kayhan.ir

رمز الخبر: 167519
تأريخ النشر : 2023April09 - 21:54

تراجع العدو علامة فارقة في تآكله

 

امير حسين

هدف الصهاينة من الاعتداء على قداسة المسجد الاقصى وحرمة المصلين في شهر رمضان المبارك هو تصدير الازمة الداخلية المستفحلة منذ اكثر من عشرة اسابيع والتي بدات تتفاعل من جديد للضغط على نتنياهو لترك السلطة لان الاوضاع داخل الكيان الصهيوني باتت مربكة للغاية وان خطر انهياره والانقسام العمودي الذي بات يفتك بالمجتمع الصهيوني بات الجميع  يتحسس بخطورة خاصة اميركا والدول الغربية الحامية لهذاا لكيان الذي بات اليوم يشكل عبئا عليها وهذا ما اشار اليه اكثر من كاتب اميركي في الاونة الاخيرة لذلك حاول نتنياهو الهروب امام للتخلص من هذه المحنة عبر افتعال المواجهات مع غزة والجنوب اللبناني ليوجه الانظار الى الخارج، الا ان وحدة ساحات محور المقاومة اثبتت من جديد معادلة  الردع  وبالتالي استسلمت دويلة العدو المؤقتة بموازين الرد لذلك  سرعان ما استسلمت لهذا الواقع وتراجعت على اعتداءاتها.

فبعد ساعات من قصف المستوطنات  على الحدود مع لبنان وكذلك في غلاف غزة بعشرات الصواريخ احس الكيان بخطورة  الموقف لذلك دعى الكابينت الى اجتماع وزاري استمر لعدة مساحات وسط خلاف بين المسؤولين  السياسيين والامنيين  اضطروا بالنهاية توجيه ضربات صاروخية تستهدف بعض المناطق الخالية في غزة والجنوب اللبناني لتلافي التصعيد.

وقد علق مسؤولون صهاينة بان "اسرائيل" لا تريد تصعيد الموقف فيما صرح نتنياهو نفسه بانهم ضربونا ونحن ضربناهم وهذا ما ابلغوه للوسطاء وقد علق المجرم ليبرمان وزير الامن الصهيوني السابق على الموضوع "بان الرد لاسرائيلي كان اشبه بالنكتة".

وسائل الاعلام الصهيونية وجهت في البداية اصابع الاتهام الى حزب الله لكنها سرعان ما تراجعت لتلقي اللوم على "حماس" وهو تراجع مفضوح خشية من الاصطدام بحزب الله في وقت يعلم الجميع ان الاعلام الاسرائيلي مجند ومسخر من العسكريين والامنيين وهذا يدلل على ان الصهاينة ارادوا الابتعاد عن المواجهة مع حزب الله الذين اعلنوا فجاة بانه ليس طرفنا في هذه الجولة.

التراجع الفاضح والمفاجئ للكيان الصهيوني امام حزب الله واعلانه بانت عملية غزة اصبحت وراء ظهورنا كان تلويحا بان الجولة انتهت وليخرج المستوطنين من ملاجئهم وهذا يكشف مدى تخوف العدو وهلعه من تكرار هزيمة "سيف القدس" التي لو حصلت لسرعت بانهيار الكيان الصهيوني وزواله. وهذه الجولة الصادمة ربما كانت اقصر الجولات التي خاضها العدو الصهيوني مع فصائل محور المقاومة بوحدة ساحاته المترابطة ورفع الرآية البيضاء مبكراً.