kayhan.ir

رمز الخبر: 167252
تأريخ النشر : 2023April04 - 21:26

تهاوي سلطة الدولار

 

من الاخطاء الاستراتيجية الكبرى التي ارتكبتها الولايات المتحدة الاميركية عقب  الحرب العالمية الثانية هو ان فرضت سطوة الدولار كعملة متداولة على العالم خاصة في الدول الاوروبية لتستغله لاحقا كأداة ضغط ضد الدول التي تعاديها لحساب مصالحها الاقتصادية. وقد استخدمت هذه الآلية ضد ايران وروسيا وغيرها لفرض العقوبات بهدف تحقيق اهدافها المقيتة لكنها فشلت تماما. فمن الواضح ان الدول الاستعمارية الكبرى لا ترحم حتى حلفائها عندما تتعارض مصالحها معها فكيف بالدول الاخرى. غير ان هذا الجشع والاستعلاء في فرض سيطرة الدولار واستخدامه كورقة ضغط سبب لها متاعب كبيرة واوقعها في مطبات عديدة وقد كسرت اليوم سطوة الدولار في الكثير من المعاملات التجارية الدائرة بين دول العالم.

وهذا ليس جديدا فمنذ سنوات بدأ الدولار يتلقى الضربات بسبب العنجهية الاميركية وسياساتها الطائشة وهذا ما يشير اليه "فريد زكريا" احد محللي الـ "سي ان ان" بان استخدام اميركا لآلية العقوبات المالية ضد ايران وروسية، هي واحدة من الضربات الجادة التي تلقاها الدولار كانت من قبل ترامب في 2018 حين امر بالخروج من الاتفاق النووي مع ايران، معتبرا تصنيع السلاح خلال العقد الماضي العامل الذي دفع الدول المهمة للبحث عن مخرج للتملص من تداعيات العقوبات الدولارية.

فاميركا التي تعتبر الدولار اهم عامل ضغط لها كعامل اقتصادي وسياسي ضد  الدول الاخرى باتت تتلقى الضربات المتوالية لكسر شوكتها وحل البديل وهو تعامل دول العالم بالعملات المحلية. ففي زيارة الرئيس الصيني لروسيا مؤخرا صرح بوتين قائلا "نحن بصدد ابرام عقود بين روسية والدول الآسيوية والافريقية واميركا اللاتينية باعتماد اليوان الصيني" وهذه الخطوة تشكل ضربة موجعة لاميركا وعملتها التي بدأت تفقد برقيها وتضعف شيئا فشيئا.

وفي هذا السياق اعربت دول مجموعة "بريكس" عن تداولها للعملة البديلة للدولار وهي كتلة بشرية تشكل ثلث سكان الكرة الارضية.

فيما بدأت دول "آسان" في جنوب شرق آسيا تتدارس مسألة شطب الدولار من معاملاتها التجارية. ولا ننسى ان نشير الى ان الرئيس الصيني قد طرح اثناء زيارته للسعودية التعامل باليوان بدل الدولار وهكذا فعلت روسيا في تعاملها مع الهند بالعملة المحلية والهند مع الامارات كذلك.

ولا ننسى ان نشير ان الصين وروسيا بلدان عملاقان احداهما في المجال الاقتصادي وهي تقترب ان تكون من اكبر الاقتصاديات في العالم والثاني روسيا التي هي عملاق في انتاج الغاز والنفط.

ان روح السطوة والاستعلاء الاميركي وجشعها للهيمنة على مقدرات العالم ونهب ثرواته هي التي اوصلتها اليوم الى هذا الحضيض. فاليوم ان حصة ارصده الدولار باتت تتراجع في حسابات الدول المختلفة بحيث بدأت تتراجع بشكل لافت في البنوك المركزية لدول العالم.