البذاءة والشتيمة والعنصرية والتعطيل : جنون لا سياسة
خلال يومين فقط انقلب الهدوء الى توتر، وساد الوجوم الوجوه المبتسمة، واكفهرت الملامح، وصار الغضب سريعاً، وغاب التمهل والتريث، وخلال يومين صارت البذاءة تعبيراً فطرياً، والشتيمة لغة سياسية، والعنصرية فرضية بلاغية في السياسة. وإعلان البدء بتنظيم جبهة تعطيل الانتخابات الرئاسية بديلاً لاتهام الآخرين بالتعطيل، والتكشير عن أنياب الذئاب بديلاً للبوس ثوب الحمل.
السؤال هو أي مسّ ما أصاب الجبهة السياسية والنيابية المؤيدة لترشيح ميشال معوض بعدما انسحب منها الحزب التقدمي الاشتراكي، فهل هو تأثير الضربة المؤلمة لهذا الانسحاب، أم هو في سبب الانسحاب الذي يختصره سقوط ترشيح معوض بما يتعدّى البعد المحلي إلى الخارج، وأي خارج؟
حالة الجنون السياسي لا لبس فيها، وفقدان السيطرة على الأعصاب بائنة، فلا بدّ أن ما تلقاه أركان هذا الفريق محبط جداً ومؤلم جداً ومحزن جداً، فهل هو أبعد من إعلان سقوط ترشيح معوض، الى حد إعلان سحب فرضية ترشيح قائد الجيش من التداول؟
هل ثمن تأمين ممرات الطاقة الذاهبة إلى الغرب من الشرق الأوسط كبديل عن الموارد الروسية، يسدّد بتنازلات دولية وإقليمية للفريق الذي يمسك بهذه الممرات، كما حدث في ملف الترسيم البحري؟ وهل تهديد المقاومة بلسان السيد حسن نصرالله بالحرب كرد على سيناريو الفوضى، يعني أن كل مقاربة للرئاسة خارج التوافق مع المقاومة وحلفائها تندرج تحت مسمى السعي للفوضى، طالما أنها تعني الفراغ، والفراغ وصفة مثالية للفوضى؟ وهل الانفتاح الخليجي المتسارع على سورية يأتي ضمن السياق ذاته؟
الأكيد أن حدثاً جللاً قد أصاب القوم، وأن ما وصل الى مسامعهم خطير وكبير حتى أصابهم هذا المسّ بالجنون، وهل وصل مثله إلى مسامع رئيس المجلس فأطلق صفارته للعب الأوراق الرئاسية المكشوفة مجاهراً بمرشحه علناً لأول مرة؟
البناء