وحدة المعارضة تقلل من فرص نجاح أردوغان
ما شهدته تركيا خلال الـ 48 ساعة الاخيرة من تطورات سياسية متسارعة وساخنة خاصة في صفوف احزاب تحالف الامة قد غيّرت من خارطة المعادلة الانتخابية التي اذا ما استمرت على هذا الحال فانها لن تصب لصالح الرئيس اردوغان الذي مضى على استلامه للسلطة في تركيا 21 عاما. فبعد انسحاب زعيمة حزب الجيد التركي اكشنار من تحالف الامة احتجاجا على معارضتها لترشح كمال كليتشدار اوغلو التي تلوح اليه بشكل غير مباشر على انه من الطائفة العلوية وان الشعب التركي سني والذي يتمثل بزعماء المعارضة في تحالف الامة بزعامة كاراموللا اوغلو من حزب السعادة الاسلامي والمستقبل بزعامة احمد داود اوغلو والديمقراطي التقدمي بزعامة على باباجمان والديمقراطي بزعامة كولتالين اونسال.
فخطوة اكشنار زعيمة حزب الجيد التركي يوم الجمعة بالانسحاب من تحالف الامة وحد الاحزاب الخمسة المعارضة الباقية للاتفاق على مرشح واحد وهو كمال كليتشدار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري لتقلب الطاولة على الرئيس اردوغان الذي كان ينظر الى المعارضة بانها ضعيفة ومشتتة ولا يمكن ان تستقر على مرشح واحد. غير ان الاجماع الذي حصل داخل المعارضة لانتخاب مرشح واحد وهو كمال اوغلو فاجأ الجميع خاصة الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية.
وحسب استطلاعات الرأي الاخيرة في تركيا ان الانتخابات الرئاسية القادمة في ستشكل اكبر تحد لاردوغان في المسار الانتخابي الذي خطه لحد الان.
القرار الموحد والمفاجئ لاحزاب تحالف الامة التركي في انتخاب مرشح واحد وهو زعيم الشعب الجمهوري كمال كليتشدار اوغلو الذي سيسخن الانتخابات الرئاسية ويحتدم فيه التنافس الانتخابي على اشده وسيجعل اردوغان امام خصم لدود لا يمكن الاستهانة به.
واليوم فان توحد احزاب تحالف الامة بات يشكل رقما صعبا ويتوقع ان يحصل وقف لبعض التكهنات على اكثر من 50% من الاصوات في حين ان حزب الشعب الجمهوري لوحده يحصل على اكثر من 24% من الاصوات. هذا اضافة الى ان المعارضة تركز على نقاط ضعف سياسة اردوغان الاقتصادية وادارته لكارثة الزلزال لتسجل لها نقاط تزيد من حظوظها في الفوز في الانتخابات. الامر لم ينته عند هذا الحد فقرار زعيمة "الجيد التركي" بالانسحاب من تحالف الامة دفع الكثير من اعضاء الحزب الى الاستقالة والالتحاق بحزب الشعب الجمهوري ناهيك عن ان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يمتلك 12 الى 15 من مجموعة الاصوات ستصب لصالح المرشح كمال كليتشدار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري والتي هي الاخرى قد ايدت ترشيحه للانتخابات الرئاسية.
وعلى اية حال فان الانتخابات الرئاسية التركية القادمة ستكون تنافسية بامتياز ويصعب التكهن بمن سيفوز فيها الرئيس اردوغان ام مرشح المعارضة الوحيد زعيم حزب الشعب الجمهوري والى حين اجراء الانتخابات في الرابع عشر من ايار / مايو القادم وتسمية الرئيس الفائز من خلال فرز صناديق الاقتراع ستحبس الانفاس وتكمم الافواه.