الصين فجأة وبدون اية مقدمات فجرت قنبلة من العيار الثقيل والذي دوى صداها في العالم بشكل اذهل القريب والبعيد من ان تقتحم الصين وبقوة الخوض في عالم الازمات لتخرج بانتصار مدوي يهز اركان البيت الابيض ومن فيه التي ظلت تحتكر الخوض في الازمات حيث احتكرت ولردح من الزمن من انها هي من يحق لها البت في القضايا العالمية وهي من تأمر وتنهي ، لكن ان يتكلل الاتفاق الايراني – السعودي بنجاح ومن بكين كان امرا لافتا وفي غاية الاهمية حيث كان دور الصين وجهودها منصبة على الدوام على القضايا التجارية والاقتصادية ولم تدخل قبل ذلك مثل هذا المعترك السياسي ولحل قضية شائكة كالازمة السعودية الايرانية التي ظلت متعثرة ولم تستطع خمس جولات من المفاوضات بين ايران والسعودية من تسجيل اي تقدم في المفاوضات التي استمرت لعامين في بغداد بسبب اصرار الرياض على ان الاولوية هو انهاء حرب اليمن اولا ومن ثم البت في القضايا الثنائية غير ان طهران كانت مصرة على الثوابت والمبادئ بان حل القضايا الثنائية اولا وان لليمن اهله وهم اصحاب القرار وانها غير مؤهلة من ان تنوب او تتحدث عن احد ولن تفعل ذلك يوما، فانتم من بدأتم الحرب وانتم من ينهيها، وفجأة تتغير الاحوال وتحتضن بكين المفاوضات السعودية – الايرانية وبسرية تامة وبالطبع سبقها اتصالات مباشرة بين الرئيسين الصيني والايراني الا انه وبعد حوالي ستة ايام من المحادثات المضنية والدؤبة بين الوفدين الايراني والسعودي في بكين وبرعاية وزير خارجيتها اتفق الطرفان على انهاء الخلافات البينية وعودة العلاقات الدبلوماسية خلال شهرين فالانجاز الصيني الكبير بلم الشمل بين ايران والسعوية والخروج باتفاق لحل الخلافات بينهما كان نصرا دبلوماسيا لها كقوة عالمية تكسر هيمنة الولايات المتحدة الاميركية وتخرجها مهزومة من المنطقة اضافة لما اصابها من احراج مميت في الداخل الاميركي وخارجه وهذا ماسينعكس عليها من تداعيات سلبية يجب دفع اثمانها مستقبلا ، وهذا امر طبيعي لان اميركا لم تكن يوما ما محايدة في مواقفها تجاه الاحداث العالمية وازماتها بل كانت حيثما تدور مصالحها حتى وان كانت على حساب الشعوب ، بل والاكثر من ذلك كانت تضع العصي في الدواليب لعرقلة اي مسعى يصب باتجاه حل الازمات لان مصالحها وحياة شركات الاسلحة الاميركية هي في استمرار هذه الازمات وليس حلها .
فالاوساط السياسية والاعلامية الاقليمية والدولية تنظر لتوجه ايران بصفتها شريك تجاري كبير وهام لبكين والاعتماد عليها امر طبيعي ، لكن الطرف الاخر الذي هو حليف استراتيجي لاميركا ان يخرج من هذه العباءة ويثق بالصين ودبلوماسيتها هو محل تساؤل؟.لكن ماهو مؤكد ان اميركا وبسياستها المتعجرفة هي من وضعت نفسها في هذا الموقف الحرج وفرضت العزلة على نفسها وبذلك تهشمت قواها فاميركا بعد هذا الاتفاق ليس كما قبله.