أسباب دخول الصهاينة في دوامة الضياع ومستقبلهم المظلم
كتب الخبير السياسي الايراني السيد رضا صدرالحسيني تحليلا حول مستقبل الكيان الصهيوني اللقيط والذي باتت ملامحه واضحة، جاء فيه ان الامعان فيما يجري الان داخل الاراضي المحتلة يكشف عن افتقار الصهاينة للهوية ونتائج غصب أرض الآخرين.
وجاء في التحليل "ان ما يجري اليوم في داخل الاراضي المحتلة ويدفع بالمسؤولين الصهاينة الحاليين والسابقين ومفكريهم الى التحدث عن الانهيار والحرب الداخلية وتدمير واضمحلال هذا الكيان، كان متوقعا للصهاينة منذ سنوات، لان هؤلاء المحتلين لا يحملون هوية هذه الارض بل هم شذاذ الآفاق من مشردي افريقيا واميركا اللاتينية واوروبا جيء بهم الى هذه المنطقة وقيل لهم انها الجنة الموعودة . ان فقدان الهوية هذا بدا جليا اليوم في الصراع العرقي والاجتماعي والسياسي بشكل كامل. وفي الحقيقة كلما ازداد التطرف في الاراضي المحتلة كلما زاد خطر الانهيار والسقوط ، ونظرا للتطورات السياسية خلال السنوات الماضية في فلسطين المحتلة ، يمكن القول ان الاوضاع الراهنة في الحقيقة نتيجة لما اقترفه الصهاينة سابقا وان الانهيار الذي اقترب موعده، سببه تعصب المتطرفين اليهود خلال الشهور الاخيرة.
ويبدو ان هناك سببين رئيسيين يعود اليهما بشكل اساسي سبب الاوضاع في الاراضي المحتلة، السبب الاول هو غصب الاراضي التي لا يمت المستوطنون بصلة اليها ، والسبب الثاني هو قوة واقتدار محور المقاومة في مقابل تحركات الساسة الصهاينة. وفي الحقيقة ان هذان السببان سيؤديان الى انهيار وسقوط سريع للهيكلية السياسية للكيان الصهيوني الغاصب ، وهذه القضية هي التي دفعت الان الكثير من المسؤولين السابقين والحاليين للكيان الى ابداء رأيهم بوضوح والتحدث علانية عن المخاطر الهائلة التي تهددهم في وسائل الاعلام وعلى المنصات المختلفة.
وعلى الرغم من محاولات نتنياهو لبناء شكل خارجي مستقر لهذا الكيان عبر الالاعيب الاعلامية والقيام بمسرحيات سياسية وزيارات الى اميركا ودول اوروبية لكن ما هو مؤكد وواضح جدا، هو عجز المسؤولين السياسيين والعسكريين في هذا الكيان عن السيطرة على الاوضاع الداخلية. ويمكن رسم الصورة المستقبلية للكيان الصهيوني عبر سير الاحداث الجارية في هذا الكيان طوال العقد الماضي، وهو عقد الهزائم والتراجع والافول المستمر امام تيار المقاومة المتأصل في المنطقة وخاصة الفلسطينيين الذين هم الاصحاب الحقيقيون لهذه الارض.
ويحاول نتنياهو وسط هذه الاوضاع ان يظهر بمظهر المسيطر على الاوضاع في الكيان كما جرى خلال آخر مقابلة له مع قناة "سي ان ان" الاميركية ، لكن ما هو مؤكد ان جزءا من تطرفه وتطرف حكومته يعود الى الشعور بالضعف الذي يلف الصهاينة في الاراضي المحتلة. ان التقارب بين حزب الليكود والحزب اليهودي المتطرف في فلسطين المحتلة يمنع نتنياهو من السيطرة على الاوضاع حتى اذا اراد ذلك، ولا يستطيع لجم تزايد المتطرفين وتعاظم التطرف، لأنه كان مجبرا على التحالف الحكومي مع من كان تطرفهم واضحا وكانت شعاراتهم ايضا واضحة ابان الانتخابات ، لكن نتنياهو كان عاجزا عن تأليف حكومة الا اذا تحالف مع هذا الحزب المتطرف .
ومن القضايا الاخرى ايضا يمكن الاشارة الى الفساد المالي والاخلاقي الذي يعاني منه نتنياهو منذ سنوات ولا يمكنه اليوم ان يواجه الرأي العام ، ولذلك فان فساد نتنياهو وعائلته يزيد من الاحتجاجات ، ويبدو ان المتطرفين الصهاينة ومن اجل السيطرة على هذه الاحتجاجات يعمدون الى تشديد السياسات البوليسية لحكومة نتنياهو لعل وعسى يجلبون الامن للمستوطنين الغاصبين نسبيا، لكي يقلل هؤلاء احتجاجاتهم لكن هذه دوامة في الاتجاه الخاطئ لان جذور الاحتجاجات تعود الى شخص نتنياهو وحكومته وهذا ما يدفع المستوطنين الى النزول الى الشوارع حيث بات امن هذا الكيان المؤقت اكثر هشاشة من أي وقت مضى والان نجد بان حكومة نتنياهو تلجأ الى اتخاذ خطوات هي في الاساس سبب اندلاع هذه الاحتجاجات، وذلك في محاولة لاعادة الامن للكيان ، ومن الواضح أنهم سيفشلون في ذلك
فارس