سير الاحداث ومجمل التطورات التي نشهدها هذه الايام في فلسطين المحتلة تؤكد بما لا يقبل الشك ان الكيان الصهيوني يقترب رويدا رويدا من نهايته المحتومة التي يجمع عليها حتى قادة هذا الكيان الغاصب والمؤقت بانه لم يشهد عامه الثمانين وها هو ما يحدث في الاراضي المحتلة من تظاهرات واحتجاجات وحرب كلامية بين قادة هذا الكيان  حول التعديل القضائي الذي يزعم نتنياهو اجراؤه مؤشر على ذلك، غير ان الشارع الصهيوني والذي يمثل طليعته ضباط ومراتب القوة الجوية في هذا الكيان  تظاهروا بداية الاسبوع الحالي وللمرة التاسعة على التوالي رافضين التعديل  القضائي وسياسات نتنياهو.

فالازمة الحالية  والمحتدمة التي تشهدها دويلة "اسرائيل" تنذر بانفجار الوضع والدفع باتجاه الحرب الاهلية وهذا ما بات يشعر به قادة العدو انفسهم ويحذرون باستمرار منه. فرئيس الكيان الصهيوني اسحاق هرتسوغ يصف حالة الكيان المتدهورة بالازمة التاريخية والتي لم يشهدها الكيان منذ نشأته وحتى اليوم. فالصراع الدائر اليوم هو البهلوانيات لا تسعف الكيان ولا نتنياهو بين اليهود الغربيين والشرقيين حول التعديل القضائي، بات على اشده وهذا ما دفع برئيس الشاباك السابق "ديسكين" ان يحذر من الوضع المتفجر والمأزوم ويقول صراحة: "عدة اسابيع تفصلنا عن الحرب الاهلية فيما اتهم يائير لابيد زعيم المعارضة، نتنياهو بانه سيذهب بـ"اسرائيل" الى الفوضى وقد ذهب في تقييمه الخطير الى ابعد الحدود حين قال بان "اميركا مرعوبة مما يحدث في اسرائيل". وفي ظل هذه الوضع المحتدم الذي بات يحاصر نتنياهو من كل مكان لدفعه الى استقاله تحاول الصحافة الاسرائيلية وعبر الترويج لكذبة سخيفة وكبرى بان "اسرائيل"  ترغب بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية، لتخفيف الضغط على نتنياهو وحرف انظار المجتمع الصهيوني عما يحدث في داخل وهو امر خطير جدا لم يالفه الكيان منذ تأسيسه، لكن خصوم نتنياهو قد فندوا ذلك جملة وتفصيلا وكان في مقدمتهم رئيس الوزراء الاسبق اولمرت حيث قال: "لا اعتقد اننا قادرون على شن حرب شاملة على البرنامج النووي الايراني ويجب ان لا نبالغ بالتهديدات، هذا من جهة و من جهة اخرى نقلت القناة (13) عن دبلوماسي اسرائيلي كبير ان "اسرائيل غير مستعدة لمهاجمة ايران". مضيفا ليس لديها خيار عسكري فعال قادر على ايقاف النووي الايراني". وقد لخص  الدبلوماسي الصهيوني الكبير ان كل ما تستطيع اسرائيل فعله تجاه ايران هو مواصلة حربها السيبرانية واعمالها المزعزعة للاستقرار الفارغة اذن ما ذهبت السيد الصحافة الصهيونية حول ضخ التهديدات ضد ايران كان هدفها انقاذ نتنياهو وحرف انظار المجتمع الصهيوني الذي هو مجرد ثرثرة لخلق توقعات لم تترجم على الارض بالطلق، لا الكيان الصهيوني ولا الاكبر منه اميركا وسائر الطغاة يملكلون القدرة ان على مهاجمة ايران ولو كان في مقدورهم لم تأخروا عن ذلك  ساعة واحدة.

لقد سعت اميركا وجميع القوى الشريرة الملتفة حولها اقليميا ودوليا النيل من ايران طيلة اكثر من اربعة عقود دون جدوى وفشلت في ذلك تماما حتى وصل الامر بها ان تستنجد  بالعملاء خاصة من اصحاب السوابق والبلطجية لخلق الفتنة والفوضى في الشارع الايراني الا ان يقظة الشارع وحكمة وحنكة القيادة في التعامل مع احداث الشعب افشلنا جميع هذا المخطط الخبيث لاضعاف النظام الاسلامي والحصول على  مكاسب تصرفها في المفاوضات النووية.

واليوم فان الكيان الصهيوني الغارق في ازمة تاريخية لم يشهدها من قبل تنذر بنهايته يحاول يائسا استعراض عضلاته بانه لازال موجودا لكن كل المؤشرات والمعطيات تؤكد على قرب زواله وزواله نهائيا من خارطة المنطقة ليستلم الشعب الفلسطيني زمام اموره بيده ويرفع علم فلسطين فوق كل ترابه خاصة في العاصمة الابدية القدس الشريف.