kayhan.ir

رمز الخبر: 167297
تأريخ النشر : 2023April05 - 21:23

الأقصى: فتيل الحرب المؤقّت

 

 شوقي عواضة

في أكبر عمليّة اقتحامٍ للمسجد الأقصى دعت إليها قيادات قطعان المستوطنين خلال عيد الفصح العبريّ ودعم ومشاركة من خمسة عشر حاخاماً بعثوا برسالة إلى رئيس حكومة الكيان الصّهيوني المؤقّت بنيامين نتنياهو (ووزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير مطالبين فيها بالسّماح لقطعان المستوطين بذبح قرابين عيد الفصح داخل المسجد الأقصى وسط استعدادات ما يسمّى بجماعات (الهيكل المزعوم) اليهوديّة وقيام منظمة «عائدون لجبل الهيكل» الصّهيونيّة بنشر إجراءات ذبح القرابين في المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهوديّ الذي يبدأ اليوم الأربعاء حيث سيقوم قطعان المستوطنين بعمليّات تحشيد واقتحام جماعيّة للأقصى بحماية جنود وشرطة الاحتلال الاسرائيليّ.

في المقابل يستعدّ المرابطون الفلسطينيون داخل الأقصى للتصدّي لعمليّات الاقتحام الصّهيونية وإحباط عمليّة (ذبح القرابين) ومنع قطعان المستوطنين من تدنيس الأقصى في ظلّ التّحذيرات التي صدرت عن فصائل وقوى المقاومة الفلسطينيّة من إقدام العدوّ وقطعان المستوطنين على اقتحام الأقصى وانتهاك حرمته معتبرة أنّ إقدام العدوّ على هذه الخطوة يُعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء وقد يؤدّي إلى مواجهة سيدفع العدوّ ثمنها باهظاً في ظلّ إرسال الفصائل الفلسطينيّة رسائل تحذيريّة لكلّ المعنيين من الوسطاء والأطراف بأنّ إقدام قطعان المستوطنين على ذبح القرابين واقتحام الأقصى يعني محاولة العدوّ فرض وقائع جديدة ستؤدّي إلى معركة (سيف القدس الثانية) في ظلّ إعلان حركة الجهاد الإسلامي رفع درجة التأهّب والاستنفار ممّا يوحي باستعداد المقاومة للردّ عسكريّاً بالتّزامن مع تحذير حركة المقاومة الإسلاميّة حماس في بيان لها أمس من إقدام قطعان المستوطنين على ذبح القرابين وتدنيس المسجد محملة الاحتلال كامل المسؤوليّة عمّا سيجري في حال تمّ اقتحام الأقصى. ودعت حماس أبناء الشّعب الفلسطينيّ للاستنفار ورفع مستوى الجهوزيّة والحضور والاعتكاف والمرابطة في المسجد الأقصى مؤكّدة في بيانها أنّ الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما سيقدم عليه العدوّ وقطعان مستوطنيه من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى ولأيّة عمليّة يحاول العدوّ من خلالها فرض واقع جديد مهما بلغت التضحيات.

تحذيرات أكّدها رئيس المكتب السّياسي لحركة حماس الدّكتور إسماعيل هنية مشيراً إلى أنّ كلّ محاولات تصفية القضية الفلسطينيّة فشلت أمام تضحيات وصمود الشّعب الفلسطيني في الداخل والشتات وأنّ أيّة محاولات جديدة ستلقى المصير ذاته.

أمام ذلك المشهد وفي ظلّ ما يشهده الكيان الصّهيوني المؤقّت من انقسام ودعوات لتوحيد الصّف للحفاظ على استمرارية الكيان الغاصب وفي ظلّ توالي الأزمات التي تشهدها حكومة الصّهيوني بنيامين نتنياهو الذي وجد ضالّته في تصدير أزماته المتراكمة وتغطية قضايا فساده التي يسعى للهروب منها ووسط تنامي حالة الانقسام داخل الكيان الصّهيوني حول الإصلاحات القضائيّة التي تمّ تجميدها مؤقتاً بالتزامن مع تنامي العمليّات الفدائيّة ضدّ الاحتلال التي لم ولن يكون آخرها عمليّة الطّعن التي نفّذها شاب من أبناء الخليل في الواحد والعشرين من عمره من الخليل وفقاً لما نقلته إذاعة جيش العدوّ كلّ ذلك يحمل المزيد من المؤشّرات التي تقرّ بالآتي:

1 ـ لجوء حكومة العدوّ إلى تصدير أزماتها للخارج وتغطية فشلها على المستويات السّياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والإيحاء بأنّها قوية وغير متآكلة.

2 ـ شدّ العصب للكيان الصّهيوني من خلال توجيه وتغطية وحماية عمليّة اقتحام المسجد الأقصى التي ستفجر المواجهة.

3 ـ تكثيف العمل العسكريّ خارجيّاً من خلال شنّ المزيد من الغارات العدوانيّة على سورية لتغطية الفشل الأمنيّ والعسكريّ الذي يواجهه جيش العدوّ وأجهزته الأمنيّة في الدّاخل وعجزه عن القضاء على العمليّات العسكريّة.

4 ـ إجراء أوّل مناورة عمليّة لعصابات (الحرس الوطني) التي يقودها الإرهابي بن غفير خلال اقتحام الأقصى لتقديمها كقوّة في حماية الكيان من الفلسطينيين.

لإثبات تلك الحقائق لسنا بحاجةٍ إلى تقديم دراسات أو أبحاث بل نكتفي بما يصرّح به قادة ومسؤولو الكيان الصّهيوني المؤقّت وفي هذا الصّدد نقلت صحيفة (تايمز أوف اسرائيل) ويسرائيل هيوم بأنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة «أمان» أرسلت تحذيراً غير عادي إلى النّخبة السّياسيّة والأمنيّة وقيادة الجيش يقول إنّ ردع إسرائيل ضدّ أعدائها آخذ في التآكل وستتلقى «إسرائيل» مزيد من الهجمات. واقع أكّده محلل الشّؤون العسكريّة يوسي يهوشع في صحيفة «يديعوت أحرونوت» فكتب بطائرات بدون طيار من سورية وغزة، وتوترات في الضّفة الغربيّة والقدس، وهجوم في سورية ومحاولات لشنّ هجمات من لبنان يبدو أن جميع السّاحات الأمنيّة مشتعلة.

وعلى قدر إدراك القيادتين السياسيّة والعسكريّة للعدوّ الصّهيوني المؤقّت لحقيقة فشلهما في وقف العمليّات في الضّفة والدّاخل أو الحدّ منها يدركون أكثر بأنّ ما ينتظرهم من ويلاتٍ وهزائمَ في حال أقدموا على اقتحام المسجد الأقصى سيكون أكبر ولا يندرج ضمن حسابات الرّدّ الإيراني الذي ينتظره الكيان الغاصب ردّاً على الغارات الصّهيونيّة التي استهدفت بعض مراكز الحرس الثّوري الإيراني في دمشق ومحيطها وأدّت الى استشهاد مستشارين عسكريين بل إنّ لكلّ ردٍّ حساباته وظروفه وتوقيته وليس ببعيد عن ردّ حزب الله الذي يرتقبه العدوّ وفقاً لما أورده موقع ريشت بيت الصّهيوني مستنداً إلى تقاريرَ عبريّةٍ وعربيّةٍ تعلن توقع ردّ حزب الله على سلسلة الهجمات، من المحتمل أن يأتي الرّد من الأراضي السوريّة وليس من لبنان، وبالتالي تجنّب خطر نشوب مواجهة شاملة.

بانتظار كلمة الأقصى وتعليماته وأمره اليومي الذي قد تدوي أصداؤه على مستوى المنطقة وتصدح مآذنه بالجهاد في فصح يبشر بنهاية الكيان المأزوم والمهزوم.