عنده كلّ المحاولات الرامية إلى إضعاف الإسلام المحمدي الحقيقي والنيل منه والالتفاف على مبادئه السامية التي جاءت لنصرة الضعفاء والمظلومين والترفع بالإنسانية لتعيش في حياة طاهرة نقية يتساوى فيها الغني مع الفقير والقوي مع الضعيف ليكون العالم أشبه بالمدينة الفاضلة التي يترفع ساكنيها عن الملذات الدنيوية قصيرة الأمد والزائلة حتماً في يوم ما لتصبو أنظارهم إلى حلم جميل وأبدي لاينتهي ألا وهو جنان الخلد والنعيم التي وعد بها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين حقاً والذي يمثل الإمام عليّ (ع) قائدهم إلى تلك الجنان والنعيم.

إنّنا عندما نستذكر شخصية الإمام عليّ (ع ) علينا أن نضـع نصب أعيننا المبادئ والقيم التي استشهد من أجلها أمير المؤمنين، ولتكن مناسبة متجددة للوقوف على واقع الدين الإسلامي.