kayhan.ir

رمز الخبر: 167396
تأريخ النشر : 2023April07 - 21:39

الاتفاق الخطوة الاولى على المسار الصحيح

 

بعد عدة اسابيع فقط من اول لقاء ايراني سعودي رفيع على هذا المستوى في بكين جمع بين امين عام مجلس الامن القومي شمخاني ونظيره السعودي، تم لقاء آخر على مستوى وزيرا خارجية البلدين حسين اميرعبداللهيان وفيصل بن فرحان في العاصمة الصينية بهدف التسريع في عملية المصالحة ودفع العلاقات الثنائية لتكتسح كافة المجالات بعد قطيعة دامت لاكثر من سبع سنوات بين البلدين  وهذا يدلل على ان الطرفين عازمان لاكمال حلقة المصالحة لتشمل مختلف الاصعدة وهذا ما ترجم في اللقاء  الثاني في بكين. فالاجتماع الاول عقد بين الطرفين كان لقاء وزيرا خارجية البلدين  على انفراد وخلف الابواب الموصدة ثم اعقبه لقاء آخر ضم وفدي البلدين اللذين خرجا باتفاق حول تسهيل منح التاشيرات واستئناف الرحلات الجوية  وفتح سفارتي البلدين والقنصليات في جدة ومشهد  وهكذا التعاون الثنائي لتحقيق المنفعة المشتركة للشعبين الايراني والسعودي. واضافة الى ذلك فقد شارك في هذه الاجتماعات وفدان من القطاع الخاص للبلدين للتباحث حول سبل دفع  العلاقات التجارية والاقتصادية الى الامام بين البلدين. وقد صرح وزير التجارة السعودي في هذا المجال باننا نرحب بالاستثمارات الايرانية في السعودية وكذلك السعودية في ايران.

الاتفاق التي رعته الصين بين ايران والسعودية شكل ضربة لاميركا وحسر نفوذها في المنطقة وهذا ما سينعكس ايجابيا على دول المنطقة لتحقق الامن والاستقرار  بيدها بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تشكل عبثا عليها وهي بالتالي ليس لن تخدم مصالحها فقط بل تزيد التوتر وعدم الاستقرار  فيها وهذا ما اشارت اليه بكين بان هدفها من المصالحة بين البلدين هو دعم دول المنطقة للتخلص من التدخلات الخارجية وتمسكها بالاستقلال الاستراتيجي  وهذا ما كانت تدعو اليه طهران منذ انتصار الثورة الاسلامية.

الصين التي تعتبر اول شريك تجاري للطرفين السعودي والايراني تؤكد اليوم بان اهل المنطقة ماضيين بعد هذا الاتفاق قدما لاستلام زمام امورهم بايديهم.

عوائد الاتفاق الايراني الايراني السعودي لم تتوقف عند حدود البلدين بل ستتعدى لتشمل دول المنطقة  خاصة ملفات اليمن ولبنان وسوريا والعراق وهذا ما تجلى في انفراجات الملف اليمني وما حدث من تطورات في الساعات الاخيرة لملف الهدنة وفتح الموانئ والمطارات ودفع رواتب الموظفين.

ولا شك ان هذا الاتفاق الذي  يخدم مصالح دول المنطقة وشعوبها اثلج صدور الاصدقاء لكنه في نفس الوقت اغضب الاعداء وفي المقدمة اميركا التي ابعدت من هذا الملف وانحسر دورها في المنطقة والثانية الكيان الصهيوني الذي خيبت آماله في الاستثمار في عملية التطبيع التي وجهت صفعة للكيان كالكيان الصهيوني الذي يتآكل اليوم وهو في طريقه الى الاندثار.

فالاتفاق بين السعودية وايران هي الخطوة الاولى على المسار الصحيح لتعزيز الاستقرار والازدهار  في المنطقة اذا ما سلمت من مكائد الاعداء لذلك يتطلب من جميع الاطراف  مراقبة تحركات الاعداء وافشال مشاريعهم وهذا ما نتمناه من صميم القلب.