تواجدنا لدحر الارهاب الداخلي والخارجي
امير حسين
الكيان الصهيوني الذي يعاني حاليا من ازمات داخلية مستفحلة قد تعصف به الى الهاوية في كل لحظة بات يواجه انقساما عموديا بسبب "التعديلات القضائية" التي اراد نتنياهو فرضها للتخلص من الملاحقة القضائية لوجود ملفات الفساد التي تحوم حوله، لكن هذا الملف لم يكن السبب الوحيد في مجازفة نتنياهو لشن اعتداءات متتالية على محيطي دمشق وحمص لصرف انظار الداخل الاسرائيلي الى الخارج بل هناك عوامل خارجية اخرى سنستعرضها لاحقا. فقد شن الكيان الصهيوني هجومه الاول فجر الجمعة على ريف دمشق مما تسبب باستشهاد احد المستشارين الايرانيين "ميلاد حيدري" ثم تكرر الهجوم يوم السبت على ريف دمشق اما الثالث فقد استهدف حمص ومحيطها في اليوم التالي.
وبعد مضى48 ساعة من اعلان استشهاد المستشار "حيدري" في الضربة الصهيونية الاولى لمحيط دمشق اعلن حرس الثورة الاسلامية استشهاد المستشار "مهقاني" الذي اصيب بجراحات خطيرة يوم الجمعة الماضي.
وبالطبع وكما اعلن حرس الثورة الاسلامية وهكذا الخارجية الاسلامية ان ايران ستحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين لكنها في نفس الوقت ستواصل مهامها لملاحقة العدو الصهيوني على جرائمه وانتهاكاته في المحافل الولية لينال جزاءه العادل ويتوقف عن ممارساته الاجرامية وانتهاكاته المتكررة ضد شعوب ودول المنطقة، وهذا ما يحمل المؤسسات الدولية مسؤوليات مضاعفة وخاصة مجلس الامن التي تقع عليه المسؤولية لاتخاذ اجراءات لوقف مثل هذه الاعتداءات السافرة ضد دولة مستقلة و عضو في الامم المتحدة.
الممارسات العدوانية والانتهاكات المستمرة لسيادة سوريا كدولة مستقلة هو انتهاك صارخ ومستمر للقوانين والاعراف الدولية واذا لم تتوقف هذه الاعتداءات فان المنطقة ستتعرض لمخاطر كبيرة قد يصعب السيطرة عليها.
فصمت المجتمع الدولي امام الجرائم الصهيونية المتكررة امر مريب ومرفوض تماما وهذاما يشجع العدو للاستمرار في تماديه لارتكاب المزيد من الجرائم.
وما يغيض العدو الصهيوني ويشعر به من مخاطر كبيرة عليه هو الانفتاح العربي على سوريا والتقدم الحاصل في المفاوضات الرباعية الروسية ـ الايرانية ـ السورية ـ التركية لحل الازمة السورية وهذا ما لا يروق للعدو المأزوم لذلك يعمل جاهدا وبالتنسيق مع المجموعات الارهابية سواء في الشمال او الشرق السوري التي ترى نفسها في مهب الريح، اشغال الدولة السورية عن مهامها الاساسية لتخفيف الضغط عن المجموعات الارهابية وابقاء الازمة السورية مفتوحة للاستثمار فيها.
ولا شك ان الهدف من الضربات المتتالية للكيان الصهيوني في استهداف المواقع السورية هو الضغط على الجيش السوري لئلا يواصل عملياتها العسكرية لمحاربة الارهابيين وبالتالي رفع منسوب الدعم المعنوي والعسكري لهؤلاء الارهابيين.
فاستشهاد المستشارين الايرانيين على الارض السورية هو جزء من الضريبة التي تدفعها ايران في معركتها المصيرية ضد الارهاب التكفيري وداعميه وان حضورها على الارض السورية هو شرعي وقانوني لانه بطلب رسمي من الحكومة السورية وان مثل هذه الاعتداءات الصهيونية الآثمة والتي لن تكون بدون رد لا تغير ولاتبدل في المواقف حتى يندحر الارهاب من سوريا كما اندحر من قبل في العراق.